تعليم محو الأمية القراءة والكتابة

استراتيجيات تعليم محو الأمية

يُعرف محو الأمية ببساطة على أنه أحد أشكال التعليم، التي تهدف لتعليم الأفراد القراءة والكتابة، ويكون الأفراد المنخرطون في محو الأمية عادةً من الذين لا يجيدون هاتين المهارتين،^[١][٢] وهناك العديد من الاستراتيجيات التي يتم استخدامها لتعليمهم إياها، ونستعرض بعضًا منها في النقاط التالية:^[٣][٤]

الطريقة الجزئية

تعتمد هذه الطريقة على تدريس المتعلمين في محو الأمية القراءة والكتابة بدءًا من أصغر عناصر الكلمة وأجزائها؛ ألا وهي الحروف، حيث يتعلمون الحروف بالترتيب، لفظًا ورسمًا، وبعد حفظها بشكلٍ كامل، يتم الانتقال للمرحلة الثانية من الطريقة الجزئية، ألا وهي تشكيل الكلمات من الحروف، وتحليل الحروف وأصواتها فيها، ويمكن البدء بكلمات بسيطة، مثل: أب، أم، دار.. إلخ، وبعد تعلم تكوين الكلمات من الحروف، ينتقل المتعلمون إلى مرحلة ربط الكلمات ببعضها لتكوين الجمل الكاملة، والتدرب المكثف على قراءتها وكتابتها.^[٥]

الطريقة الكلية

على عكس الطريقة الجزئية، لا يتعلم المتعلمون في فصول محو الأمية القراءة والكتابة بدءًا من الحروف الهجائية كلٌ على حدة؛ بل يتعلمونها من خلال تحليلها واستنباطها من الكلمات والجمل، حيث يعرض المعلم على المتعلمين كلماتٍ مفردة أو كلماتٍ في جمل، ويبدأ بتدريسهم الحروف الموجودة فيها، لفظًا ورسمًا، وهذا الأمر يساعدهم أيضًا في حفظ الكلمات والجمل بصورها.^[٥]

القراءة الجهرية

هذه الاستراتيجية خاصة بمعلم فصل محو الأمية، والغاية منها تعليم المتعلمين في هذه الفصول النطق الصحيح للكلمات، إلى جانب تعزيز مهارات الاستيعاب السمعي لديهم، بحيث يصبحون قادرين على فهم النصوص المقروءة سماعيًا، والاستفادة من المفردات والمعلومات الواردة فيها، وفي سياق الحديث عن تدريس القراءة في مجال محو الأمية، يُنصح المعلم بأخذ رأي الطلاب بخصوص الكتب وغيرها من النصوص التي يتم تناولها في الفصول الدراسية، وجعلهم يختارون بعضها.

التعلم الجماعي

إنّ تقسيم المتعلمين في فصول محو الأمية إلى مجموعات، يقومون فيها بمناقشة ما تعلموه، ولا سيما نصوص القراءة، لتعزيز قدرتهم على فهمها، له أثرٌ إيجابي، ويمكن للمعلم تشجيع الطلاب في استرتيجية التعلم التفاعلي الجماعي من خلال طرح سؤالٍ عن أحد النصوص التي بين أيديهم، ليقوم الطلاب بقراءته معًا بحثًا عن الإجابة، إلى جانب مناقشة الإجابات المختلفة التي توصلوا إليها معًا، وعرض آرائهم بخصوصها.

كتابة الملخصات

تشبه هذه الطريقة إلى حد كبير أسلوب الواجبات المنزلية، والغرض الأساسي منها متابعة تدرب المتعلمين في فصول محو الأمية على الكتابة والقراءة، إلى جانب منحهم الفرصة لتدوين أفكارهم وقراءتها، ويقوم المعلم لتنفيذ طريقة كتابة الملخصات بالطلب من المتعلمين كتابة ملخصٍ عما تعلمونه في الفصل، أو حتى كتابة نص بلغتهم الخاصة عن الأمور التي سيتعلمونها في الفصل في المرات القادمة، أو التعبير عن وجهة نظرهم بخصوص موضوعٍ ما تمت مناقشته بفصل محو الأمية.

التغذية الراجعة

قد يستغرب البعض للوهلة الأولى من علاقة التغذية الراجعة بتعليم محو الأمية، خاصةً أنها خطوة تقييمية لا تتضمن تعليمًا فعليًا للقراءة والكتابة للمتعلمين المُستهدفين في هذه الفصول، لكن في الواقع، يعتمد محو الأمية بشكلٍ كبير على التغذية الراجعة التي يزود المعلم بها الطلاب بشكلٍ دوري من خلال اللقاءات الفردية، التي يجري فيها نقاش أدائهم، ونقاط القوة، ونقاط الضعف التي تحتاج إلى متابعةٍ وتحسين، كما أنّ هذه الخطوة ضرورية عندما يتعلق الأمر بتقوية علاقة المعلم بطلبة محو الأمية؛ الأمر الذي ينعكس بشكلٍ إيجابي على علاقتهم، ويسهل من سير الدروس.