مفهوم استراتيجية التصنيف في التدريس

استراتيجية التصنيف في التدريس، أو ما يُسمى بالتقسيم حسب القدرات (بالإنجليزية: Academic tracking)، أو تصنيف الطلبة وفق المهارات والمستوى؛ هي أحد الأساليب التعليمية التي يجري فيها تقسيم الطلاب إلى ثلاث فئات، تمثل قدراتهم الأكاديمية ومستواهم في الإنجاز التعليمي، وتشمل هذه الفئات كلاً من فئة الطلاب المتفوقين، أو المتقدمي المستوى، ثم فئة الطلاب متوسطي المستوى، وأخيرًا فئة الطلاب الضعاف أكاديميًا، والذين يعانون من ضعفٍ واضحٍ ودون المستوى في قدراتهم على التعلم، ويجري في استراتيجية التصنيف تخصيص مناهج وتطبيق استراتيجيات وطرائق تعليم محددة لكل فئة تمّ تصنيفها بما يتناسب مع متطلبات هذه الفئات، ولتحقيق الكفاءة بينها فيما يتعلق بالمخرجات المتوقعة الخاصة بالعملية التعليمية.[١][٢]


طرق واستراتيجيات تدريس الطلاب حسب قدراتهم

كما ذكرنا سابقًا، فإن استراتيجية التصنيف تُقسم الطلاب حسب قدراتهم إلى ثلاث فئات، وتخصص لكل فئة طرقًا واستراتيجياتٍ تدريسية معينة، والتي نستعرض عددًا من أهمها في النقاط التالية:


طرق تدريس الطلاب المتفوقين

من الطرق التي تساعد في الحفاظ على تقدم مستوى الطلاب المتفوقين، ومنع شعورهم بالملل من العملية التعليمية التي يحققون فيها أفضل النتائج، ما يلي:[٣]

  • استراتيجية المشروعات: ما يميز هذه الطريقة أنها تسمح للطلاب بالتعبير عن فهمهم للمواد الدراسية بأسلوبهم الخاص، الذي يتضمن في كثيرٍ من الأحيان توظيفًا للإبداع الذي يتحلون به ويميزهم، وللمعلم كامل الحرية في تحديد وقتٍ معينٍ لتسليم المشاريع، أو منح الطلاب مدة زمنية مفتوحة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الاستراتيجية تنمي لدى الطلاب عددًا من المهارات، مثل: تنظيم الوقت، والبحث في المصادر المختلفة، وتحمل المسؤولية.
  • إشراك الطلاب في عملية التعلم: ويكون هذا من خلال السماح لهم باختيار محتوى المواد الدراسية في المواد التي تسمح بذلك، مثل الدروس التي تتطلب القراءة مثلاً؛ حيث بإمكانهم اختيار النصوص التي يرغبون بقراءتها، والتي تفوق عادةً الفئة العمرية الخاصة بهم، ولكنها قد تمثل تحديًا لهم يرغبون بالخوض به وقياس قدراتهم.
  • توظيف التكنولوجيا وأدواتها: من الأمثلة على طرق توظيف التكنولوجيا الحديثة في تدريس الطلاب المتفوقين إقامة التحديات بينهم باستخدام الألعاب التعليمية؛ حيث تساعدهم هذه الطريقة على قياس قدراتهم، كما تضيف المرح إلى العملية التعليمية، بالإضافة إلى ذلك، يساعد استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية في تشجيع الطلاب المتفوقين على التعلم الذاتي؛ حيث يمكنهم الحصول على المعلومات من مختلف المصادر المتوافرة على شبكة الانترنت، وإثراء معرفتهم بها.
  • استراتيجية حل المشكلات: تشجع هذه الاستراتيجية الطلاب المتفوقين على التفكير خارج الصندوق، والتفكير بعمقٍ أكثر، والتدقيق في التفاصيل، من أجل التوصل إلى الإجابات؛ الأمر الذي يمنحهم الفرصة لاستغلال ذكائهم وتوظيفه في ذلك.


طرق تدريس الطلاب متوسطي المستوى

من الأمثلة على هذه الطرق الآتي:[٤]

  • منح الطلاب الخيارات التعليمية: تمامًا كما هو الحال عند الطلاب المتفوقين، يُنصح أيضًا بإشراك الطلاب متوسطي المستوى بالعملية التعليمية عبر السماح لهم في بعض الأحيان باختيار المحتوى التعليمي؛ فهذا الأمر يعزز لديهم مهارة اتخاذ القرارات، ويجذب انتباههم للعملية التعليمية.
  • علاج خوف الطالب من الفشل: هذه الطريقة ذات طابع تحفيزي، ويجري فيها تشجيع الطالب متوسط المستوى، ورفع ثقته بنفسه وبقدراته، وأنه سيكون قادرًا على تحسين أدائه الأكاديمي إذا ما صمم على ذلك، وتستهدف هذه الطريقة الطلاب الذين يعانون من مشاكل أكاديمية بسبب عدم ثقتهم بقدراتهم، وعدم اعتقادهم أنهم سيكونون يومًا قادرين على مجاراة الأقران المتفوقين دراسيًا.
  • الاستفادة من المعرفة الأصلية عند الطلاب: في هذه الطريقة، يقوم المعلم أولاً بتقييم المعرفة التي عند الطالب متوسط المستوى أصلاً، وبعد التعرف على كافة جوانبها، يتم الانتقال لمرحلة الاستفادة منها، عبر ربطها بالمعرفة الجديدة المقدمة للطالب، وبهذه الطريقة تزداد قدرته على الاستيعاب، ويتحسن مستواه الدراسي.
  • التغذية الراجعة: صحيح أنّ الدرجات التي تُمنح للطلاب على أدائهم في الاختبارات وفي الامتحانات مهمة، وتساعدهم أيضًا في التعرف على مستواهم؛ لكن هناك طريقة أكثر فعالية تساعد الطلاب، إلى جانب اكتشاف مستواهم، على تحسينه ورفعه لمستوىً أفضل، بما في ذلك الطلاب متوسطو المستوى، وتتمثل هذه الطريقة بمنحهم إلى جانب الدرجات تغذية راجعة كتابية توضح لهم أخطاءهم بشكلٍ دقيق، وكيفية تجنبها في المرات القادمة، إلى جانب توضيح نقاط الضعف المتكررة عن الطلاب والتي تحتاج إلى تحسين.


