إنّ نظريات التعلم المعرفية تُركز على العمليات العقلية التي تقع بين الدافع التعليمي واستجابات المتعلم، أيّ أنّها العمليات المعرفية التي تدرس المثيرات والاستجابات والعمليات التي تقع داخل عقل الإنسان، مثل: التخطيط، التفكير وحل المشكلات،[١] وفي هذا المقال ستتعرف على أهم نظريات التعليم المعرفية.
نظرية الجشطلت
نظرية الجشطلت (بالإنجليزية: Gestalt theory)؛ هي نظرية معرفية تهتم في كيفية إدراك المتعلم لنفسه والموقف الذي يُوضع به، وتهتم أيضًا بالكليات التي تُساوي مجموع الأجزاء، ويُعد ماكس فيرتيمير مؤسس النظرية الجشطلتية، وانضم له كل من لفانج كوهلر وكيرت كوفكا، وازدهرت هذه النظرية في ألمانيا خلال عشرينيات القرن الماضي، وانتقلت إلى العالم.[٢]
إنّ تأثير نظرية الجشطلت على علم النفس التربوي هو تأثير ضمني أكثر من كونه صريحًا، وذلك لأنّ هذه النظرية تهتم في تنظيم التفكير والذاكرة وطرق حل المشكلات، وتلعب دورًا مهمًا في السياسات التربوية،[٣] ومن أهم فرضيات نظرية الجشطلت ما يأتي:[٤]
- اعتماد التعلم على الإدراك الحسي.
- انطواء التعلم على إعادة التنظيم.
- التعلم ينصف ما نتعلمه، فجوهر التعلم هو التعرف الترابط الداخلي الدقيق للشيء.
- التعلم يُعنى بالنتائج والوسائل.
- الاستبصار يُجنب الأخطاء.
نظرية التعلم القائم على المعنى
نظرية التعلم القائم على المعنى (بالإنجليزية: Ausuble Theory)؛ تُسمى أيضًا نظرية أوزوبل في النمو المعرفي، وهي نظرية وضعها عالم النفس الأمريكي ديفيد بول أوزوبل، تقوم على المبدأ التفاضلي والتكاملي، بحيث يتم دعم التعلم القائم على المعنى، للربط بين المعلومات الجديدة والمعارف السابقة، ففكرة الربط هي أساس التعلم القائم على المعنى.[٥]
يرى أوزوبل أنّ هناك تشابهًا بين البنية الخاصة بمعالجة المعلومات والبنية المعرفية لكل متعلم، لذلك يفترض بأنّ التعلم يحدث في حال تم تنظيم المنهج التعليمي في خطوط مشابهة للمخزون المعرفي في عقل المتعلم، وللوصول إلى التعلم القائم على المعنى وضع أوزوبل مبدأين بهدف تنظيم المنهج الدراسي، وهُما كالآتي:[٥]
- المبدأ الأول: التفاضلي المتوالي
إذ يتم تنظيم المحتوى التعليمي من خلال طرح الأفكار أولًا والمفاهيم، ثم بعد ذلك يتم الانتقال إلى التخصص والتفاصيل.
- المبدأ الثاني: التكاملي التوفيقي
إذ يتم تعلم المعلومات الجديدة من خلال فهم المعلومات السابق تعلمها.
نظرية التعلم عن طريق الاكتشاف
نظرية التعلم عن طريق الاكتشاف (بالإنجليزية: برونر Discovery Learning)؛ هي نظرية وضعها عالم النفس الأمريكي جيروم برونر، يفترض فيها أنّ لكل فرد طاقة للتعلم، وتفكير الفرد يتطور من خلال مدى تفاعله مع البيئة المحيطة، وبالتالي يجب إثراء البيئة المحيطة لتنمية قدرته على التفكير.[٦]
إنّ أساس الاكتشاف عند برونر يُكمن في عملية إعادة تنظيم البيانات وترتيبها، وبهذا يصل المتعلم إلى ما هو وراء هذه المعلومات، فيكتشف نتائج وتعميمات، ويعتقد برونر أنّ الاكتشاف يقوم على 3 مراحل، هي كالآتي:[٦]
- المستوى العياني العملي
وهنا يحدث التعلم من خلال الخبرة والتفاعل مع المواد الدراسية.
- المستوى الأيقوني
هنا يحدث التعلم من خلال التصور الذهني.
- المستوى الرمزي
هنا يستطيع المتعلم التعامل مع الرموز دون الاعتماد على الصور الذهنية.
المراجع
- ↑ نادية حسين العفون ، التعلم المعرفي واستراتيجيات معالجة المعلومات، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ مصطفى ناصف، نظريات التعلم، صفحة 199-200. بتصرّف.
- ↑ مصطفى ناصف، نظريات التعلم، صفحة 213-218. بتصرّف.
- ↑ مصطفى ناصف، نظريات التعلم، صفحة 218-228. بتصرّف.
- ^ أ ب شادية عبد الحليم، صلاح تمام ، الشامل في المناهج وطرائق التعليم والتعلم الحديثة، صفحة 142-144. بتصرّف.
- ^ أ ب شادية عبد الحليم، صلاح تمام، الشامل في المناهج وطرائق التعليم والتعلم الحديثة، صفحة 145-146. بتصرّف.