يُطلق على التعليم المدمج (بالإنجليزية: Blended learning/Hybrid learning) أيضًا التعلم المدمج، أو التعليم المختلط، أو التعليم القائم على التكنولوجيا (Technology-mediated instruction)، وهو نهج التعليم الذي يجمع بين أساليب التعلم الوجاهي والتعلم من خلال الإنترنت؛ أي أنّ التعليم المدمج "يدمج" أو يجمع بين أساليب التعليم القديمة والحديثة، والتعلم المادي والرقمي،[١][٢] وهناك العديد من الأنماط التي يُطبق التعليم المختلط (التعلم المدمج) من خلالها، وفيما يلي استعراضٌ لأبرزها،[٣][٤] بالإضافة إلى أمثلة على كيفية تطبيقها:[٥][٦]


التعليم وجهًا لوجه (Face-to-face driver)

في هذا النمط من التعليم المدمج، يتم استخدام أساليب التدريس التقليدي إلى جانب التقنيات التكنولوجية لتحقيق مخرجاتٍ أفضل في العملية التعليمية، وفي نمط التعليم وجهًا لوجه أيضًا، يكون التدريس الوجاهي الأسلوب الأساسي للتعليم، وتُستخدم التكنولوجيا كأداة مكملة.[٧]


من ميزات نمط التعليم هذا أنه يراعي الفروق الفردية بين الطلاب؛ حيث يساعد توظيف التكنولوجيا الطلاب الذين تكون وتيرة تعلمهم بطيئة، وفي نفس الوقت تناسب أساليب التدريس التقليدية المعتادة بقية الطلاب.


ومن الأمثلة العملية على استخدام نمط التعليم وجهًا لوجه في التعليم المدمج؛ قيام المعلمين بإرسال وتعيين الواجبات المدرسية للطلاب من خلال المنصات والأنظمة المتخصصة بإدارة التعليم، مثل مايكروسوفت تيمز (Microsoft Teams)، أيضًا، يستطيع المعلمون إنشاء ومشاركة المحتوى التعليمي مع الطلاب من خلال الأدوات المتاحة على الإنترنت، مثل جوجل درايف (Google Drive).[٨]


التناوب (Rotation)

يجري في هذا النمط تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، وجعلهم "يتناوبون" في حضور الدروس الفعلية في الفصول والتعلم عبر الإنترنت؛ أي أنهم يتناوبون في القيام بالأنشطة التعليمية بشكلٍ شخصي، ومن خلال الإنترنت، وذلك لتحقيق أقصى فائدة من التعلم.


يساعد نمط التعليم المدمج هذا في خلق بيئة تعليم مختلطة، تضم أنشطة رقمية وغير رقمية في آن واحد، وتطبيق هذا النمط يضمن استفادة الطلاب من جميع هذه الأنشطة، ولا سيما الطلاب الذي لديهم احتياجات تعليمية مختلفة.


هناك العديد من الأمثلة التطبيقية لنمط التناوب في التعليم المدمج، بما في ذلك قيام المعلم بتعيين وقت محدد لكل طالب ليتناوب بين أساليب التعليم المختلفة، كما يمكن تطبيقه أيضًا من خلال جعل الطلاب يتناوبون على مجموعة من الأنشطة التعليمية، التي تشمل المشاريع الجماعية الصغيرة، والتعليم الجماعي، والتدريس الفردي.



النمط المرن (Flex model)

يعتمد هذا النمط الإنترنت لتقديم المحتوى التعليمي للطلاب، وذلك من خلال تلقي الطلاب تعليمًا فرديًا من المصادر المتاحة على الإنترنت والمنصات الرقمية، ويجري هذا غالبًا في الفصول الدراسية (في المدارس)، مما يؤدي إلى خلق بيئة تعليمية مختلطة للطلاب.


