مفهوم استراتيجية تدريس الأقران
هناك العديد من استراتيجيات التعليم القائمة على التعاون، ومن بينها استراتيجية تدريس الأقران (بالإنجليزية: Peer Teaching)، والتي تُعرف على أنها إحدى طرق التعلم التعاوني، والتي يتبادل فيها المتعلمون المعلومات والخبرات، ويكتسبون مهارات جديدة، ويجري تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال قيام المعلم بتقسيم طلابه إلى مجموعات يتفاوت الطلاب فيها بقدراتهم، ويعملون مع بعضهم البعض خلال الحصص الدراسية لتحقيق الأهداف المطلوبة منهم، وتتخذ هذه الاستراتيجية شكلين رئيسيين، وهما: (أولاً) تدريس الأقران من نفس الفصل الدراسي، والذي يقدم فيه الطلاب المساعدة بخصوص المواد الدراسية لزملائهم من نفس الصف، و(ثانيًا) تدريس الأقران في الفصول الدنيا، والذي يقوم فيه الطلاب الأكبر سنًا من الصفوف العليا بتدريس الطلاب من الصفوف الدنيا، والذين يبلغ فرق السن بينهم من 1 إلى 3 سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنه لتحقيق استراتيجية تدريس الأقران، لا بدّ من توافر عددٍ من الشروط، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:[١][٢]
- تمتع الطالب المسؤول عن التعليم بالمعرفة والخبرة الكافية اللازمة لمساعدة المُتعلم.
- الانسجام بين المُتعلم والطالب القائم بالتعليم والتوافق بينهما.
- اتسام الطالب المسؤول عن التعليم بقوة الشخصية والوعي بطريقة التعامل الصحيحة مع المُتعلم.
طرق تطبيق استراتيجية تدريس الأقران
من أبرز الطرق التي يمكن من خلالها تطبيق استراتيجية تدريس الأقران لتحقيق مخرجات العملية التعليمية ما يلي:[٣][٤]
- تقييم الأقران: يعرض المُتعلم في هذه الطريقة أفكاره أو إجاباته على بقية أقرانه من المتعلمين؛ ليقوموا بمراجعتها ومنحهِ تغذية راجعة وملاحظات بخصوصها، بالإضافة إلى مناقشتها، وتنمي هذه الطريقة من مهارات التواصل بين الطلاب، كما تساعدهم في تبادل المعرفة.
- الندوات النقاشية: يقوم الطلاب في هذه الندوات بمناقشة زملائهم حول موضوعٍ ما قد تختلف وجهات نظرهم بخصوصه، وتمتاز مثل هذه الندوات بأنها خالية من التوجيه والقيود؛ وذلك بغرض تشجيع الطلاب على التعبير بحرية عن أفكارهم وعرضها أمام أقرانهم، وتتضمن الندوات النقاشية عادةً استعراضًا للفروق الدقيقة، والتناقضات، والخصائص المتعلقة بمسألة ما، وقد يلعب المعلم في هذه الندوات دورًا بسيطًا لكنه مهم لتحفيز الطلاب على التفكير وعرض أفكارهم، وهو طرح سؤالٍ جدلي على الطلاب للتمهيد أمامهم لبداية النقاش.
- المشاريع المشتركة: يتعاون الطلاب في هذه الطريقة فيما بينهم لتنفيذ مشروعٍ يُمثل إجابتهم على سؤالٍ ما، أو يمثل فكرتهم تجاه موضوعٍ معين، ويستطيع الطلاب من نفس المجموعة الاستفادة من أفكار أقرانهم واقتراحاتهم، أو البناء عليها بهدف تنفيذ المشروع النهائي، ويشيع استخدام هذه الطريقة في مادة العلوم، وتحديدًا في التجارب التي تجري في المختبرات.
- التناوب في التدريس: في هذه الطريقة، يتناوب الطلاب مع أقرانهم في التدريس والتعلم؛ بمعنى عدم اقتصار التدريس بين الأقران في المجموعات على طالب واحد، والسماح للطلاب الآخرين بتجربة ذلك، كي يستفيد جميع الطلاب بنفس القدر، ويحصلوا على فرصٍ متكافئة لإثبات قدراتهم وتطويرها.
