تُعرف الإدارة الصفية (بالإنجليزية: Classroom management) على أنها مجموعة من الإجراءات التي يتخذها المعلم لتهيئة بيئة في الفصل الدراسي تدعم نجاح العملية التعليمية، كما تعمل هذه الإجراءات على الحفاظ على بيئة التعلم هذه، من خلال ما تتضمنه من قرارات تنظم جميع ما يتعلق بالصف، كالأنشطة، والبنية العامة للفصل الدراسي، وحتى سلوكيات الطلاب، وتتسم البيئة التعليمية التي تعمل الإدارة الصفية على تهيئتها بالإيجابية، ومن سماتها أنها تساهم في بناء علاقة وثيقة بين المعلم والطالب، كما تساعد الطلاب على التركيز في الدروس، وتدعمهم على مختلف المستويات، بما في ذلك المستوى الدراسي، والاجتماعي، والعاطفي،[١] وعلى الرغم من ذلك، قد تواجه الإدارة الصفية عقباتٌ ومشاكل، لا بدّ من تمييزها أولاً للتمكن من إيجاد الحلول لها،[٢] وفيما يلي استعراضٌ لأبرزها:[٣][٤]


ضيق الوقت

يواجه المعلمون اليوم مشاكل تتعلق بضيق الوقت المتاح، مما يجعلهم يواجهون مشاكل بخصوص التحضير والتخطيط للمهام التي عليهم القيام بها في الفصل الدراسي، بما في ذلك العروض التقديمية للدروس، والرحلات الميدانية، والأنشطة الجاذبة لاهتمام الطلاب والمحفزة لهم، وغيرها من المهام والأدوار التي تضفي الطابع الإبداعي على العملية التعليمية، وتلبي التوجهات التعليمية الحالية، وعلى المعلم في هذه الحالة التحلي بالمرونة، والتأكد من أنّ الوقت المتاح بين يديه كافٍ لتنفيذ المهام والأدوار المطلوبة، كما عليه أن يضع حدودًا زمنية للأنشطة عند التخطيط لها، وعدم البدء بأي أمر إذا كان الوقت غير كافٍ للانتهاء منه.[٥]


عدم استيعاب الطلاب للتعليمات

قد يجد المعلم نفسه عندما يكون على وشك البدء بنشاطٍ ما في الغرفة الصفية في مواجهة حيرة طلابه بخصوص ما يجب عليهم فعله، ويقف وراء هذا الأمر عددٌ من الأسباب، من أبرزها عدم وضوح التعليمات المعطاة من قبل المعلم للطلاب، أو أنّ تعليمات النشاط قد تكون معقدة للغاية، أو أنّ النشاط غير مناسب لمستوى الطلاب، أو أنّ عدد المتعلمين السمعيين في الفصل الدراسي قليل، ولحل هذه المشكلة، على المعلم عرض تعليمات واضحة وموجزة للطلاب، وبصوتٍ مسموع وببطء، والعمل على إيصالها لهم عن طريق الاستعانة بوسائل مساعدة تعزز استيعابهم لها، مثل استخدام لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، والتواصل البصري، كما يجب على المعلم قبل إعطاء الطلاب أي مهمة أو بدء أي نشاط التأكد من جاهزيتهم له، وعليه كذلك مساعدة الطلاب ضعاف المستوى، وتنظيم الفصل الدراسي، وشرح المفاهيم والمفردات الجديدة.


الثرثرة في الفصل الدراسي

هذه المشكلة من أبرز مشاكل الإدارة الصفية المألوفة لدى جميع المعلمين، وتسبب ثرثرة الطلاب في الفصل الدراسي إعاقة للعملية التعليمية وإزعاجًا؛ فهي تستنزف وقت وتركيز المعلم، الذي قد يضطر إلى التوقف عن الشرح لضبط الطلاب المسببين لهذه المشكلة، واستعادة النظام في الغرفة الصفية، ومن الحلول التي يمكن للمعلم الاستفادة منها لحل هذه المشكلة الإبقاء على التواصل البصري مع الطلاب الذين يتحدثون كثيرًا خلال الدرس، كما يمكن أن يقف المعلم في مكانٍ قريب من مقاعدهم، وأن يجعلهم ينخرطون في الدرس، من خلال إعطائهم المهام، وطرح الأسئلة عليهم.