وبالنسبة لدور المعلم في النمط المرن، فإنه يكون توجيهيًا؛ بمعنى أنّ المعلم يكون مسيرًا للعملية التعليمية، ويقدم التوجيه والمساعدة للطلاب أثناء تعلمهم من موارد الإنترنت المتاحة، ولا يقوم بتدريسهم بالطريقة التقليدية، وبالنسبة لمزايا النمط المرن، فمنها منح الطلاب حرية أكبر في تعلم المواضيع، وبالوتيرة التي تناسبهم، دون تقييدهم بالطلاب الآخرين، ومن الجدير بالذكر أنّ نمط التعليم هذا قابل للتطبيق في المناطق النائية، والمدارس التي تضم أعدادًا كبيرة من الطلاب المتعثرين دراسيًا.


ومن الأمثلة عن الطرق التي يمكن من خلالها تطبيق النمط المرن عمليًا رقمنة المناهج بشكلٍ كامل، من خلال قيام المدرسين وغيرهم من أصحاب الخبرة بتسجيل الدروس للطلاب، بالإضافة إلى مشاركة الواجبات معهم من خلال المنصات وغيرها من الوسائط الرقمية.


المختبرات الافتراضية (Online Labs)

من الأنماط الأخرى للتعليم المدمج، وهي عبارة عن مختبرات حاسوب، تتواجد في المدارس، يتلقى فيها الطلاب معظم تعليمهم، من خلال المنصات الرقمية التي توفر المواد التعليمية التي يحتاجونها، كما يجري في هذه المختبرات تدريس الطلاب، ولكن عن بعد (من خلال الإنترنت).


يعد تطبيق المختبرات الافتراضية فعالاً في المناطق النائية والمدارس التي لا يتواجد فيها معلمون مؤهلون، وغالبًا، لا يتواجد المعلمون بشكلٍ شخصي في هذه المختبرات لتدريس الطلاب، ويتواجد بدلاً منهم مشرفون/موظفون يراقبون سلوك الطلاب، ويسجلون حضورهم، ويساعدونهم قدر الإمكان.


ومن أمثلة التطبيق العملي للمختبرات الافتراضية قيام بعض البلدان النامية بالاستعانة بمؤسسات تعليمية متخصصة بالتعليم عن بعد لتدريس الطلاب في المناطق الجبلية والنائية التي يصعب الوصول إليها، والاستعانة في نفس المبادرة أيضًا بالمعلمين المحليين غير المؤهلين لمساعدة الأطفال على التعلم في هذه المختبرات، دون التدخل في تدريسهم.[٩]


نمط الدمج الذاتي (Self-blend)

يقبل على هذا النمط من التعليم المدمج عادةً الطلاب الموهوبون، والذين يرغبون في تعلم المزيد دائمًا، وتحديدًا أولئك الذين يطمحون للتميز، أو الذين يكونون مهتمين بمواضيع غير مدرجة في المناهج الدراسية التي يتعلمونها في الفصول الدراسية.


يركز نمط الدمج الذاتي على تلقي دروس خارج المدرسة في أوقات الفراغ، ويكون تلقي هذه الدروس عبر الإنترنت، مثل الدورات والمحاضرات وغيرها، وعادة ما يشيع تطبيق نمط الدمج الذاتي بين طلاب المرحلة الثانوية أكثر من طلاب المدارس الابتدائية.


ومن الأمثلة على التطبيقات البسيطة لنمط الدمج الذاتي قيام الطلاب بالتسجيل في دورات عبر الإنترنت، وحضورها في المنزل، أو في أي مكان يتوافر فيها اتصال بالإنترنت.[١٠]


المراجع

  1. "The Definition Of Blended Learning", teachthought, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  2. "What is Blended Learning?", learnupon, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  3. "Blended Learning Models and How to Implement Them", slidemodel, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  4. "What Is Blended Learning? Examples, Types & More", ispringsolutions, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  5. "Explained: 6 models of blended learning", blog.hope-education.co, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  6. "Blended Learning Explained & How To Put Its 6 Models Into Action", prodigygame, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  7. face-to-face driver model is a type of,is used to supplement learning. "Face-to-Face Driver Model: Application & Examples", study, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  8. "Blended Learning Models and How to Implement Them", slidemodel, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  9. a school where students,lab model of blended learning. "Online Lab Model in Blended Learning: Definition, Application & Examples", study, Retrieved 19/11/2023. Edited.
  10. means students take the,can access an online platform. "Self-Blend Model: Definition, Application & Examples", study, Retrieved 19/11/2023. Edited.