دور المعلم في تنمية مهارات التفكير

تُعرف مهارات التفكير (بالإنجليزية: Thinking Skills) على أنها عملياتٌ عقلية/ذهنية، ومعرفية/إدراكية، واستراتيجية، يجري توظيفها عند ظهور مشكلاتٍ تتطلب إيجاد حلول، كما تُستخدم هذه العمليات لغاية تعزيز مهارات التفكير البنّاء/التفكير النقدي (بالإنجليزية: Critical thinking) عند الطلاب، ويدخل في نطاق مهارات التفكير كلٌ من وضع النظريات، والتنبؤ، والتقييم، والتذكر، وترتيب الأفكار، وتُستخدم مهارات التفكير في حل المشكلات، واتخاذ القرارات، وتنظيم الأنشطة، ومعالجة المعلومات، ولامتلاك الطلاب مهارات التفكير العديد من الفوائد، مثل: تشجيعهم على التفكير خارج الصندوق، والتوصل إلى حلول إبداعية، إلى جانب تعزيز الفضول والإبداع عندهم، وتطوير قدراتهم البحثية، وتعزيز الثقة بالنفس والقرارات، وتحسين مهارات التواصل، وتمكينهم من التعامل مع المشاكل اليومية،^[١][٢] ويلعب المعلم دورًا مهمًا في تنمية مهارات التفكير عند الطلاب، ويكون هذا من خلال اتباع طرقٍ واستراتيجيات تنمي مهارات التفكير البنّاء عند الطلاب، وتطورها، وفيما يلي،^[٣] استعراضٌ لعددٍ من هذه الأساليب والاستراتيجيات:^[٤][٥]

طرح الأسئلة

تعتبر الأسئلة وسيلةً تسمح للطلاب بتطبيق ما تعلموه، والبناء على المعرفة السابقة التي يمتلكونها، كما أنّ الأسئلة تشجعهم على التفكير، والبحث عن حلولٍ للمشكلات، وتتيح لهم الفرصة للتعبير عما يتوصلون إليه أمام زملائهم في الفصل الدراسي، هذا وتعتبر الأسئلة المفتوحة، التي تتطلب إجاباتها تفكيرًا عميقًا، ولا تقتصر على "نعم" أو "لا" أفضل الطرق لتنمية مهارات التفكير البنّاء عند الطلاب؛ فالتفكير فيها يسمح لهم باختبار ما يعرفونه من معلومات تخص السؤال، وتداولها في عقولهم، والغوص في تفاصيلها.

تشجيع عملية اتخاذ القرار

تعتمد عملية تنمية مهارات التفكير البنّاء عند الطلاب إلى حدٍ كبير على تطبيق المعرفة التي يمتلكونها على أرض الواقع، وتقييم الحلول التي يتوصلون إليها بخصوص مختلف المسائل والمواضيع، ومن أبرز سُبل تنفيذ هذا قيام المعلم بتشجيع الطلاب على عملية اتخاذ القرار؛ حيث يمنح هذا الطلاب فرصةً لتطبيق ما يقومون بتعلمه في مواقف مختلفة، والتوصل إلى أفضل الحلول، بعد التفكير بإيجابيات وسلبيات كل واحدة منها.

العمل في مجموعات

من الأنشطة الجماعية التي تُساهم في تنمية مهارات التفكير عند الطلاب المشاريع والمناقشات الجماعية، ويتمثل دورها فيما يخص تعزيز هذه المهارات في أنها تسمح للطلاب بالاطلاع على أفكار زملائهم، والتي تتسم بتنوعها واختلافها، مما يساهم في توسيع نطاق تفكيرهم، ومنظورهم تجاه العالم، بالإضافة إلى تعليمهم أنّ المشاكل والمسائل متنوعةٌ في حلولها، وهناك العديد من الطرق الصحيحة التي يمكن الاعتماد عليها في ذلك، وليس طريقة واحدة.

التنوع في طرق التعلم

يُقصد هنا قيام المعلم بتشجيع الطلاب على اتباع طرق تشجع على التفكير في العملية التعليمية، ومنها التعليم المستند إلى الاستقصاء (بالإنجليزية: Inquiry-based learning)، والتعلم القائم على المشاريع (بالإنجليزية: Project-based learning)، وبالنسبة للتعليم المستند إلى الاستقصاء، فالمعلم يقوم فيه بتحفيز اهتمام وفضول الطلاب، من خلال تشجيعهم على طرح أسئلة يريدون التوصل لإجاباتٍ لها، بحيث تكون هذه الأسئلة من أسئلة التفكير العليا، أما التعلم القائم على المشاريع، فتتمثل أهميته في أنه يدفع الطلاب لتوسيع نطاق تفكيرهم إلى العالم الواقعي، لتنفيذ مشاريعهم، والتوصل إلى حلول ذات صلةٍ بها، كما أنه يطلعهم على أفكار، ومعرفة، ومفاهيم جديدة، تحفزهم على التعلم، وتنمي مهارات التفكير البنّاء لديهم.

تحفيز الإبداع عند الطلاب

من الطرق الأخرى التي يمكن للمعلم من خلالها تنمية مهارات التفكير عند طلابه تحفيز الإبداع لديهم لتنمية ملكة الخيال، وذلك من خلال توفير خياراتٍ لهم يستطيعون من خلالها توظيف المعلومات والمعرفة التي لديهم، والتعبير عنها بطرقٍ جديدة وفريدة، مثل الألعاب، والمشروعات الفنية، والاختراعات، وحتى كتابة القصص والقصائد، أو الأغاني.

حرية التعلم

لتوظيف حرية التعلم في تطوير مهارات التفكير عند الطلاب، على المعلم أن يوفر لهم مفاهيم ومواضيع جديدة أولاً، ثم يمنحهم حرية اختيار ما يشاؤون منها، وتتمثل أهمية هذه الطريقة في أنها تشجع الطلاب على التعلم والتفكير في المواضيع التي يختارونها، ويكون إقبالهم عليها في هذه الحالة قويًا.

تشجيع التعلم النشط

في الأحوال التي لا يتم فيها الحرص على تنمية مهارات التفكير البنّاء عند الطلاب، قد يكون تفاعلهم في الدروس ضعيفًا، وقد لا يفكرون بما يتعلمونه، أو يقومون بربطه بما يمتلكون من معرفة، والحل لذلك الحال هو تشجيع التعلم النشط، الذي يطور مهارات التفكير عند الطلاب، ويحفز عمل الذاكرة، ويساعدهم على تحليل المعلومات، والتعمق فيها.