أهمية التفكير الناقد في التعليم

التفكير الناقد (بالإنجليزية: Critical thinking) المسمى أيضًا بالتفكير النقدي، هو أحد أشكال التفكير، والذي يستند إلى الفعالية في تحليل المعلومات وإصدار الأحكام على المسائل، وهو أيضًا إصدار أحكام منطقية/عقلانية، وغير عشوائية، من خلال ممارسة عملية تفكير تعيد النظر في الاستنتاجات والحجج المعروضة بخصوص مختلف المواضيع، وقد يصل الأمر إلى التشكيك بها.^[١][٢]

يمكن تطبيق التفكير الناقد في الفصل الدراسي بفضل الفوائد العديدة التي يحققها للعملية التعليمية والطلاب، والتي من أهمها تمكينهم من طرح أسئلة تساعدهم على فهم العالم، بالإضافة إلى فهم المعلومات وتقييمها، وتتمثل أهمية التفكير الناقد في التعليم في عددٍ من الأمور الأخرى،^[٣][٤] بما في ذلك:^[٥][٦]

صقل الإبداع وتحفيز الفضول

ينمي التفكير الناقد الإبداع عند الطلاب، وخاصة أنّ هذا النوع من التفكير لا يعرف الحدود، بالإضافة إلى أنّ من يمارسه يحظى بالعديد من الاهتمامات المتنوعة التي تثير اهتمامه، وعن أهمية الإبداع الذي يحفزه التفكير الناقد؛ فهو يعتبر ضروريًا للطلاب باعتباره من المهارات الأساسية والضرورية التي يحتاجون إليها في المستقبل، وخاصة في سوق العمل.

أما عن علاقة التفكير الناقد بالفضول؛ فهذا الشكل من التفكير بطبيعته يدعوا من يمارسه لأن يكون فضوليًا بشأن كل شيءٍ في الحياة، وأن يطرح الأسئلة دائمًا، ويبحث في ما وراء الإجابات لمعرفة المزيد عن الأسباب.

تحسين مهارة اتخاذ القرار

ممارسة التفكير النقدي تعني اتخاذ قرارات أفضل؛ حيث يساعد تعليمه الطلاب على الاعتماد على أنفسهم في التفكير، والوثوق بحدسهم، والتعامل بشكلٍ أفضل مع المواقف الصعبة والمشاكل اليومية وتجاوزها، والتوصل إلى قرارات مدروسة غير عشوائية، لا تكون قائمة على معلومات محددة، أو على العاطفة.

تهيئة الطلاب للمستقبل

التفكير الناقد مهم لمستقبل الطلاب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتعليم الجامعي ومستقبلهم الوظيفي، فكما ذكرنا في النقطة السابقة، التفكير النقدي مهم في سوق العمل، وهناك وظائف لا حصر لها تتطلب استخدامه، بما في ذلك الأطباء، والإعلاميون، والمحاميون، وغيرهم الكثير، وتعليم الطلاب التفكير الناقد ينميه فيهم مبكرًا بشكلٍ ينصب في مصلحتهم لاحقًا.

أيضًا، يساعد التفكير الناقد الطلاب على التفوق على أقرانهم، ولا سيما بفضل مهارة حل المشكلات التي ينميها فيهم، والتي يمكنهم إثباتها والاستفادة منها من خلال ممارسة هذا الشكل من التفكير.

تعزيز القدرة على حل المشكلات

ينمي التفكير النقدي مهارة أساسية أخرى تساعد على التكيف مع التغيرات ومواجهة التحديات؛ ألا وهي حل المشكلات، والتي تُمكن الطلاب الذين يمارسون هذا الشكل من التفكير في إيجاد الحلول للمواقف المعقدة، بأسلوب منطقي ومنهجي.

التفكير النقدي يعلم الطلاب تحليل المشكلة من جذورها، وبناءً على إجراء تقييم شاملٍ لها، يتم التوصل إلى الحلول المناسبة، وفي سياقٍ متصل، يساعد التفكير الناقد أيضًا على منع المشاكل وتجنب ظهورها من الأساس، من خلال توقعها بشكلٍ مسبق بناء على تقييم الأوضاع، وبالتالي اتخاذ الإجراءات التي يمكن أن تحد منها.

مساعدة الطلاب على الشعور بالسعادة

عندما يتعلم الطلاب التفكير الناقد، فإن هذا يساعدهم على تحقيق الرضا في حياتهم والشعور بالسعادة، وذلك لعدة أسباب، من أهمها قدرتهم على فهم أفكارهم، وفهم طريقة تفكير الآخرين الذين يتعاملون معهم، والتوصل إلى أفضل الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف، والقدرة على التحكم في بعض مواقف الحياة بشكلٍ يحقق المنافع لهم.

أوجه أخرى لأهمية التفكير النقدي

من الأمور الأخرى التي يحققها التفكير الناقد للطلاب، وتعكس أهمية تعليمهِ لهم:

• تقييم المحتوى والأخبار، وكل ما يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة الحقيقي والمنطقي منه.
• نمو الشخصية وتطورها على نحو إيجابي.
• النظر إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة.
• تحقيق الاستقلال الفكري والتخلص من التبعية الفكرية.
• تمييز المعلومات والمصادر الموثوقة، من تلك المضللة والمتحيزة.
• التعبير بشكلٍ أفضل عن الأفكار، والقدرة على المشاركة في المناقشات والمناظرات.
• اتخاذ قرارات سليمة تراعي الجوانب الأخلاقية.
• القدرة على التكيف مع مختلف الظروف والبيئات المتغيرة.
• توظيف مهارات التفكير الناقد لتحقيق النجاح الأكاديمي.