تُعد نظريات التعلم الحديثة مجالًا مهمًا يهتم به المعلمون، والهدف منها اكتساب المعرفة وتحقيق التفاعل في التعليم، فهذه النظريات تُوجه المعلمين لاستخدام أساليب تعلم تعتمد على النشاط والمشاركة، وفي هذا المقال ستتعرف على أهم نظريات التعلم الحديثة.

النظرية السلوكية

هي نظرية تأسست على يد العالم ثورانديك في عام 1913م، ثم تابع بافلوف تجاربه الخاصة بهذه النظرية في عام 1927م، وتلا هذه الجهود سكينر في عام 1974م، وتتلخص مبادئ هذه النظرية حول أنّ التعلم عبارة عن تغير في السلوك الخارجي الذي ينتج عن استجابة الفرد لمثيرات خارجية، وتُؤكد النظرية على أنّ العمليات العقلية الداخلية لدى الطالب لا تُؤثر في عملية التعلم؛ لأنّه يصعب إثباتها تطبيقيًا.[١]


يُمكن تفسير النظرية السلوكية على النحو التالي:[١]

  • حدوث التعلم عند الاستجابة الصحيحة للمثيرات.
  • حدوث التعلم بعد ملاحظة السلوك الظاهري للمتعلمين بعد فترة زمنية.
  • اعتماد التعلم على الملاحظات والسلوكيات.
  • اعتماد نجاح التعلم على أساليب التعزيز والتقويم.
  • التركيز على متغيرات البيئة والسلوك.


النظرية الإدراكية

إنّ هذه النظرية ترى بأنّ التعلم يحدث داخل الفرد، أيّ أنّ التعلم ذاتي، فالنظرية الإدراكية عبارة عن عمليات عقلية يتم فيها استخدام الذاكرة والدافعية والتفكير، إذ إنّ أصحاب هذه النظرية يرون بأنّ التعلم عملية داخلية يعتمد على معلومات المعلم وقدرته على توظيفها، وبناءً عليه تتلخص خصائص هذه النظرية فيما يأتي:[١]

  • التعلم عملية يحدث فيها تغيرًا في المعرفة والإدراك الخاص بالفرد.
  • حدوث التعلم يعتمد على النشاط العقلي.
  • حدوث التعلم يعتمد على نشاط المتعلم.
  • التركيز على تنمية قدرات الطلاب العقلية.
  • حدوث التعلم يعتمد على ما يُقدمه المعلم وما يفعله المتعلم.


النظرية البنائية

هي من النظريات التي تُركز على توظيف التعلم في سبيل المجتمع وخدمته، إذ يتم فيها مراعاة الأبعاد الاجتماعية، وقد تتداخل مع النظرية الإدراكية في كثير من العوامل المؤثرة، ولكنها تختص بعدد من المميزات، هي كالآتي:[١]

  • تفسير المتعلم للمعلومات يعتمد على نظرته الشخصية.
  • حدوث التعلم يعتمد على التفسير والملاحظة.
  • حدوث التعلم يتم من خلال ممارسات مباشرة.
  • التعلم هو محور العملية التعليمية والعنصر النشط الأساس فيها.


النظرية الإنسانية

إنّ رواد النظرية الإنسانية في التعلم يرون بأنّ المتعلمين كلهم لديهم قدرة على الابتكار والتفوق، بناءً على طبيعتهم الإنسانية، إذ تنطوي الحاجة الإنسانية على الاتصال والثقة والعاطفة والاحترام، فهذا يُعطي دفعةً للمتعلمين لحب الاطلاع والبحث عن المعلومات، وهي بذلك تكون عكس النظرية الإدراكية في نظرتها للمثيرات.[٢]


النظرية التواصلية

هي نظرية ترى بأنّ التواصل هو أساس نقل المعارف، لذلك يجب الاهتمام بأفعال الكلام والألسنة والتداول، إذ يُفسر العالم هابرماز التواصل على أنّه مجموع الترابطات التي يتفق عليها المتعلمون بهدف الوصول للمعلومة، فالتواصل لا يهدف إلى الإخبار بالمعلومات فقط، بل يرتبط بالتأثير والإلهام، وبالتالي فإنّ هذه العملية معقدة تستلزم الاستفهام والتحليل والبحث.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث عبد الفتاح عبد المجيد الشريف، التوجيه التربوى والقياس العقلى الطريق الى اصلاح التعليم، صفحة 55-58. بتصرّف.
  2. محمد العبيدي، الإبداع والتفكير الابتكاري وتنميته في التربية والتعليم، صفحة 147. بتصرّف.
  3. عمر كوش ، التواصل و فلسفة الفعل التواصلي، صفحة 1-2. بتصرّف.