يمكن تعريف مناهج التدريس الحديثة (بالإنجليزية: Modern Teaching Methods) على أنها طرق وأساليب تدريس، تعتمد على توظيف الأفكار الجديدة، والمبتكرة، والإبداعية، لتنمية عقول الطلاب وبالتالي مساعدتهم على التعلم، وتستبعد مناهج التدريس الحديثة الأساليب التقليدية في التعلم المعتمد على التلقين، كما أنها تعتبر الطالب/المتعلم محور العملية التعليمية،[١] وفيما يلي،[٢] استعراضٌ لتفاصيل عدد من مناهج التدريس الحديثة:[٣][٤]
التعليم المقلوب (Flipped Classroom)
من المسميات الأخرى التي تُطلق على التعلم المقلوب: التعليم المعكوس، والتعليم عن طريق قلب واقع الفصل الدراسي، والتدريس العكسي، والفصل الدراسي الخلفي، والسبب وراء تسميته بهذا الاسم أنه يخالف طرق التدريس التقليدية، التي يشرح فيها المعلم الدرس للطلاب في الفصل الدراسي أولاً، ومن ثم يتعين على الطلاب دراسة ما تمّ تناوله في الدروس في المنزل؛ حيث يجري في التعليم المقلوب عكس (قلب) هذه العملية، وجعل الطلاب يدرسون المواد في منازلهم أولاً، ثم يطبقون ما قاموا بتعلمهِ في الصف، من خلال الأسئلة، والمشاريع، وغيرها، ومن فوائد التعليم المقلوب منح الطلاب الوقت الكافي لاستيعاب وفهم الدروس، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم في الفصل الدراسي، وتعزيز استقلالية الطلاب في العملية التعليمية، والسماح لهم بتطبيق ما يتعلمونه على أرض الواقع.
التعلم التعاضدي (Collaborative Learning)
التعلم التعاضدي هو أحد المناهج الحديثة في التدريس، ويُعرف على أنه تعاون الطلاب مع بعضهم البعض، والقيام بنفس الإجراءات، لتنفيذ مشروع، أو أداء مهمة، أو نشاط، أو حل مشكلة، وضمن نطاق التعلم التعاضدي، يطلع الطلاب على أفكار وآراء أقرانهم؛ الأمر الذي يمكن أن يساهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي لديهم، كما يكتشف الطلاب من خلال التعلم التعاضدي قدراتهم ونقاط القوة لديهم، وينمون العديد من المهارات الأساسية، بما في ذلك العمل الجماعي، والمهارات الاجتماعية، وتنظيم الوقت، واتخاذ القرار، والتعاون، والمسؤولية.
التعلم الحسي الحركي (Kinesthetic Learning)
يُسمى أيضًا بالتعلم عن طريق اللمس (بالإنجليزية: Tactile Learning)، ويقوم فيه الطلاب بالتعلم من خلال الأنشطة العملية، التي يعرضها لهم المعلم، ليقوموا بتطبيقها وممارستها مباشرةً؛ أي أنّ التعلم الحسي الحركي يتيح للمتعلمين الفرصة لتجربة ما يتعلمونه على أرض الواقع، وفي الفصل الدراسي، مما يسمح للمعلم بتقييم أدائهم، ورصد أي أخطاء يقعون بها، وتصحيحها لهم على الفور، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعلم عن طريق اللمس يعتبر أفضل الخيارات عندما يتعلم الأمر بتدريس المواد والمهارات العملية، وتلك التي يحتاج فيها الطلاب إلى بناء (أو صنع) شيءٍ ما، أو تنمية مهارةٍ ما، كما يمكن تطبيق التعلم الحسي الحركي في التعلم عن بعد، من خلال توضيح النشاطات للطلاب، والطلب منهم ممارستها وهم في منازلهم، ومن الأمثلة على أنشطة التعلم الحسي الحركي: الرحلات الميدانية، وتجارب العلوم، والموسيقى، وعرض الدمى، والفوازير.[٥]
التعلم القائم على اللعب (Game-Based Learning)
يجري في نهج التدريس الحديث هذا توظيف الألعاب في عملية التدريس لتحفيز الطلاب على التعلم، وزيادة اهتمامهم بالمواد، وذلك لأن الألعاب تجعل من التعلم مسليًا، كما أنها تختلف عن طرق التعلم التقليدية، وتشجع الطلاب على التنافس فيما بينهم (منافسة صحية)؛ الأمر الذي يعزز من حماسهم للتعلم، ويحسن من مستواهم الدراسي، وبالنسبة للألعاب التعليمية التي يمكن جعلها جزءًا من المنهج الدراسي، فمن الأمثلة عليها ألعاب تقمص الأدوار، وألعاب المجموعات، وحتى الألعاب الإلكترونية (الألعاب على الإنترنت).