طرق تدريس الطلاب ضعاف المستوى

من الاستراتيجيات والطرق التدريسية التي يمكن استخدامها مع الطلاب من أصحاب المستوى المتدني ما يلي:[٥]

  • التعليم الفردي: في هذه الاستراتيجية، يلتقي المعلم مع الطالب متدني المستوى التعليمي في جلسة دراسية فردية، وجهًا لوجه، ويمكن إجراء مثل هذه الجلسات بعد انتهاء وقت المدرسة، وتكمن أهمية التعليم الفردي في أنه يراعي قدرات مثل هذه الفئة من الطلاب، ويأخذ فيه الطالب وقته في التعلم دون أي ضغوطات.
  • تحديد الأهداف والفترة الزمنية لتحقيقها: إنّ عملية تطوير المستوى التعليمي للطلاب الضعاف لا يجب أن يجري بشكلٍ عشوائي؛ حيث يجب التحديد لهذه الفئة من الطلاب الأهداف المتوقع منهم تحقيقها، والفترة الزمنية لذلك، وتكمن أهمية ذلك في أنه يحفزهم على الدراسة بما يتوافق مع الجدول الزمني المعين لهم، مما يؤدي لتحسين أدائهم في المدرسة.
  • تعزيز ثقة الطالب ضعيف المستوى بنفسه: تتأثر ثقة كثير من الطلاب ضعاف المستوى بأنفسهم بسبب أدائهم في المدرسة، وقد يؤدي هذا إلى تفاقم مشكلتهم وزيادة تدني مستواهم؛ مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من خلال تشجيعهم، وتقوية العلاقات بينهم وبين المعلمين من جهة، وبينهم وبين أقرانهم من جهةٍ أخرى، فهذا الأمر يشجعهم على الدراسة أكثر، وتحسن أدائهم.
  • تعليم الطلاب الانضباط: قد يكون سبب ضعف أداء الطلاب الدراسي عدم انضباطهم وعدم أخذهم للدراسة على محمل الجد، ولعلاج هذا؛ يجب أن يشجع المعلم هذه الفئة من الطلاب على تنظيم أمورها، مثل ترتيب الكتب الخاصة بالمواد الدراسية، بالإضافة إلى ضرورة تشجيعه لهم على الانتباه خلال الحصة الدراسية، وعدم الانشغال بأي شيء قد يسبب الإلهاء.


إيجابيات وسلبيات استراتيجية التصنيف في التدريس

وتاليًا استعراضاً لأهم إيجابيات وسلبيات استراتيجية التصنيف في التدريس:[٦]


إيجابيات استراتيجية التصنيف في التدريس

تشمل هذه الإيجابيات الآتي:

  • منح المعلمون الفرصة لإبراز مهاراتهم، ولا سيما المهارات الإبداعية، في التعامل مع مختلف المستويات التعليمية عند الطلاب؛ الأمر الذي يحفزهم أكثر، ويجعلهم يسعون لتحقيق الفائدة للطلاب بجل ما أوتوا من قدرات.
  • تشجيع المنافسة الصحية بين الطلبة، التي يسعى من خلالها الطالب إلى مواكبة مستوى أقرانه.
  • مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، والبناء عليها من خلال توظيفها بالشكل الصحيح، لتحسين مستواهم الدراسي.


سلبيات استراتيجية التصنيف في التدريس

من الأمثلة على سلبيات استراتيجية التصنيف في التدريس:

  • احتمالية تعرض الطلاب للتهميش بسبب مستواهم، ومن أشكال هذا التهميش عدم منح الطلاب ضعاف المستوى الفرصة لإظهار مهاراتهم الإبداعية، بسبب الاعتقاد أنهم يفتقرون لها، أو تهميش الطلاب المتفوقين واستبعادهم من المشاركة خلال الحصص، للاعتقاد بأنهم لا يحتاجون لها.
  • مواجهة الطلاب في بعض الأحيان توقعاتٍ غير معقولة يضعها المعلمون لهم، وقد تكون هذه التوقعات فائقة لقدراتهم، أو مُستصغرة لهم؛ أي أنها دون مستواهم، وأقل مما يمكنهم تحقيقه، مما قد يسبب لهم الإحباط.
  • فقدان الطلبة في كثير من الأحيان لثقتهم بأنفسهم عندما يتم تصنيفهم في مستوياتٍ متدنية؛ الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على نظرتهم لأنفسهم.



المراجع

  1. "TRACKING AND ABILITY GROUPING IN MIDDLE LEVEL AND HIGH SCHOOLS", nassp, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  2. "Is academic tracking related to gains in learning competence? ", sciencedirect, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  3. "5 Ways to Challenge High Achieving Students and Boost Their Grades", twinkl, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  4. "Stuck in the Middle: Strategies to Engage Middle-Level Learners", adlit, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  5. "10 Essential Tips for Weak Students to Become Intelligent", ziyyara, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  6. tracking is an educational,their particular needs and situation. "The pros and cons of academic tracking", jotform, Retrieved 31/8/2022. Edited.