تتطلب أيّة مهنة اتصاف العاملين بها بالأخلاق الحسنة، فهذا الأمر يُنظّم السلوك العام، ولكل مهنة أخلاقياتها، وبناءً عليه فإنّ لمهنة التعليم أخلاقيات معينة، فالتعليم رسالة الأنبياء، ولا بُد أن يُحافظ المعلم على صورته أمام طلبته؛ للتأثير فيهم بشكل إيجابي،[١] إذ تُعد مهنة التعليم من أسمى المهن وأرقاها، فالمعلم شريك في التربية بجانب الأبوين، ولذلك يتطلب منه المحافظة على الأخلاق والقيم التربوية؛ ليكون قدوةً حسنةً لطلبته، وفي هذا المقال ستتعرف على أبرز أخلاقيات المعلم الناجح.


الإخلاص

من أهم الأخلاقيات والصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلم هي الإخلاص في العمل، بحيث يقصد المعلم بتعليمه وجه الله تعالى، فيُقدم واجبه على أكمل وجه، ولا يُقصر في أداء رسالة التعليم أبدًا، وهذه صفة قلبية تدفع المعلم إلى عمل الخير والحرص على العدالة والحق، ومحاربة أهواء النفس والطمع، وبهذا يعمل على تخريج طلبة مثقفين، يمتلكون حكمةً وضميرًا.[٢]


الصدق

إنّ الصدق في القول والعمل من أهم الصفات الخلقية، فهو مؤشر على مدى التزام المعلم واحترامه لمهنته، إذ يجب أن يتحلى بهذه الصفة مع زملائه وطلبته وأولياء الأمور، مثل: الالتزام بدقة المواعيد الخاصة بالاختبارات وتصحيحها، وتقديم المعلومات الصحيحة للطالب، والوفاء بالوعد.[٣]


الصبر

يُقاس مدى صبر المعلم بقدرته على التحمل، فمهنة التعليم صعبة، وقد يُواجه فيها عدة مشكلات ومشاق نفسية وجسدية واجتماعية، وتتطلب منه أن يكون واثقًا من نفسه، ولديه قوة إرادة وقدرة على مواجهة التحديات وإيجاد حل للمشكلات، مثل: متابعة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومساعدة الطلبة في إيجاد حل لمشكلاتهم الصفية، والتفكير قبل إصدار أيّ قرار.[٣]


الحلم

إنّ مهنة المعلم تحتاج إلى قدرة كبيرة على ضبط النفس، إلى جانب سعة الصدر وبشاشة الوجه، وهذا يندرج تحت مفهوم الحلم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: التغاضي عن بعض أخطاء الطلبة البسيطة، وتقديم النصح والإرشاد لهم، وتجنب سرعة الغضب،[٣] قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "علّموا ويسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا، وإذا غضبَ أحدكُم فليسكُت".[٤]


التواضع

إنّ الطلاب ينظرون للمعلم على أنّه قدوة لهم، وبالتالي يجب على المعلم أن يعي هذا الأمر جيدًا، فلا يظهر بمظهر المتكبر والمغرور، إذ عليه أن يكون متواضعًا وقريبًا من الطلبة، بحيث يُظهر لهم حسن المودة، ويسأل عن أحوالهم، ويكون بشوش الوجه معهم، حتى يُشعرهم بأنّهم قريبون منه، مما يساعد على تحسين العلاقة بين المعلم وطلابه.[٢]


العدل

من الأخلاق المهمة التي يجب أن يُظهرها المعلم للطلبة هي عدم التحيز لأيّ أحد منهم، وأن يُعاملهم بموضوعية تامة أيّ بعدالة، فلا يُفضل طالبًا على الآخرين، فهذا قد يخلق مشكلات كثيرة، وقد يُشعر بعض الطلبة بالظلم وعدم الإنصاف، لذلك يجب عليه أن يفهم سلوك الطلبة قبل اتخاذ أيّة خطوة، وأن يُراعي الفروقات الفردية بينهم، فهذا يُعنيه في تقييم الأداء العام لهم.[٣]

المراجع

  1. عبد الله العامري، المعلم الناجح، صفحة 53. بتصرّف.
  2. ^ أ ب طاهر معتمد خليفة السيسي، صفات المعلم الناجح، صفحة 447-460. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث الدكتور زياد عبد الكريم النسور، المعلـم الـذي نريـد معلم الألفية الثالثة، صفحة 93-95. بتصرّف.
  4. رواه الألباني ، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1375 ، صحيح.