التعلم المتباعد (Spaced Learning)
يقوم المعلم في التعلم المتباعد بتكرار المعلومات في المادة الدراسية المقصودة عدة مرات، وذلك لضمان فهم الطلاب للمعلومات ومحتوى الدروس بشكلٍ كامل، وبين كل مرة والأخرى، يمنح المعلم الطلاب فترة راحة مدتها 10 دقائق، وتتمثل أهمية فترات الراحة/فترات التباعد هذه في أنها تتيح للطلاب ممارسة أنشطة بدنية أو أنشطة تعزز من تركيزهم، تساهم في تنشيط عقولهم وإنعاشها، وبالتالي تجهزهم للجلسة الثانية التي سيقوم بها المعلم بتكرار شرح الدرس مرة أخرى، ومن إيجابيات التعلم المتباعد أنه يعزز من تذكر الطلاب للمعلومات، بالإضافة إلى أنه يقلل من نسيانهم لها.
أنماط التعلم VAK
أو أساليب التعلم VAK (بالإنجليزية: VAK Learning/VAK learning styles)، هو أحد نُهج التدريس الحديثة، ويشتمل على كل من: التعلم المرئي/البصري (Visual Teaching)، والتعلم السمعي (Auditory/Audio Teaching)، والتعلم الحسي الحركي (Kinesthetic Learning)؛ حيث توظف أنماط التعلم VAK مناهج التدريس هذه معًا في العملية التعليمة، لمساعدة الطلاب على التعلم، وتعزيز تذكرهم للمعلومات المهمة، وتتميز هذه الطريقة بفعاليتها، ويكون تطبيقها من خلال إتاحة الفرصة للطلاب للاطلاع على المعلومات التي يتعلمونها بشكلٍ مرئي، من خلال الكتب المدرسية، والعروض التقديمية، والمخططات، والرسوم البيانية، والجداول، بالإضافة إلى أنها تتيح لهم الاطلاع عليها سماعيًا، من خلال النقاشات، والفيديوهات، والبث الصوتي (بودكاست)، أما التعلم الحسي الحركي في أنماط التعلم VAK، فيكون من خلال قيام الطلاب بتمثيل محتوى الدروس التي يتعلمونها.
التعليم القائم على حلّ المشكلات (Problem-Based Learning)
في نهج التعليم الحديث هذا، يطرح المعلم على الطلاب سؤالاً مفتوحًا (يكون بمثابة مشكلة عليهم التوصل لحلٍ لها)، ويكون طرح هذا السؤال في بداية الحصة، قبل المباشرة في تدريس أي شيء، ويعتمد الطلاب على أنفسهم للتوصل إلى حلولٍ للمشكلات المطروحة، في الوقت الذي يتولى فيه المعلم توفير الأدوات التي يحتاجونها لتحقيق ذلك، كما يرشدهم فيما يقومون به.
التعلم المستقل (Independent Learning)
يتحكم الطلاب فيما يتعلمونه، في التعلم المستقل، بشكلٍ كامل؛ أي أنهم يملكون في هذه الحالة الخيار بخصوص المواضيع التي سيتعلمونها، وطريقة تعلمها، وحتى ما يخص تقييمهم، ويمتاز التعلم المستقل بمرونته وتركيزه على الطالب، ومنحهِ الحرية والاستقلالية، وعلى الرغم من ذلك، فهو لا يلغي دور المعلم من العملية التعليمية، بل يلعب المعلم فيه دور "المُيسّر"، أو الوسيط، الذي يزود الطلاب بالمواد التعليمية التي يحتاجونها، كما يزودهم بتغذية راجعة بخصوص تقدم أدائهم الدراسي.
المراجع
- ↑ "Modern Teaching Methods – It’s Time For The Change", eduvoice, Retrieved 18/6/2023. Edited.
- ↑ "Modern teaching methods every teacher should know", edsembli, Retrieved 18/6/2023. Edited.
- ↑ "12 Modern Teaching Methods Revolutionizing Online Education", learnworlds, Retrieved 18/6/2023. Edited.
- ↑ "The Ultimate Guide to Teaching Methods for Modern-Day Teachers", prodigygame, Retrieved 18/6/2023. Edited.
- ↑ "LEARNING ON THE MOVE: AWESOME ACTIVITIES FOR KINESTHETIC LEARNERS", brainbalancecenters, Retrieved 18/6/2023. Edited.