تدريس الأقران، أو كما يُسمى أيضًا بتعليم الأقران (بالإنجليزية: Peer Tutoring/Peer Teaching/Peer Learning) هو أحد طرق، أو أساليب، التعليم، وفيه يتعلم الطلاب من بعضهم البعض، من خلال الأنشطة ذات الصلة بعمليتي التدريس والتعلم، مثل ورش وحلقات العمل التي يتولى الطلاب إدارتها، والمجموعات الدراسية، والعمل الجماعي، كما يُعرف تدريس الأقران على أنه أحد أفضل طرائق التعلم، وفيه يقوم أحد الطلاب بتعليم طالبٍ آخر، ويتسم الطالب الأول بخبرته بالموضوع المراد تعلمه، بينما يكون الطالب الآخر مبتدئًا، ويجري تدريس الأقران في بيئة خاضعة للإشراف، بهدف تحقيق أفضل المخرجات لعملية التعلم، وضمان استبقاء المعرفة، ولأسلوب التعليم هذا العديد من الفوائد والإيجابيات، والتي منها: تعزيز اكتساب المعرفة، والعمل على ترسيخها عند الطلاب، وتطوير مهارات التواصل والتعاون بينهم،[١] بالإضافة إلى تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم،[٢][٣] ولكن على الرغم من ذلك، فإنّ لأسلوب تدريس الأقران عيوبًا،[٤] نستعرض عددًا منها في العناوين التالية من هذا المقال:[٥][٦]


افتقار الطالب المعلم إلى المهارة والخبرة

الطالب المعلم هو الطالب الذي يتولى تدريس طالبٍ آخر، وقد يفتقر الطالب المعلم إلى نفس مستوى المعلم (المعلم العادي)، في احترافيته وخبرته، مما قد يجعل الطالب المعلم يواجه مشكلة في تدريس المحتوى بنفس مستوى المعلم العادي، كما قد يواجه مشاكل في التكيف، على عكس المعلمين ذوي الخبرة والمهارة، الذين يمتازون بقدرتهم العالية على التكيف، وبفعالية، ولهذا، يُنصح أن يقتصر دور الطالب المعلم على مراجعة محتوى المواد، وتعزيز فهمها، بينما يترك أمر تدريسها من الأساس للمعلم المتمكن صاحب الخبرة.


ضرورة وجود رقابة وإشراف

على الرغم من أنّ تدريس الأقران يساهم في تحسين مخرجات العملية التعليمية، وتحقيق نتائج أفضل، دون الحاجة إلى زيادة أوقات الدروس، إلا أنّ هذا لا يعني أنّ طريقة التعليم هذه لا تتطلب تدخلاً؛ فالإشراف فيها ضروري وأساسي، في أغلب المواقف التعليمية، وذلك لأنّ الطلاب قد يتشتت انتباههم من دون الإشراف، مما يؤثر على عملية التعلم.


التأثير بشكل سلبي على علاقة الطالب والمعلم

قد يؤدي أسلوب تدريس الأقران إلى إضعاف العلاقة بين الطالب والمعلم، وذلك لأن هناك العديد من الطلاب يفضلون التعلم مع أقرانهم أكثر من التعلم مع المعلم، وهذا الأمر قد يؤثر بشكلٍ سلبي على علاقة المعلم والطالب، نتيجة شعور الأخير بالانفصال عن معلمه، وعلى الرغم من أنّ هذه السلبية لتدريس الأقران لا يمكن تعميمها على كل الحالات، إلا أنه يجب مراقبة أي مؤشرات تدل عليها عندما يكون تدريس الأقران أسلوبًا متبعًا، وجزءًا من خطة تعلم الطلاب.


