استراتيجيات التعلم النشط في الرياضيات

الرياضيات من المواد التي قد يجد العديد من الطلاب صعوبة في تعلمها، غير أنّ توظيف استراتيجيات التعلم النشط يمكن أن يجعلها أكثر سهولة ومتعة، وفيما يلي، استعراضٌ لعدد من هذه الاستراتيجيات:

التعليم المقلوب (Flipped Learning)

يُطلق على هذه الاستراتيجية أيضًا "التعليم المعكوس"، ويقوم المعلم فيها بتزويد طلابه بفيديو لدرس الرياضيات، يشاهدونه في المنزل، أو قبل الحصة، وبعد الانتهاء من مشاهدة فيديو الدرس،^[١] يقوم الطلاب بحل بعض تمارين الرياضيات عن موضوع الدرس؛ حيث يساعد الفيديو التعليمي على تعميق فهم الطالب بشكلٍ فردي، وعندما يأتي وقت حصة الرياضيات يعمق الطالب خلالها فهمه للأشياء التي تعلمها مسبقًا من الفيديو، وخاصة جوانب المعرفة التي لم يتعلمها أو يفهمها منه، كما يصحح المفاهيم الخاطئة التي قد يكون اكتسبها، ويمكن أن يتعاون مع أقرانه من خلال العمل الجماعي لمناقشة مواضيع الدروس.^[٢][٣]

الممارسة المستقلة (Independent Practice)

يُطبق الطلاب هذه الاستراتيجية بعد درس الرياضيات، والغاية منها التأكد من فهمهم لما تعلموه، بالإضافة إلى مساعدتهم على إتقانه، ويقوم المعلم في الممارسة المستقلة بمنح الطلاب الفرصة لتطبيق الدرس من خلال الأنشطة المختلفة، دون مساعدة، أو بمساعدة محدودة للغاية من طرف المعلمين والأهالي، وتعتبر العمليات الحسابية من المواضيع التي يمكن تطبيقها من خلال هذه الاستراتيجية، بما في ذلك الضرب، والطرح، والقسمة، والجمع، وتساعد الممارسة المستقلة الطلاب على تذكر ما تعلموه على المدى الطويل، وتسهيل فهمهم للمهارات الرياضية المعقدة.^[٤][٥]

التعليم القائم على حلّ المشكلات (Problem-based learning)

في هذه الاستراتيجية، يدرس المعلم محتوى مادة الرياضيات لطلابه باستخدام أمثلة وسيناريوهات واقعية، يستطيعون الربط بينها وبين ما يتعلمونه، وتحتاج منهم محاولة الوصول إلى حلولٍ لها، واستخدام الأدلة لتبريرها وإثبات أنها صحيحة، وهي من الاستراتيجيات التي تختلف عن طرق التعليم التقليدية، التي تعتمد على الاكتفاء بشرح المعلومات للطلاب، والتوقع منهم تعلمها، وتعد استراتيجية التعليم القائم على حلّ المشكلات مناسبة للطلاب الذين لا يفهمون الفائدة من تعلم الرياضيات أساسًا، وعلى المعلم عند تطبيقها مراعاة عدد من الأمور، من أهمها توقع الأخطاء التي يقع بها الطلاب، والاستعداد لتصحيحها، والتأكد من تعليمهم مهارات الرياضيات المطلوبة التي سيحتاجونها لحل المسائل.^[٦]

العصف الذهني (Brainstorming)

يمكن تعريف العصف الذهني على أنها استراتيجية، تتخذ شكل نقاشٍ جماعي محدود أو موسع، وتستهدف حل مسألة معينة، من خلال توليد الأفكار ووجهات النظر التي تتضمن حلولاً مساعدة، وتحديدًا لخطوات حل المسألة،^[٧] والعصف الذهني من الاستراتيجيات التعليمية الممتازة التي قد يتجاهل بعض معلمي الرياضيات تطبيقها في الدروس اليومية، ربما بسبب قلة الوقت المتاح، أو لعدم إدراك أهميتها، ويمكن تطبيق العصف الذهني قبل حصة الرياضيات، أو خلالها، أو بعدها، ويمكن أن تتمحور حول سؤال في الرياضيات، أو غيرها من المواضيع ذات الصلة بالمادة، ومن فوائد تطبيق استراتيجية العصف الذهني تحديد مستوى فهم الطلاب، ومساعدتهم على ربط ما تعلموه حديثًا بالمعلومات التي يعرفونها مسبقًا، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم.^[٨][٩]

الألعاب التعليمية (Educational games)

استخدام الألعاب التعليمية يجعل من تعلم الرياضيات ممتعًا، ويمكن استخدام الألعاب التقليدية، مثل الألغاز، والبطاقات، والمكعبات لتعليم الطلاب مهارات الرياضيات، وتحديدًا طلاب الصفوف الأولى، كما تتوافر على الإنترنت ألعاب رقمية متنوعة، تتوافق مع المستويات المختلفة للطلاب، واهتماماتهم، ومتطلباتهم، ومن أبرز مزايا استخدام الألعاب التعليمية في مادة الرياضيات أنها تجذب اهتمام الطلاب، وتعزز من قدرتهم على التفكير، وفهم المفاهيم الأساسية، وحل المسائل المعقدة، كما تساعد الألعاب على تسريع عملية التعلم، وتذكر الطلاب للمعلومات على المدى الطويل.^[١٠][١١]