تطبيق التفكير الناقد في التدريس

يمكن تعريف التفكير الناقد، أو التفكير النقدي (بالإنجليزية: Critical thinking) على أنه ذلك النمط من التفكير الذي يتناول موضوعًا، أو مشكلةً، أو مسألةً ما، ويقوم بتحليلها، وتقييمها، والنظر إليها من زوايا وأبعاد مختلفة، للتوصل إلى نتيجة موضوعية بعيدًا عن التحيز والتأثيرات الاجتماعية.^[١]

يتميز التفكير الناقد بقابلية تطبيقه في العملية التعليمية؛ فهو من الأساسيات الضرورية في التعليم، ويتميز بقدرته على مساعدة الطلاب على التفكير العميق في الأمور، وفهم وجهات نظرهم الخاصة، وتوظيف الخبرة والملاحظة لتكوين فهمٍ شاملٍ للأشياء، وهناك العديد من الطرق التي يستطيع المعلم من خلالها تطبيق التفكير الناقد في التدريس لتعليمهِ للطلاب، وفيما يلي،^[٢][٣] استعراضٌ لأهمها:^[٤][٥]

طرح الأسئلة

طرح الأسئلة على الطلاب وتشجيعهم على الإجابة عنها من الطرق التي تساعد المعلم على تنمية التفكير الناقد فيهم، وخاصة الأسئلة المفتوحة التي تحتمل إجابات متعددة، فعندما يطرح المعلم أسئلة عن موضوع أو مشكلة ما، مثل "ما هي الحلول الممكنة لهذه المشكلة؟" و "أين يمكن العثور على مصادر لحل هذه المشكلة؟" فإنه يهيئ بيئة خصبة للطلاب في الفصل الدراسي للتوصل إلى الأفكار المتنوعة، والمختلفة، ومشاركتها مع بعض.

تحفز الأسئلة المفتوحة التي يطرحها المعلم الفضول عند الطلاب، كما تشجعهم على النظر إلى الأمور من منظورات مختلفة، كما يعزز هذا الأسلوب استقلالية التفكير لديهم، واحترام الذات، ويمنحهم فرصة التعبير عن أنفسهم، ومن الجدير بالذكر أنّ على المعلم تهيئة بيئة آمنة ومريحة يستطيع الطلاب فيها التعبير بأريحية عن أفكارهم وممارسة التفكير الناقد.

تعليم مهارات التفكير وحل المشكلات

تشمل هذه المهارات التي تساعد الطلاب على ممارسة وتطبيق التفكير الناقد تقييم الأدلة، ووضع الافتراضات، والنظر في الحجج، كما على المعلم دمج أنشطة حل المشكلات في المنهج الدراسي، من خلال إعطاء الطلاب أمثلة من الواقع ذات صلة بالمشاكل التي يعيشها العالم، والطلب منهم تحليلها، ودراستها، واتخاذ القرارات بخصوصها.

وفي نفس السياق، على المعلم تشجيع الطلاب على تجزئة المشكلات المعقدة لفهمها أكثر، بالإضافة إلى النظر في الحلول البديلة المتاحة، وتقييم النتائج المحتملة.

التشجيع على إجراء المناقشات

من فوائد تطبيق التعلم التعاوني في الصفوف الدراسية تشجيع الطلاب على ممارسة مهارات التفكير النقدي؛ فاستراتيجيات التعلم التعاوني، تمكن الطلاب من الاطلاع على وجهات نظر أقرانهم، وتوسيع مداركهم الفكرية، وتعليمهم أنّ الحلول للمشكلة الواحدة تكون متنوعة ومختلفة.

تعتبر المناقشات من هذه الاستراتيجيات الفعالة، وانخراط الطلاب فيها يعلمهم النقد البناء والإصغاء إلى آراء الآخرين، كما يساهم في صقل تفكيرهم وتمكينهم من التعبير عن مواقفهم وتبريرها، وعلى المعلم أن يضمن للطلاب بيئة آمنة للنقاش، وأن يزودهم بمواضيع يعيشها العالم في العصر الحالي، أو تكون مثيرة للجدل.

تعليم الطلاب تقييم المصادر

بفضل التقدم التقني الذي يشهده العالم، وخاصة بعد ظهور وانتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من اللازم على المعلمين تعليم الطلاب الطرق الصحيحة لتمييز المصادر الموثوقة من تلك غير الموثوقة، وبالنسبة لأهمية هذا في تطبيق التفكير الناقد في التدريس؛ فإن قدرة الطلاب على تقييم المصادر، وتقييم المعلومات الواردة فيها من ناحية المصداقية والموضوعية، تمكنهم من الاطلاع على كل ما هو صحيح وموثوق، والاعتماد عليه في إصدار الأحكام والتوصل إلى الحلول المستنيرة.

تشجيع التفكير الإبداعي

يمكن تشبه الإبداع والتفكير الناقد بالتوأم المتلاصق؛ فكلاهما يعتمد على الآخر ويتوافق معه، كما أنّ تشجيع التفكير الإبداعي عند الطلاب يطور القدرة لديهم على توظيف مهارات التفكير النقدي في حل المشكلات، مثل النظر إلى الأمور والمسائل من زوايا مختلفة.

من الأمثلة على الطرق التي يمكن للمعلم من خلالها تشجيع الطلاب على التفكير الإبداعي بشكل يعزز من مهارات التفكير الناقد لديهم: إعطاؤهم مهام ومشاريع ذات نهايات مفتوحة، تتطلب منهم التفكير خارج الصندوق، والتوصل إلى حلول مبتكرة، مع تقييم الفوائد والمخاطر المتوقعة.

طرق أخرى لتطبيق التفكير الناقد في التدريس

نذكر من هذه الطرق:

• تشجيع الطلاب على مراجعة تفكيرهم، وتحديد نقاط التحيز، والنقاط التي تحتاج منهم العمل عليها لمعالجتها.
• عقد جلسات العصف الذهني للطلاب، والطلب منهم توظيف مهارات التفكير الناقد لمناقشة المواضيع المطروحة.
• تشجيع الطلاب على ممارسة مهارات التفكير النقدي في مختلف المواد الدراسية.
• إتاحة المجال للطلاب لمشاركة وجهات النظر المختلفة مع بعضهم البعض، والتعلم من زملائهم.