تُعرف استراتيجيات التدريس الحديثة على أنها الأساليب، والأدوات، والإجراءات غير التقليدية التي يستخدمها المعلم خلال العملية التعليمية، وتتنوع هذه الاستراتيجيات اعتمادًا على طبيعة المواد الدراسية، كما يمكن تعريف هذه الاستراتيجيات أيضًا على أنها الممارسات التي يلجأ إليها المعلمون في الفصول الدراسية لتحقيق أفضل المخرجات التعليمية، ولإشراك الطلاب في العملية التعليمية، وتُعد عملية تحديد أنسب الاستراتيجيات وأكثرها فعالية من أصعب المهام التي تواجه المعلم؛ باعتبار أنّ هذا يتطلب حاجة من الدقة لتجنب الأخطاء قدر الإمكان.[١][٢]


استراتيجيات التدريس الحديثة في اللغة العربية

إنّ الغاية الأساسية من تطبيق استراتيجيات التدريس الحديثة في دروس اللغة العربية هو القضاء على الصعوبة والجمود الذي قد يصاحب مواضيع بعض هذه الدروس، بالإضافة إلى إيصال الأفكار والمعلومات المطلوبة إلى الطلاب بطرق مفهومة وتناسب الفروقات الفردية بينهم، ومن أبرز استراتيجيات التدريس الحديثة التي يمكن تطبيقها في تعليم اللغة العربية ما يلي:[٣]


استراتيجية الحوار

تُسمى أيضًا بالطريقة الحوارية، ويجري فيها تفاعلٌ وتواصل مباشر بين المعلم والطلاب من جهة، وبين الطلاب أنفسهم من جهة أخرى، وذلك تجاه أيٍ من مواضيع اللغة العربية التي تحتمل النقاش، وتعتمد هذه الاستراتيجية في المقام الأول على الأسئلة التفاعلية التي يوجهها المعلم للطلاب بهدف تحفيزهم على التفكير، ويشترط أن تكون الأسئلة ملائمة لمستوى الطلاب وموضوع الدرس، وأن تكون سليمة من الأخطاء، ثم يتم منح الطلاب الفرصة لمناقشة الإجابات المحتملة مع بعضهم على شكل مجموعات، ثم تُطرح إجابات كل مجموعة على بقية الفصل للاستفادة من محتواها، ولاستراتيجية الحوار عدة فوائد، منها تشجيع الطلاب على التعاون، وزيادة اهتمامهم تجاه المواضيع المختلفة، وتنمية روح الإبداع لديهم.[٤]


إستراتيجية السرد القصصي

يقوم المعلم باستخدام هذه الاستراتيجية بتحويل موضوع الدرس إلى قصة أو حكاية ذات حبكة مثيرة للاهتمام، ويمكن أن ترسخ في أذهان الطلاب بسهولة ولفترة طويلة، ومن ميزات هذه الاستراتيجية أنها قابلة للتنفيذ في بداية الحصة الدراسية بهدف تمهيد موضوع الدرس للطلاب، أو يمكن تطبيقها طوال الحصة الدراسية، ومن الجدير ذكره أنّ نجاح إستراتيجية السرد القصصي في تدريس اللغة العربية يعتمد إلى حد كبير على التزام المعلم بالتركيز على موضوع الدرس في القصة، وألا يحيد عن هذا الموضوع بعيدًا أو يُضمن القصة بأمور وتفاصيل ليس لها علاقة بالدرس من أجل إكمال حبكة القصة.


اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام التكنولوجيا

ظهرت نزعة توظيف التكنولوجيا في طرق التدريس تزامنًا مع الثورة التكنولوجية، والتي جعلت من الأدوات التكنولوجية متاحة في المدارس وقابلة للاستخدام من قبل جميع أطراف العملية التعليمية، ويمكن توظيف الوسائط التكنولوجية في دروس اللغة العربية بعدة طرق، منها إعداد الدروس على شكل عروض تقديمية مُرفقة بالأصوات، والفيديوهات، والصور، إلى جانب استخدام الألوان المختلفة لتمييز المعلومات.


إستراتيجية إعداد المشاريع

في هذه الاستراتيجية، يطلب المُعلم من الطلاب إعداد مشاريع تمثل مواضيع دروس اللغة العربية، ويمكن أن تكون هذه المشاريع فردية، بمعنى أن يقوم بها كل طالب على حدة، أو أن تكون جماعية، يشترك في إعدادها الطلاب على شكل مجموعات، ويستطيع الطلاب من خلال هذه الاستراتيجية التعبير عن مواهبهم باستخدام الأدوات والوسائل المختلفة لإعداد المشاريع، والتي تنتهي بقيام المعلم بتقييمها من خلال تغذية راجعة موجهة للطالب أو الطلاب الذين أعدوا المشروع، وتتضمن هذه التغذية الراجعة نقاط القوة والثناء عليها، بالإضافة لتبيان نقاط الضعف والأخطاء التي تمّ ارتكابها، حتى يتعلم الطلاب من هذه الأخطاء ويصححوها لترسخ في أذهانهم، ومن الأمثلة على المشاريع التي يمكن للطلاب إعدادها في دروس اللغة العربية: المسرحيات، وكتابة القصص، واللوحات، والعروض التقديمية، وغيرها.


استراتيجية تبادل الأدوار

في هذه الاستراتيجية، يتبادل كلٌ من المعلم والطالب الأدوار، ويؤدي الطالب دور المعلم، في حين يؤدي المعلم دور الطالب، ومن المهم قبل تطبيق هذه الاستراتيجية إعطاء الطالب عددًا من التوجيهات والنصائح بخصوص كيفية شرح الدرس، مع ضرورة أن يقوم المعلم بتصحيح الأخطاء التي يقع فيها الطالب خلال شرحه للدرس، وإلى جانب أهمية هذه الاستراتيجية في تعزيز ثقة الطالب بنفسه؛ فهي أيضًا تعتبر خروجًا إيجابيًا عن أنماط التدريس التقليدية المعتادة، ولا سيما في بعض المواضيع التي تتسم بالجمود في اللغة العربية، مما يسهل من استيعاب الطالب لها واستفادته منها.[٥]


المراجع

  1. "Teaching Strategies", teachmint, Retrieved 19/7/2022. Edited.
  2. strategies refer to the,in which they are applied. "Teaching Strategies", intranet.ecu.edu, Retrieved 19/7/2022. Edited.
  3. عبد الحميد حسن عبد الحميد شاهين، إستراتيجيات التدريس المتقدمة وإستراتيجيات التعلم وأنماط التعلم، صفحة 30-117. بتصرّف.
  4. بليغ حمدي إسماعيل، كتاب استرتجيات تدريس اللغة العربية، صفحة 60-63. بتصرّف.
  5. "استراتيجية تبادل الأدوار "، أكاديميّة إبراهيم رشيد لتسريع التعليم والتعلم ، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2022. بتصرّف.