مفهوم التحول الرقمي في التعليم

يُعرف التحول الرقمي في التعليم، أو رقمنة التعليم، على أنه تغير يطرأ على المستويين المادي والفكري في قطاع التعليم، بهدف تلبية ومواكبة التحديثات والتطورات المستمرة في العالم، والتي تطال بتأثيرها جميع أطراف العملية التعليمية في جميع بيئات التعلم، ويعتمد التحول الرقمي في التعليم على توظيف الأدوات التكنولوجية، التي تحفز التعاون والابتكار، وتنمي الإمكانيات التعليمية، والاستفادة من التجارب المعرفية، والتفاعل الاجتماعي الذي يعتبر هو الآخر من ركائز توظيف الأدوات الرقمية في التعليم.[١]


أهمية التحول الرقمي في التعليم

عند توظيف التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا في التعليم، فإن هذا يولد العديد من الفوائد في هذا القطاع الحيوي، والتي يمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية:[٢][٣]

  • تطوير عملية التعلم: يتيح التحول الرقمي للمدارس والمؤسسات التعليمية إنشاء قاعدة بيانات تضم معلومات تخص جميع أطراف العملية التعليمية، بالإضافة إلى بيانات تخص المدرسين، والطلاب، والوسائل التعليمية المطلوبة لكل مستوى، وتكمن أهمية قاعدة البيانات هذه في تمكينها للمؤسسات التعليمية من اكتشاف ومعالجة أي نواقص في حال ظهورها، إلى جانب تزويد الفصول الدراسية التي تضم أعدادًا كبيرة من الطلاب بحاجتها من المعلمين والوسائل وفقًا لاحتياجاتها.
  • تسهيل متابعة أداء الطالب: تُساعد التكنولوجيا المعلمين على توثيق أعمال طلابهم بشكلٍ رقمي، مما يسهل متابعة تقدم مستواهم الدراسي، ومقارنته مع مستوى الطلاب الآخرين، واكتشاف أي نقاط ضعف بحاجة إلى متابعة لتقويتها ومعالجتها.
  • تركيز المناهج على المستقبل: لا يقتصر تركيز رقمنة التعليم على المناهج التعليمية الحالية؛ بل يتجاوزها من خلال تركيزه على وضع الخطط لتحديثها بما يتناسب مع متطلبات المستقبل، الذي سيشهد دون شك انتشارًا أوسع للتكنولوجيا، واستخدامًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، واستعانة بالروبوتات وغيرها، ولهذا، فإن التحول الرقمي في قطاع التعليم يهيئ البيئات وأطراف العملية التعليمية بشكلٍ مسبقٍ لذلك، ويحفز الإبداع لدى الطلاب، ليتمكنوا من مواكبة كل هذه التغيرات المستقبلية.
  • تعزيز دور الأهل: تؤكد نتائج عددٍ من الدراسات أنّ مشاركة الأهل ومتابعتهم لأداء أولادهم الأكاديمي يحسن منه، ويمثل هذا واحدًا من الأمور التي يساهم التحول الرقمي في التعليم في تحقيقها؛ حيث يتيح ذلك لأولياء أمور الطلاب استلام تقارير النتائج الأكاديمية والحضور الخاصة بأولادهم من خلال قنوات التواصل التكنولوجي، كما بات بالإمكان إشعارهم من خلالها بأي مجرياتٍ هامة، مثل وقت دفع الرسوم، والأيام التي يتغيب فيها الطالب، ومتابعة مسار الحافلة المدرسية، وغيرها من الأمور التي تبقيهم مطمئنين وعلى دراية بأداء أولادهم في المدرسة، وتجدر الإشارة إلى أنّ التحول الرقمي أتاح للأهل أيضًا التواصل مع المعلمين بشكلٍ أكثر فعالية، ومشاركتهم أي مشاكل تتعلق بالأداء الأكاديمي للطالب، والتعاون فيما بينهم لحلها ومتابعتها في أي وقت ومن أي مكان.
  • تعزيز التعاون والتشاركية: من التحديات التي تواجه التعليم التقليدي الذي لا يوظف التكنولوجيا، صعوبة إجراء المشاريع والتعاون بين الطلاب من جهة، وبينهم وبين المعلم من جهة أخرى، بسبب عدة عوامل، منها الفروقات المكانية والزمانية، ولكن مع التحول الرقمي في التعليم، بات أمر التعاون بين أطراف العملية التعليمية أسهل ما يكون، بفضل الأدوات التكنولوجية التي ذللت أي صعوباتٍ أو عوائق قد تظهر، وجعلت من أمر التعاون بين الطلاب والمعلمين لإنجاز المشاريع سهلاً ومتاحًا من أي مكانٍ وفي أي وقت.
  • التغلب على عوائق التعليم: تتأثر العملية التعليمية بأي ظروفٍ أو أحداث تؤثر على أطرافها وتمنعهم من الوصول إلى بيئات المؤسسات التعليمية، وهنا يأتي دور التحول الرقمي في تجاوزه لأي ظروفٍ قاهرة أو طارئة، من خلال تمكينه لأطراف العملية التعليمية من الاجتماع بشكلٍ افتراضي لمتابعة التعليم عن بعد.


