إنّ نظرية الاشتراط الكلاسيكي لإيفان بافلوف تُشير إلى الاستجابة التي تحدث من خلال اقتران مثير صناعي مع مثير طبيعي، فهو يرتبط بالمنبهات كنتيجة للاقتران،[١] وفي هذا المقال سيُوضح لك التطبيقات التربوية لهذه النظرية.
الثواب والعقاب
عندما يحصل الطلاب على مكافأة مقابل إنجاز ما، فإنّ المعلم بهذا يُحفز طلبته ليُصبحوا أفضل،[٢] فالتعلم يكون أسهل إذا كانت الاستجابة ذات علاقة بالموقف، فاثواب والعقاب يعتمد على إرضاء دافع أو حاجة عند الطلاب، فالتعلم الشرطي الكلاسيكي يقول إنّ لا حدوث لاستجابة بدون مثير، ومن هنا يجب ربط العملية التربوية والتعليمية في ربط المثير بالاستجابة.[٣]
في ضوء ما سبق، لا بد من مصاحبة الموقف التعليمي للثواب والعقاب، لما له أثر في تعزيز مبادئ العملية التعليمية، مثل: حرمان الطالب من المشاركة في نشاط معين نتيجة سلوكه السلبي وهذا عقاب، أو حصول الطالب على تقدير أو زيادة في العلامات نتيجة سلوكه الإيجابي في الحصص الدراسية وتعاونه مع زملائه، وهذا هو الثواب.[٣]
التعميم والتمييز
إنّ استخدام مبدأ التعميم والتمييز مهم في العملية التعليمية، إذ يُفسر بافلوف التعميم على أنّه انتشار للاستثارة، أما التمييز فهو تركيز هذه الاستثارة وضمان عدم انتشارها،[٤] مثل: الطلب من المتعلم أن يربط بين الصور المتشابهة بين مجموعة من صور النباتات والحيوانات، وهذا هو التعميم، وبعدها يضع دائرة حول على الأشكال المختلفة عن باقي الصور، وهذا هو التمييز.[٥]
بالإضافة إلى ما سبق، يُلاحظ بأنّ التمييز هو تحديد المفهوم والتحقق منه، أما التعميم هو مرحلة تتكون من نظم وعلاقات بين المفاهيم، أيّ إيجاد معنى للمفهوم عن طريقة ربطه بمفاهيم أُخرى شبيهة بها أو مختلفة، ويتم التمييز بينها بناءً على العناصر المشتركة.[٦]
المعنى والسياق
يُمكن أن يكون التعلم الشرطي الكلاسيكي مفيدًا في تدريس اللغات في الفصل الدراسي،[٢] حيث إنّ من القضايا التي تهتم فيها هذه النظرية هي المعنى والسياق، فالمعنى هو مشكلة كبيرة في الدراسة، والسياق غير منفصل تمامًا عن المعنى، مثل: تدريس الجمل والتراكيب والقواعد النحوية.[٧]
تقويم التعليم
إنّ التعلم الشرطي يهتم في التفسيرات الكمية،[٧] إلى جانب مدى تطور العملية التعليمية، وتتلخص أهمية التقويم فيما يأتي:[٨]
- التعرف على مدى فعالية جهود المعلم في العملية التعليمية، وإحداث ننائج التعلم، ومعرفة نقاط القوة والضعف عند كل طالب.
- قياس مدى فعالية طرق التدريس التي يستعملها المعلم، وهذا يُلزم عليه مراجعة الاستراتيجيات والأساليب التدريسية.
- كشف حاجات الطلاب ورغباتهم وميولهم، بحيث يُعمل على تنميتها، حتى يتحقق التوافق والانسجام.
- إثارة دافعية الطلاب على الاستمرار والاجتهاد، والعمل على تجاوز حدود المعرفة إلى الفهم.
- وسيلة من الوسائل التي تُعزز التنافس بين الطلبة للتشجيع على التعلم أكثر.
- المساعدة في تصنيف الطلبة حسب التخصصات، مثل: علمي، تجاري، أدبي، صحي وغيره.
- تعديل الخطط الدراسية والبرامج التعليمية، مثل: الوسائل التعليمية، واستراتجيات التعلم النشط.
المراجع
- ↑ ماريان عايد إبراهيم معوض ، فعالية برنامج تدريبي قائم على التعلم الشرطي في خفض اضطراب النشاط الزائد، صفحة 831-832. بتصرّف.
- ^ أ ب "Educational Implications of Pavlov’s Classical Conditioning Theory of Learning", Education Summary, Retrieved 17/1/2023. Edited.
- ^ أ ب عبد المعطي حجازي، هندسة الوسائل التعليمية، صفحة 52. بتصرّف.
- ↑ كامل محمد محمد عويضة، مدخل إلى علم النفس، صفحة 171. بتصرّف.
- ↑ أيوب دخل الله ، التعلم ونظرياته، صفحة 152. بتصرّف.
- ↑ عدنان أحمد أبو دية، أساليب معاصرة في تدريس الاجتماعيات، صفحة 302. بتصرّف.
- ^ أ ب علي حسين حجاج، نظريات التعلم، صفحة 17-19. بتصرّف.
- ↑ فرج المبروك، التقويم و القياس التربوى الحديث، صفحة 32-34. بتصرّف.