تعرف على استراتيجية التعلم بالنمذجة

مفهوم التعلم بالنمذجة

يتم تعريف التعلم بالنمذجة على أنه ذلك النوع من التعلم القائم بشكل أساسي على اكتساب خبرة، أو فكرة، أو تعلم مهارة، من خلال مراقبة وملاحظة السلوكيات التي تصدر من الآخرين الذين يُمثلون نماذج التعلم، التي يتم ملاحظة الشيء المراد تعلمه منها، ثم حفظه، ثم تقليده،^[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ استراتيجية التعلم بالنمذجة لها العديد من المُسميات، والتي من أبرزها التعلم الاجتماعي المنسوب لعالم النفس ألبرت باندورا (Albert Bandura)، كما تُسمى أيضًا بالتعلم المتبادل، والتعلم بالملاحظة، والتعلم بالتقليد، وتؤكد جميع هذه المسميات على أهمية تفاعل المُتعلم مع الأفراد الآخرين، واعتماده على ملاحظة ما يرغب بتعلمه منهم، لكي تنجح عملية التعلم.^[٢][٣]

خطوات التعلم بالنمذجة

لتطبيق استراتيجية التعلم بالنمذجة، يتم اتباع ثلاث خطوات أساسية، وفيما يلي توضيح لهذه الخطوات وأهم ما يتعلق بها من تفاصيل:^[٤][٥]

• عرض المهارة/التهيئة للمهارة: هذه الخطوة هي الأولى من خطوات التعلم بالنمذجة، ويتولى المعلم القيام بها؛ حيث يقوم بتعريف المتعلمين بالمهارة أو بما سيتم تعلمهُ في الدرس، ويوضح لهم أهميته، وماذا سيستفيدون منه، بالإضافة إلى الطريقة التي سيكتسبونه ويتعلمونه من خلالها، ويقوم المعلم أيضًا في هذه الخطوة بربط ما عند المتعلمين من خبرات ومهارات سابقة، بما سيتم تعلمه في الدرس، ويوضح لهم الأخطاء التي من المتوقع أن يقعوا بها، ويوضح ماهيتها، وأسبابها، وطرق تجنبها.
• النمذجة بواسطة المعلم: في ثاني خطوات التعلم بالنمذجة، يُمثل المعلم "النموذج" الذي على المتعلمين ملاحظة ما يصدر منه وتقليده لغايات التعلم، ويعرض المُعلم في هذه الخطوة أمام المتعلمين المهارة أو الفكرة المطلوب منهم تعلمها، أو المشكلة المراد حلها، ويعبر عنها بصوت مسموع وواضح، ويحرص على التطرق لكل تفاصيلها المهمة التي تساعد المتعلمين في ملاحظتها، واستيعابها، وتعلمها.
• النمذجة بواسطة المُتعلم/الطالب: في الخطوة الثالثة من خطوات التعلم بالنمذجة، يلعب المُتعلم دور النموذج، ويحاكي المعلم في أسلوب عرض المهارة، أو طريقة طرح المشكلة، ولكن ليس بالضرورة أن يحاكيه في الحلول التي يضعها للمشكلة المعروضة؛ حيث يمكنه عرض حلول مختلفة عن تلك التي عرضها المعلم، ويمكن كذلك أن يقوم طالبٌ آخر بمراقبة الطالب النموذج، وتصحيح الأخطاء التي قد يقع بها.

أنواع التعلم بالنمذجة

يمكن تقسيم التعلم بالنمذجة إلى ثلاثة أنواع، وتشمل هذه الأنواع الآتي:^[٣][٦]

• التعلم بالنموذج الحي/الحسي: في هذا النوع من التعلم بالنمذجة، يتعرض المُتعلم لمثيرات تعلم صادرة من نموذج حي يطلع عليه بشكل شخصي، مما يؤدي لتكوين خبرات حسية عند المُتعلم، يتعلم بناءً عليها مهارة معينة، أو يكتسب خبرة محددة.
• التعلم بالنموذج اللفظي: يعتبر هذا النوع من أنواع التعلم بالنمذجة الأنسب للتطبيق في حالة ضيق الوقت، ويتم فيه وصف السلوك وشرحه وتوضيحه، دون تطبيقٍ له على أرض الواقع من قبل النموذج الحي/الحسي.
• التعلم الرمزي: في هذا النوع من أنواع التعلم بالنمذجة، يتم الاعتماد على أي مصدر يمكن التعلم من خلاله، ويكون قادرًا على إنتاج سلوك قابل للمحاكاة، من قبل أشخاصٍ خياليين أو حقيقيين، مثل مصادر الإنترنت، وألعاب الفيديو، والأفلام، والقصص، والكتب، والمنهج التعليمي.

أهمية التعلم بالنمذجة

إنّ للتعلم بالنمذجة، المعروف كذلك بالتعلم الاجتماعي، العديد من الفوائد في العملية التعليمية، التي نذكر عددًا منها فيما يلي:^[٧][٨]

• تمكين الطلاب من تطوير مهارات شخصية تفيدهم في حياتهم المهنية لاحقًا.
• تعزيز التواصل بين أطراف عملية التعلم.
• تمكين المتعلمين من المشاركة في العملية التعليمية بشكل أكثر فعالية.
• زيادة المشاركة الصفية عند المتعلمين.
• تحسين مخرجات العملية التعليمية، وجعلها أكثر إيجابية وفاعلية.