إنّ الفهم القرائي من أهم المفاهيم التي ترتبط بطبيعة النظرة إلى القراءة، لذلك يُعد أمرً مهمًا في مجال اللغة والتعليم والتربية، إذ يهدف إلى الفهم، فالقراءة بلا فهم لا تُعتبر قراءةً، وبالتالي فإن الفهم القرائي؛ هي عملية عقلية تعمل على تفسير المعاني، والتي يتضمنها النص المقروء استنادًا على خبرة تفاعلية ما بين الخبرة السابقة والمعلومات الجديدة، وهي تُعتبر أيضًا ربطًا بين خبرة القارئ والرموز المكتوبة، والهدف منه إيجاد المعنى من السياق، واتفق عدد من التربويين والباحثين في تحديد مستويات الفهم القرائي،[١]وفي هذا المقال ستتعرف على مستويات الفهم القراءة وما يرتبط به.


الفهم الحرفي المباشر

يُشير الفهم الحرفي المباشر إلى قدرة المتعلم على فهم كل من الكلمات والجمل والدلالات والرموز والأحداث والمعلومات المتنوعة فهمًا مباشرًا، ويتضمن هذا المستوى ما يأتي:[١]

  • مهارات تحديد الأفكار الرئيسية في النص.
  • تحديد الفكرة المحورية أو العامة في النص.
  • فهم أسلوب الكاتب، وتحديد التنظيم الذي اتبعه.
  • التعرف على التفاصيل.
  • تحديد عناصر النص الفنية ونوعه.
  • فهم تسلسل الأحداث وتتابعها.


إنّ القارئ في هذا المستوى إذا لم يستطع فهم النص مباشرةً، فإنّه لن يستنتج الأفكار والمعاني، ويُعد هذا المستوى الأساس لبقية المستويات،[٢] إذ يعتمد على قراءة السطور.[٣]


الفهم الاستنتاجي

يُشير الفهم الاستنتاجي إلى قدرة القارئ على فهم المعاني العميقة التي لم يُصرح بها الكاتب، حيث يقوم القارئ بالربط بين المعاني والأفكار، ويستنتج العلاقات فيما بينهم، ويقوم بالافتراضات والتخمينات، ويشمل هذا المستوى المهارات الآتية:[١]

  • استنتاج العلاقة ما بين السبب والنتيجة.
  • استنتاج دوافع الكاتب وغرضه.
  • تحديد القيم والاتجاهات التي يتضمنها النص.
  • وضع تنبؤات، وتقييم الأفكار والأحداث.[٢]
  • استنتاج معاني الصور والأخيلة.[٢]
  • استنتاج أوجه الشبه والاختلاف.[٢]


الفهم الناقد

يُشير الفهم الناقد إلى قدرة القارئ على إصدار حكم على المادة المقروءة دلاليًا أو لفظيًا أو لغويًا، إلى جانب تقويمها من حيث جودتها ودقتها، ودراسة مدى تأثيرها في المتلقي وفق معايير محددة، ومن المهم في هذا المستوى التمييز بين الحقيقة والرأي،[١] أيّ تكون مهمة القارئ القبول أو الرفض، ويُعرف هذا المستوى بأنّه قراءة ما وراء السطور، ومن المهارات المهمة في ذلك ما يأتي:[٣]

  • التمييز بين الحقيقة والخيال.
  • تحديد البرهان ودقته.
  • التأكد من الحقائق العلمية.
  • إصدار أحكام موضوعية.[٢]
  • بيان الحجج القوية والحجج الضعيفة.[٢]
  • تحديد الاتجاه الفكري والفني للكاتب.[٢]


الفهم التذوقي

يُشير الفهم التذوقي إلى قدرة القارئ على الفهم المعتمد على الخبرة التأملية الجمالية، فهو طريقة يُعبر فيها الكاتب لغويًا عن أحاسيسه ومشاعره، ويشمل هذا المستوى المهارات الآتية:[١]

  • إدراك القيمة الجمالية والدلالية في لغة النص.
  • فهم الإيحاءات للكلمات والجمل والفقرات.
  • التفاعل مع الصور والأخيلة.[٢]


الفهم الإبداعي

يُشير الفهم الإبداعي إلى ابتكار أفكار جديدة واقتراح مسار فكري جديد، بحيث يبدأ القارئ بما يُعرف من حقائق ومفاهيم ومعلومات، ولكنه يرى فيها استخدامات غير تقليدية،[١] إذ يُعرف على أنّه قراءة ما هو خارج السطور،[٣] ويشمل المهارات الآتية:[١]

  • اقتراح حلول جديدة للأحداث.
  • إعادة صياغة النص بأسلوب جديد.
  • وضع أكثر من حل للمشكلة التي وردت في النص.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ بليغ حمدي إسماعيل، المرجع في تدرييس اللغة العربية، صفحة 313-319. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حسن شحاتة، مروان السمان، المرجع فى تعليم اللغة العربية و تعلمها، صفحة 102-109. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ، مستويات الفهم القرائي، صفحة 1-2. بتصرّف.