- نشاط بانوراما: يجري في هذه الطريقة تقسيم الطلاب إلى مجموعتين، تركز كل مجموعة منهما على جانب مختلف من موضوع محدد، وتتولى كل مجموعة مهمة دراسة هذا الجانب وفهمه بشكلٍ كامل، ثم يتم خلط طلاب المجموعتين؛ بحيث تصبح كل مجموعة تضم طلابًا من المجموعة الأخرى، ويتولى الطلاب الذين تمّ دمجهم شرح الجوانب التي تعرفوا إليها في مجموعتهم الأولى لأقرانهم في المجموعة الثانية، بينما يتولى طلاب المجموعة الثانية شرح أفكارهم لطلاب المجموعة الأولى، وبهذه الطريقة يحقق جميع الطلاب فهمًا شاملاً ومتساويًا للموضوع.[٥]
إيجابيات استراتيجية تدريس الأقران
من أهم إيجابيات تطبيق استراتيجية تدريس الأقران في التعليم ما يلي:[٦][٧]
- إمكانية تطبيق هذه الاستراتيجية في مختلف المواضيع التعليمية والدروس.
- تمكين الطلاب من اكتشاف نقاط الضعف لديهم والعمل على تحسينها.
- تشجيع التعلم التشاركي بين الطلاب أنفسهم، بدلاً من الاعتماد فقط على التعليم المرتكز على دور المعلم.
- تجاوب الطلاب بشكل أفضل مع أقرانهم مقارنة بتجاوبهم مع معلميهم؛ بسبب تقاربهم في العمر والاهتمامات.
- رفع الأداء الأكاديمي للطلاب وتحسين قدرتهم على التعلم.
- ترسيخ المعلومات في أذهان الطلبة لفترة طويلة.
- شعور الطلاب بالرضا من تجربة التعليم التي تتضمن تعاونًا مع أقرانهم.
- تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي عند الطلاب.
- تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم.
سلبيات استراتيجية تدريس الأقران
يمكن أن يكون لاستخدام استراتيجية تدريس الأقران في العملية التعليمية عددٌ من السلبيات، والتي من الأمثلة عليها ما يلي:[٧]
- قد يتعرض الطلاب للإلهاء أثناء التعاون مع أقرانهم؛ الأمر الذي قد يحيد بهم بعيدًا عن الغاية الأساسية من تطبيق استراتيجية تدريس الأقران.
- من الممكن ألا يُناسب بعض المُتعلمين دور الطالب القائم بالتعليم؛ بسبب عدم استيفائهم جميع الشروط المطلوبة.
- إمكانية تراجع مهارات التواصل الاجتماعي عند الطالب في حال عمله مع نفس الأقران في كل مرة.
- قد لا تتحقق جميع المخرجات التعليمية المطلوبة؛ بسبب افتقار الطالب القائم بالتعليم إلى نفس مستوى الخبرة الموجود عند المعلم.
- بالإمكان أن يقل تفاعل الطلاب مع المعلمين بشكل كبير ويؤثر ذلك على علاقتهم؛ بسبب اتجاه الطلاب إلى التعلم الذاتي والتعلم التشاركي مع أقرانهم.
- من المحتمل ألا يُمنح بعض الطلاب الفرصة بشكلٍ كافٍ للمشاركة في عملية تدريس الأقران، مما يؤثر على تكافؤ المخرجات التعليمية فيما بينهم.
المراجع
- ↑ مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، أثر استخدام استراتيجية تعليم الأقران في تنمية مهارات تدريس بعض استراتيجيات التعلم النشط، صفحة 144-146. بتصرّف.
- ↑ teaching involves one or,(Whitman, 1998).” "peer teaching definition", teachthought, Retrieved 21/7/2022. Edited.
- ↑ wemin project, Peer Learning Methodology and Tools, Page 13. Edited.
- ↑ "Peer To Peer Learning – Examples, Benefits & Strategies", helpfulprofessor, Retrieved 21/7/2022. Edited.
- ↑ peer to peer learning,the knowledge of the curricula. "Best Practices Of Peer To Peer Learning", edtechreview, Retrieved 21/7/2022. Edited.
- ↑ to Implement Peer Learning in Your Classroom.pdf "How to Implement Peer Learning in Your Classroom", eprints.lincoln, Retrieved 21/7/2022. Edited.
- ^ أ ب "Advantages and disadvantages of peer teaching:", uogteachingandlearninginpehb.wordpress, Retrieved 21/7/2022. Edited.
