ما هو أسلوب التدريس المصغر؟

مفهوم التدريس المصغر

يُعرف التدريس المصغر (بالإنجليزية: Microteaching) على أنه أحد أساليب التدريب التي تستهدف المعلمين، ويُسعى من خلال تطبيقه إلى تدريبهم وتعليمهم المهارات والمؤهلات العلمية التي يحتاجونها لرفع كفاءتهم في التدريس، عبر إتاحة الفرصة للمُعلم المتدرب بتدريس فصل دراسي، يتكون من مجموعة صغيرة من المتعلمين، الذين يمثلون زملاءه من المُعلمين المُتدربين، وذلك لفترة وجيزة من الوقت،^[١][٢] ويتم خلال ذلك تصوير أداء المعلم بكاميرا فيديو، ليتم تقييمه لاحقًا، وإعطائه تغذية راجعة على أدائه.^[٣]

خطوات التدريس المصغر

لضمان استفادة المعلم من التدريب باستخدام أسلوب التدريس المُصغر، يجري تطبيقه من خلال اتباع الخطوات التالية، التي نستعرض أهم تفاصيلها فيما يلي:^[٤]

• اختيار موضوع الدرس: الخطوة الأولى من خطوات تطبيق أسلوب التدريس المصغر هي قيام المُعلم المتدرب، بالاتفاق مع المشرف على التدريب، باختيار موضوع الدرس أو المهارة التي سيقوم المُعلم المتدرب بتدريسها لمجموعة المتعلمين.
• وضع خطة التدريس: في الخطوة الثانية، يقوم المُعلم المتدرب بوضع الخطة التي سيسير على حذافيرها في التدريس، ثم يقوم بعرضها على زملائه ومشرف التدريب، للاستفادة من آرائهم واقتراحاتهم بخصوص تفاصيلها، وبخصوص المعايير والأسس التي على المُعلم المتدرب الالتزام بها.
• بدء التدريس وتوثيقه: في الخطوة الثالثة من خطوات تطبيق أسلوب التدريس المصغر، يبدأ المُعلم المتدرب بتدريس ما قام بالتحضير له، لمجموعة من زملائه من المُعلمين المتدربين، وعليه أن يلتزم بمدة زمنية محددة وقصير للقيام بذلك، وخلال قيام المُعلم المتدرب بالتدريس، يتولى أحد الأفراد الموجودين في الفصل مهمة توثيق الدرس، وتفاعلات المُعلم المتدرب مع زملائه الذين يلعبون دور المُتعلمين، باستخدام كاميرا فيديو.
• تقييم أداء المُعلم المتدرب: بعد انتهاء المُعلم المتدرب من التدريس، تحين الخطوة الرابعة، والتي يجري فيها عرض فيديو التدريس، ويقوم المشرف، والمُعلم المتدرب، والزملاء، بتحليل وتقييم أداء المُعلم المتدرب، ومنحه تغذية راجعة يستفيد منها.
• إعادة التدريس: في الخطوة الخامسة والأخيرة، وبعد انتهاء التحليل والتقييم، يقوم المُعلم المتدرب بإعادة الدرس من جديد بناءً على التغذية الراجعة التي وُجهت إليه من المعلمين الآخرين والمشرف؛ الأمر الذي يضمن استفادته منها إلى أقصى حد، واستفادته من عملية التدريب في المجمل في رفع كفاءته ومؤهلاته.

أنواع التدريس المصغر

إنّ لأسلوب التدريس المصغر المستخدم في برامج تدريب المعلمين العديد من الأنواع، والتي تشمل الآتي:^[٥]

• التدريس المصغر المستمر: يتم تضمين هذا النوع من أنواع التدريس المصغر في برامج تدريب المعلمين، ويبدأ انخراط المعلم فيه بدءًا من مراحل مبكرة من البرنامج التدريبي، ويستمر فيه حتى تخرجه منه.
• التدريس المصغر أثناء الخدمة/العمل: يختص هذا التدريس المصغر بالمعلمين الذي يعملون في المدارس ويمارسون مهنة التدريس، ويتم فيه إعادة تدريبهم على مهارات سبق أن تدربوا عليها، أو تدريبهم على مهارات جديدة لم يسبق أن تدربوا عليها.
• التدريس المصغر المبكر: يجري هذا التدريس المصغر قبل تخرج المعلم، أو ممارسته لمهنة التدريس رسميًا؛ أي أثناء دراسته.
• التدريس المصغر العام: لا يتم الالتزام في هذا التدريس المصغر بمتطلبات أو خصوصية أي مادة دراسية، أو فروقات طلابية، أو حتى تخصص المعلم، ويتم فيه تدريب المعلمين على المهارات العامة التي يحتاجونها، بغض النظر عن الفروقات التي قد يواجهونها في العملية التعليمية.
• التدريس المصغر الموجه: يقوم المشرف بتطبيق نموذج للتدريس أمام المُعلمين المتدربين، ليقوموا بالسير على نهجه.
• التدريس المصغر الحر: هذا النوع من التدريس المصغر هو عكس التدريس المصغر الموجه، ولا يتم فيه إلزام المعلم بنموذج محدد ليسير عليه.
• التدريس المصغر الختامي: يقوم المُعلم المتدرب بالانخراط في التدريس المصغر الختامي عندما يصل إلى الفصل أو السنة الأخيرة من برنامج التدريب الذي هو ملتحقٌ به.

أهمية التدريس المصغر

أما أهمية التدريس المصغر وفوائده، فيمكن تلخيص أبرزها في النقاط التالي ذكرها:^[٦]

• إتاحة الفرصة للمعلمين لغاية الاطلاع على استراتيجيات وطرق التدريس الحديثة، مما يساعدهم في تطوير أساليبهم التدريسية التي يمتلكونها، وجعلها أكثر فعالية.
• تطوير مهارات المعلمين في مجال وضع الخطط وتنظيم عملية التدريس؛ الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على العملية التعليمية.
• الاستفادة من ملاحظات المشرفين والمعلمين الآخرين، والتي تساعد في رؤية الأمور من منظورات مختلفة، قد لا يكون المُعلم المتدرب منتبهًا لها، والاستفادة منها.
• زيادة الثقة بالنفس عند المعلمين، والسماح لهم بالتدرج في تدريس المواضيع الصعبة شيئًا فشيئًا، حتى يتقنوها في نهاية الأمر، ولا تعود تمثل مشكلةً أو عائقًا بالنسبة لهم.