تعتبر اللغة العربية من ضمن اللغات التي تشهد إقبالاً من قبل غير الناطقين بها لتعلمها، ولتعليم اللغة العربية لهذه الفئة من المُتعلمين أهمية كبير، نستعرض أهم جوانبها في العناوين التالية لهذا المقال:[١][٢]


بناء جسور التواصل مع الثقافة العربية

تعتبر العربية اللغة الرسمية، ومن اللغات المعتمدة، في أكثر من 25 دولةً، ويتحدث بها أكثر من 420 مليون شخص، كما تعتبر إحدى اللغات المعترف بها من قبل هيئة الأمم المتحدة، وهي كذلك إحدى اللغات الستة في قائمة اللغات المنطوقة في العالم، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على ارتباطها بالعديد من الثقافات، ويمكن للناطقين بغير العربية من خلال تعلم هذه اللغة التعرف أكثر على هذه الثقافات واكتشافها على حقيقتها، بكل ما تتضمنه من جماليات وأصالة، وهذا الأمر يساهم إلى حدٍ كبير في الحفاظ على الموروث الثقافي العربي، وما يتضمنه من تقاليد، إلى جانب تعريف العالم به، ونشره.


التمهيد لتعلم لغات أخرى

قبل التطرق لتوضيح هذه النقطة، لا بدّ من طرح المثال التالي أولاً؛ فعندما يتعلم الفرد اللغة الفرنسية، على سبيل المثال، فإنه في هذه الحالة يصبح قادرًا على تعلم لغات أخرى قريبة منها بسهولة، مثل اللغات الإسبانية، والإيطالية، والبرتغالية، والأمر نفسه بالنسبة للأجانب الذين يتعلمون اللغة العربية، حيث يسهل عليهم بعد تعلمها تعلم لغات أخرى قريبة منها، مثل اللغات العبرية، والفارسية، والأردية، والتركية، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود تشابهٍ بين العربية ومثل هذه اللغات في القواعد والمفردات وغيرها، مما يجعل من تعلمها، بعد تعلم اللغة العربية، أمرًا أسهل.


السفر إلى الدول الناطقة بالعربية

إنّ من مقومات نجاح السفر تحدث اللغة الأصلية التي يتحدث بها سكان الدول والمناطق التي يتم السفر إليها، ويساعد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في تسهيل رحلات سفرهم إلى الدول العربية والمناطق التي يتحدث قاطنوها هذه اللغة، كما أنّ تعلم العربية في هذه الحالة يسمح للأجنبي بالتواصل والتفاهم مع الأشخاص العرب بصورة سليمة، مما يجعل من رحلته وإقامته أكثر يُسرًا ومتعةً.[٣][٤]


فوائد معرفية

إنّ تعلم اللغة العربية من قبل غير الناطقين بها يعمل على تحسين قدراتهم المعرفية، المتعلقة بالقدرة على التعلم، والاستيعاب، والفهم؛ فتعلم العربية، في حد ذاته، يتطلب من الفرد التفكير بشكلٍ إبداعي ونقدي، بسبب الجهد الذي يتطلبه تكوين ولفظ الكلمات العربية، باستخدام الأصوات المختلفة، وغيرها من المواضيع التي يتم تعليمها للناطقين بغير اللغة العربية، وتحتاج منهم بذل جهدٍ معرفي.


فرص وظيفية أفضل

يوجد الكثير من مجالات وقطاعات العمل التي تستدعي معرفة اللغة العربية أو إتقانها، ومن أبرزها: الوظائف الدبلوماسية، ووظائف قطاع الأعمال، وقطاع الرعاية الصحية، والصحافة، والتجارة، والتعليم، وغيرها، ويساعد تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها في زيادة فرص حصولهم على وظائف في مثل هذه القطاعات المهمة وغيرها؛ فالتحدث بالعربية بالنسبة لغير الناطقين بها يرفع من مؤهلاتهم، ويسمح لهم بالتنافس من أجل الحصول على الوظائف المهمة.[٤]


التعبير عن الذات بفصاحة

بناءً على ما ذُكر سابقًا، يصح القول أنّ تعلم اللغة العربية يخدم مختلف الغايات التي يتعلم من أجلها الناطق بغيرها هذه اللغة، سواءً أكانت متعلقة بالعمل، أو الدراسة، أو، السفر، أو غيرها، ولا بدّ من الإشارة إلى أن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها يمنحهم القدرة على التعبير عن تجاربهم، وخبراتهم، وآرائهم، وأفكارهم باستخدام هذه اللغة الفصيحة؛ تعبيرًا فصيحًا وسليم التركيب، ومفهومًا من قبل المتلقين من الناطقين بالعربية.[٣]


المراجع

  1. "Why Learn Arabic", leadwithlanguages, Retrieved 18/10/2022. Edited.
  2. "6 reasons why is it important to teach your child Arabic at a young age", alifarabic, Retrieved 18/10/2022. Edited.
  3. ^ أ ب توفيق محمد ملّوح القفعان وعوني صبحي الفاعوري، تأثير الازدواجية اللغوية الفصيح والعامي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، صفحة 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "10 Benefits Of Learning Arabic Language", mishkahacademy, Retrieved 18/10/2022. Edited.