تتلخص نظرية الاشتراط الإجرائي لعالم النفس الأمريكي بورهوس فريدريك سكينر بأنّ إذا كانت الاستجابة لها نتائج مفرحة يزيد احتمالية حدوثها؛ كالتعزيز أو التكافؤ، أما إذا كانت الاستجابة لها نتائج مؤلمة تقل احتمالية حدوثها؛ كالعاقب السلبي،[١] وفي هذا المقال ستتعرف على التطبيقات التربوية لنظرية سكنر.


التعلم المبرمج

هو تعلم ينطوي مفهومه على استخدام أسس وقواعد نظرية الاشتراط الإجرائي في تعليم المناهج التعليمية المتنوعة، ويتم ذلك بواسطة أدوات والآلات التدريس المختلفة أو كتاب مبرمج، ويُعرض في هذه الأحوال أمام الطلبة،[٢] إذ يقوم التعليم المبرمج على تعزيز السلوك الاستجابي والإجرائي، وبهذا يتم تناول الجوانب المعرفية والمهارات المتنوعة.[٣]


بالإضافة إلى ما سبق، إنّ تعزيز التعلم المبرمج الذي يُعد من التطبيقات التربوية لنظرية سكنر يعمل على تمكين الطلبة من حل المشكلات بواسطة الاستجابة الشرطية، وهذه الاستجابة تُعد استجابةً إراديةً يُحقق من خلالها المعلم والمتعلم الأهداف التعليمية المنشودة، فالتعليم المبرمج باختصار يقوم على أساس تشكيل السلوك واستخدام التعزيز.[٤]


التعلم الذاتي

من التطبيقات التربوية لنظرية سكنر هي التعلم الذاتي، ويكمن نجاحه في تحقيق الموازنة بين تقويم المتعلم لنفسه وتوجيه المعلم له، حيث يُعزز لديه ذلك تحمل المسؤولية، وبهذا يستقل استقلالًا ذاتيًا كاملًا، ويُطبق ذلك على صور مختلفة، مثل: الرزم التعليمية والحاسوب التعليمي، إلى جانب المجمعات التعليمية، فهي تُعد من أفضل الأنماط التعليمية التي تعتمد على أسس نظرية سكنر.[٥]


في ضوء ما سبق، إنّ نظرية سكنر بالأصل تنص على أنّ الطلاب قادرين على التعلم في الظروف الطبيعية دون الحاجة إلى معلم، ولكن يأتي المعلم لتنظيم العملية التعليمية بطريقة تسلسلية ومراعاة الفروق الفردية، ويتم فيها التركيز على الطالب وليس المتعلم، وبهذا يكون دور المعلم موجهًا وميسرًا ومنظمًا.[٥]


التشكيل

إنّ التشكيل هو إجراء يُستخدم لتعليم الطلبة قيادة المتطلبات الجديدة والوعي بها، وبهذا يتطلب من المعلم تعليم سلوكيات جديدة لطلبته واستخدام أساليب التعزيز، مثل: تلوين الطلبة لرسومات معينة، ففي البداية يجب أن يكتسبوا استجابات لمعرفة طريقة التلوين، إلى جانب التعزيزات التفاضلية، وبهذا يستطيع الطالب امتلاك الاستجابة المناسبة والنهائية.[٦]


التعاقد السلوكي

هو أحد الأساليب الفعالة، والتي من خلالها يتم استخدام طرق التعزيز بانتظام، وذلك بهدف تسهيل العملية التعليمية وزيادة الدافعية، إذ يُقصد بالعقد السلوكي هو اتفاقية تُوضح العلاقة بين المهمة التي سيُؤديها الطالب أو المتعلم والمكافأة التي سيحصل عليها، إذ يشمل التعاقد السلوكي ما يأتي:[٦]

  • المهمة المطلوبة من المعلم والطالب.
  • المكافأة التي سيحصل عليها الطلاب في حال إنهاء المتطلبات التي يُطلب منه.


التدعيم الاجتماعي

هو التدعيم بشكل رمزي أو غير مزي، من خلال الثناء والشكر والمدح والاهتمام بالطالب، وذلك عند صدور الاستجابة المرغوبة منه، وفي العملية التعليمية يكون مهمًا في جميع المراحل خاصةً المراهقين والراشدين، كما يُفضل أيضًا استخدامه مع الطلبة المتأخرين ذهنيًا أو عقليًا.[٦]

المراجع

  1. الدكتور شوقي ممادي، أساليب تعديل السلوك الصفي في المرحلة الابتدائية، صفحة 51. بتصرّف.
  2. مروان أبو حويج، المدخل الى علم النفس العام، صفحة 52. بتصرّف.
  3. جاسم التميمي، تعليم الرياضيات و مناهجها لمعلم الصف، صفحة 187. بتصرّف.
  4. أيوب دخل الله، التعلم ونظرياته، صفحة 192-193. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمود الربيعي وسعيد حمدامين، طرائق تدريس التربية الرياضية وأساليبها، صفحة 255-256. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت نجاة أحمد الزليطني، نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية، صفحة 41-43. بتصرّف.