إنّ العملية التعليمية تهدف إلى إكساب الطالب الوعي والإدراك بما يخص المعلومات والقضايا التي تُناسب سنه، وعليه ظهر مفهوم التعلم بالاستبصار، والذي ستتعرف عليه أكثر من خلال هذا المقال الذي يتضمن أهم الخصائص التي يتميز بها هذا النوع من التعليم. 


العمر والخبرة

إنّ أحد العوامل المؤثرة في التعلم بالاستبصار هو العمر والخبرة الخاصة بالطالب، حيث يرتبط الأمران بمستوى الذكاء والنمو، والقدرة العقلية على فهم متطلبات العملية التعليمية وما يتبعها من مفاهيم، إذ يُؤثر كل ذلك على دافعية الطالب حماسه، كما أنّ التعلم بالاستبصار يعتمد على المعارف السابقة والمحاولات.[١]


في ضوء ما سبق، إنّ الاستبصار بالتعلم يعني تمكن الطالب من إدراك المواقف التعليمية والتفاصيل التي تتبعها، وهذا يُمكّنه من حل المشكلات أو تحقيق الأهداف المنشودة، وإذا لم يكن الطالب قادرًا على فهم المواقف التعليمية والمعلومات، فإنّ ذلك يترتب عليه إعادة العناصر.[٢]


التقليل من الأخطاء

يدعم هذا النوع التعلم فكرة أنّه إذا لم يُحاول أو يُخطئ الطالب لا يستطيع بناء معارفه وخبراته، والتمكن من أدواته، وهذا الأمر يكون تمهيدًا لإدراك ما حوله إدراكًا كليًا، ومن الأمور التي يعتمد عليها في هذا الصدد أيضًا هي الإدراك الحسي، أيّ المعلومات المخزنة في الذاكرة، وقدرة الطالب على توظيفها واستخدامها عمليًا، فهذا الأمر سيُمكّنه من إدراك الجزئيات الخاصة بأيّ موضوع.[٢]


فهم العلاقات بين الأجزاء

نظرية الاستبصار والتي تُسمى الجشطالت، ومن علمائها: كهلر، فريمر، كوفكا، حيث تهتم بشكل أساس بالإدراك الفجائي بين الأجزاء وترابطها، أيّ العلاقة بينها، ومعنى الفجأة هي المعرفة والفهم، وتمكن أهمية الاستبصار بالوصول إلى حل من خلال فهم وإدراك تنظيم الأجزاء، عبر فهم الكليات وصولًا للجزيئات.[٣]


في ضوء ما سبق، تظهر هذه الخاصية بشكل واضح عند تعلم قراءة النصوص، حيث يتعلم الطالب أولًا قراءة الجملة ثم الكلمة ثم الحرف، وذلك لاعتبارات خاصة تتلخص بكون أنّ لا معنى للكلمة إلا من خلال وضعها في جملة مفيدة ولا معنى للحرف إذا لم يُوضع بكلمة، وعلى أساس هذا الأمر يتم استخلاص الأفكار الرئيسة التي لا تُستنتج إلا من خلال المعاني.[٢]


بقاء المعلومات في الذاكرة لمدة طويلة

إنّ اعتماد نظرية الاستبصار على التعلم الكلي انتقالًا للجزيئات يدعم بقاء المعلومات في الذاكرة لمدة طويلة، وبالتالي تكون نسبة النسيان ضعيفةً، خاصةً أنّ هذه النظرية تعتمد على مجموعة القوانين، أهمها الآتي:[٢]

  • قانون التنظيم

ويعني أنّه يتم إدراك الأشياء من خلال ترتيبها وتنظيمها في قوائم وأشكال مختلفة.

  • قانون التشابه

أيّ أنّ المعلومات المتشابهة تميل التجميع حتى يتضح معناها.

  • قانون التقارب

أيّ أنّ تقارب المفاهيم يُساعد في إيضاحها، كربطها بالزمان والمكان.

  • قانون الخبرة السابقة

أيّ أنّ الخبرة السابقة لها أثر في إدراك المعلومات الجديدة وربطها ببعضها، ويسهم ذلك أيضًا بتنظيم العلاقات والعناصر المختلفة.

المراجع

  1. فارس الأشقر، فلسفة التفكير و نظريات في التعلم و التعليم، صفحة 134. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث شافية بن حفيظ، نظرية التعلم باالستبصار، صفحة 4-5. بتصرّف.
  3. أيوب دخل الله، التعلم ونظرياته، صفحة 203. بتصرّف.