تُعد نظرية الإدراك التكويني لعالم النفس الأمريكي جيروم برونر امتدادًا لنظريات التعلم المعرفية، حيث يعتمد فيها على ثلاثة جوانب، وهي: النمو المعرفي، التعلم بالاكتشاف وتعليم المفاهيم وتبويبها،[١] وسيُوضح كل جانب منها في المقال الآتي.


النمو المعرفي في نظرية برونر

يتمثل النمو المعرفي في نظرية برونر فيما يأتي:[١]

  • إمكانية المتعلم على تحقيق استقلاليته أثناء الاستجابة للمثيرات، ومن ثم حدوث التعليم.
  • القدرة على إدخال الأحداث الخارجية في التركيب العقلي والتي تتوافق مع بيئة التعلم، حيث يُشار لها بمفهوم "نظام التخزين للمعلومات".
  • قدرة المتعلم على التعبير عن الأحداث بالرموز والكلمات، إذ يُستدل عنه بتعبير المتعلم عن نفسه أو عن الأحداث التي تدور حوله.
  • التفاعل المنظم بين المعلم والطالب يعمل على تنمية الخبرات التعليمية، فيكتسب المعارف والقيم والمهارات.
  • اللغة هي إحدى أساليب التعبير، وضرورة من ضرورات تكوين المفاهيم والمبادئ.
  • التعلم يُصبح أسهل عندما يُوظّف المتعلم تعبيراته بشكل منظم.
  • التفاعل اللفظي وسيلة للانتقال من نمط التفكير الحسي إلى نمط التفكير التجريدي.
  • وجوب تمييز الطلاب بأنفسهم بنية المحتوى والوصول إلى الروابط والعلاقات بين المفاهيم والحقائق.[٢]
  • النمو المعرفي يتضمن تفاعلًا بين القدرات البشرية والتقنيات المبتكرة، وهذه التقنيات هي الطريقة التي تُصنف بها الثقافة واللغة.[٢]


التعلم بالاكتشاف في نظرية برونر

إنّ التعلم بالاكتشاف يعني تدريس المبادئ والقواعد والقيم والمفاهمي بأقل جهد من المعلم وأقصى جهد عقلي من الطالب، إذ يتمثل هذا النوع من التعلم في نظرية برونر فيما يأتي:[١]

  • زيادة قدرة الطلاب على الاستبقاء؛ لأنّه يُنظم المعلومات في الذهن ويُمثلها بالعقل.
  • التأكيد على الدوافع الداخلية أكثر من الخارجية، وهذا يُؤثر بالاعتماد على التعزيز الداخلي أكثر من الثواب الخارجي.
  • زيادة مهارة الطلاب وقدرتهم العقلية نتيجة استخدامه عمليات متنوعة، مثل: الوصف، المقارنة، التنبؤ، الاستنتاج.


يرى برونر أنّ الطلاب في مواقف التعليم بالاكتشاف يُواجهون مشكلات تتلخص بالصور الآتية:[٣]

  • الأهداف التي يجب الوصول إليها مع عدم توفر الأدوات والوسائل التي تُتيح ذلك.
  • تناقض في مصادر المعلومات التي تتمتع بدرجة من الموثوقية.
  • عدم وضوح التعميمات والمفاهيم التي يكون هدفها البحث عن البنية أو الاتفاق أو الاتساق.


تعلم المفاهيم وتبويبها في نظرية برونر

أوضح برونر أنّ عملية تعلم المفاهيم تتطلب اكتسابها، ويتعلق ذلك بعمليتين، هُما كالآتي:[١]

  • تكوين المفاهيم

ويكون الهدف من هذه العملية تكوين مفاهيم جديدة، لم يتعلمها الطلاب من قبل، ويتم خلالها تصنيف وتبويب عددًا من الأمثلة إلى فئات، كل واحدة منها حسب معايير معينة، ثم إعطاء كل منها تسمية خاصة تُشير إلى تصور أو اسم جديدة.

  • اكتساب المفاهيم

تتم من خلال جمع الطلاب الأمثلة التي تدل على المفهوم وتصنيفه، بطريقة يتم فيها تحديد الصفات المشتركة، والتي تُوصل إلى المفهوم المرغوب به، وهذه المرحلة نوع من أنواع التدريب العقلي الذي يرتبط بسلوك الإنسان.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث إلهام أحمد حمه، أنموذج مقترح لتدريس الكيمياء وفق نظريات التعلم المعرفي، صفحة 41-44. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "Bruner - Learning Theory in Education", Simply Psychology, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  3. طارق عبد الرؤوف عامر، برنامج الكورت والقبعات الست للتفكير: بناء الشخصية المبدعة، صفحة 193. بتصرّف.