زيادة في الوقت والتكلفة

قد يتطلب وضع برنامج فعال لتدريس الأقران تكاليف إضافية، كما أنه قد يستغرق الكثير من الوقت والجهد، وبالنسبة للوقت والجهد، فالمعلمون يحتاجون إلى تدريب الطلاب الذين سيتولون مهمة التدريس، تدريبًا مكثفًا، كما أنّ تكوين مجموعات الطلاب، وإرشادهم بخصوص أسلوب تدريس الأقران يحتاج مزيدًا من الوقت والجهد، ومن الأمور الأخرى التي تستغرق وقتًا وجهدًا إضافيين: الإشراف على الطلاب بشكلٍ مستمر، ومراقبة تقدمهم فيما يخص عملية التعلم، أما التكاليف الإضافية، فقد تظهر نتيجة شراء المواد التي تحتاجها عملية تدريس الأقران، ونتيجة تعيين أفراد لمساعدة المعلمين على إدارة وتنفيذ هذا الأسلوب التعليمي بفعالية.


مشكلة التخطيط لتدريس الأقران

قد يسبب التخطيط الضعيف لعملية تدريس الأقران مشاكل تنعكس سلبيًا على العملية بشكل عام، وعلى الطلاب الذين يجري تدريسهم إذا كانوا من أصحاب المستوى التحصيلي الضعيف، فاختيار الوقت والمكان غير المناسبين لتدريس مثل هؤلاء الطلاب، مثل تدريسهم في الفصل الدراسي العادي، قد يعرضهم للوصم الاجتماعي، كما قد يسبب الإزعاج والتشتيت للطلاب الآخرين غير المشتركين بهذه العملية، ويمكن أن يعتبر الطلاب من أصحاب المستوى التحصيلي الضعيف، الذين يتم تدريسهم بطريقة تدريس الأقران، خلال وقت الاستراحة، أنّ هذه العملية هي شكل من أشكال العقاب، ولهذا فإنّ هذا الأسلوب التعليمي يحتاج إلى تخطيط جيد وشامل، كي لا يؤثر على عملية التعلم.


التشكيك بأسلوب تدريس الأقران أو رفضه

قد يتعرض أسلوب تدريس الأقران للتشكيك، أو حتى الرفض، من قبل الطلاب وأولياء أمورهم؛ حيث قد يعتقدون أنّ هذا الأسلوب تقليلٌ من شأن وقدرات الطلاب، مقارنةً بأقرانهم الآخرين، في الفصل نفسه، ومن نفس الفئة العمرية، وقد يطلب أولاء الأمور إثباتات على فعالية أسلوب تدريس الأقران في تحسين درجات أولادهم، وأنّ له انعكاسات إيجابية عليهم.


عيوب أخرى لاستراتيجية تدريس الأقران

نذكر منها:[٧]

  • احتمالية عدم التزام الطلاب بالتعلم، وتعرضهم لتشتت التركيز، نتيجة قيام أصدقائهم بتدريسهم.
  • احتمالية عدم مطابقة بعض الطلاب الذين يتولون عملية التدريس للمعايير المحددة لهذه المهمة.
  • عدم تمكن الطلاب من تطوير مهاراتهم الاجتماعية عندما يتعاونون في كل مرة مع الأفراد أنفسهم.
  • احتمالية وجود فجوة فيما يتعلمه الطلاب من بعضهم، مقارنة بما يتعلمونه من المعلمين ذوي الخبرة.
  • قد تقتصر المشاركة في تدريس الأقران على طلاب محددين، أو قد يتم منحهم مهام أكثر مما يجب؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمان طلاب آخرين من المشاركة.

المراجع

  1. "What is Peer Teaching and Why is it Important?", edsys, Retrieved 5/6/2023. Edited.
  2. "Peer Learning", ECU Intranet, Retrieved 5/6/2023. Edited.
  3. "Peer Learning: Overview, Benefits, and Models", wgu, Retrieved 5/6/2023. Edited.
  4. "Peer Tutoring: What Is It and Is It Right for Your Student?", emergenttutoring, Retrieved 5/6/2023. Edited.
  5. "What are the advantages and disadvantages of peer tutoring? ( 7 strategies)", optimistminds, Retrieved 5/6/2023. Edited.
  6. "Pros And Cons Of Peer Tutoring", edtechreview, Retrieved 5/6/2023. Edited.
  7. "Advantages and disadvantages of peer teaching:", uogteachingandlearninginpehb.wordpress, Retrieved 5/6/2023. Edited.