المصاعب التي تواجه التحول الرقمي في التعليم وحلولها

يواجه عملية التحول الرقمي عددٌ من المصاعب، والتي نستعرض أهمها في النقاط التالية، إلى جانب الحلول المقترحة لها:[٤]


رهاب التكنولوجيا

  • وصف المشكلة: التردد في استخدام الأدوات التكنولوجية بسبب اعتياد الأمر دونها، والخوف من أن تؤدي لنتائج عكسية تؤثر سلبًا على العملية التعليمية.
  • حل المشكلة: تثقيف الناس في المجتمع بخصوص التحول الرقمي في التعليم، وجعله ثقافة راسخة، ومساعدتهم على فهم الإيجابيات التي يمثلها توظيف التكنولوجيا في التعليم.


مشكلة عدم التنظيم

  • وصف المشكلة: الافتقار إلى خطة واضحة لتطبيق التحول الرقمي على أرض الواقع؛ حيث لا يمكن تنفيذ هذا التحول دون تخطيط مسبق، يضم تحديدًا للأهداف والرؤى، إلى جانب تحديد متطلبات هذا التحول، كالفترة الزمنية والميزانية، وغيرهما.
  • حل المشكلة: وضع خطة مدروسة في البيئات التعليمية تكون واضحة المعالم، وتضع مصلحة الطلاب والمعلمين في عين الاعتبار، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم بما يتناسب مع حداثة وتطور هذا العصر.


الجهل بالتكنولوجيا

  • وصف المشكلة: عدم المعرفة بالمهارات اللازمة التي يحتاجها إتقان استخدام التكنولوجيا لمواكبة التحول الرقمي في قطاع التعليم.
  • حل المشكلة: عقد دورات وورش عمل تستهدف جميع الفئات ذات العلاقة بعملية التحول الرقمي في التعليم، بما في ذلك الطلاب، وأولياء أمورهم، والمعلمون، وغيرهم، لتعليمهم كل ما يتعلق بالمهارات التكنولوجية وكيفية استخدامها.


الافتقار إلى البيانات التنظيمية

  • وصف المشكلة: قلة التنظيم في المؤسسات التعليمية، والذي سببه الافتقار إلى قاعدة بيانات تضم معلومات الطلاب، والمعلمين، واحتياجاتهم وأعدادهم، إلى جانب احتياجات الفصول الدراسية من وسائل تكنولوجية وأدوات وغيرها.
  • حل المشكلة: وضع قاعدة بيانات تضم جميع هذه المعلومات، وتوظيفها في التحول الرقمي لضمان تفادي أي فجوات أو نواقص تؤثر على الاستفادة الكاملة لجميع أطراف العملية التعليمية من هذا التحول.



المراجع

  1. "WHY DIGITAL TRANSFORMATION FOR EDUCATION?", al-enterprise, Retrieved 9/8/2022. Edited.
  2. "6 Benefits of Digital transformation in education", sovtech, Retrieved 9/8/2022. Edited.
  3. of the effects of,parents to track their progress. "What does digital transformation in the education sector consist of?", cronuts.digital, Retrieved 9/8/2022. Edited.
  4. "Digital transformation challenges in education institutions", hospitalityinsights, Retrieved 9/8/2022. Edited.