الافتقار إلى دعم الأهالي

إنّ قدرة المعلم على تقديم تعليمٍ ذي نوعية جيدة يعتمد بشكلٍ أساسي على تعاون أولياء أمور الطلاب وإدارة المدرسة وتفهمهم؛ حيث إنّ للأهالي دور محوري فيما يتعلق بتقديم أفضل تجربة تعليمية للطلاب، باعتبارهم شركاء للمعلم، لا غنى عنهم، ولهذا، تزداد المشاكل والصعوبات التي يواجهها المعلم في تعاملهِ مع الطلاب عندما لا يلتزم الأهالي بتحمل مسؤولياتهم بهذا الصدد، ولهذا يحرص المعلمون على تحقيق أفضل نتائج الإدارة الصفية من خلال حشد دعم الأهالي، عبر الإبقاء على التواصل معهم، وإطلاعهم أولاً بأول على الأداء المدرسي لأولادهم، بالإضافة إلى عقد الاجتماعات مع أولياء الأمور لنفس الغرض أيضًا.


تسبب المنهاج بالملل للطلاب

في بعض الأحيان، يواجه المعلم مشكلة شعور الطلاب بالملل بسبب طبيعة المنهاج التعليمي الذي يجري تدريسه، كما أنّ محتوى المنهاج قد يكون غير ذي صلة بمعرفة الطلاب وقدراتهم، كما قد تكون الدروس نفسها مملة، ويكون الدافع والحافز للتعلم عند الطلاب منخفضًا، والحل لهذه المشكلة يكمن في القضاء على الملل عند المتعلمين من خلال جعل المنهاج أكثر جاذبية بالشكل الذي يستقطب اهتمام الطلاب، ويحفزهم على التعلم، ومن الطرق التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك قيام المعلم بتحضير الألعاب والأغاني حول موضوع الدرس، وإعطاء الطلاب المشاريع، وتشجيعهم على الدراسة الذاتية، بالإضافة إلى تشجيعهم على الاستفادة من المصادر التي في المكتبة والتي على مواقع الإنترنت، وغيرها من المواد السمعية والبصرية، التي تضفي حيوية على الدروس التي يتعلمها الطلاب.


عدم تلبية التوقعات

تحديد التوقعات التي تخص الفصل الدراسي من طرق الإدارة الصفية التي يلجأ إليها المعلم، وعدم تلبية هذه التوقعات قد يشكل عائقًا في طريق إدارة الفصل الدراسي بالشكل المطلوب، وبسبب طبيعة التوقعات التي يحددها المعلم، والتي قد تتضارب مع الواقع، قد يواجه صعوبة في تلبيتها، وحل هذا الأمر يكمن في قيام المعلم بتعريف طلابه بتوقعاته، لجعلها مألوفة لديهم، إلى جانب إشراكهم في عملية تحديد التوقعات، من خلال سؤالهم عن الأمور التي يتوقعونها منه كمعلم، ومن ثم إخبارهم بالأمور التي يتوقعها منهم كطلاب، كما يمكن أن يقوم المعلم بتدوينها، وتعليقها في الفصل الدراسي لتكون متاحة للاطلاع عليها دائمًا.


تأثير الضغوطات على المعلم

قد يتأثر أداء المعلم في الفصل الدراسي، وإدارته له، نتيجة تعرضه لعددٍ من الضغوطات، والتي قد تؤثر كذلك على حافزه، وتشعره بالفراغ والإرهاق، واللامبالاة،[٦] ومن الأمثلة على هذه الضغوط: افتقار المعلم للدعم، وتدني الأجر، والافتقار إلى الوقت الشخصي، وعدم الحصول على قدر كافٍ من الراحة، وصعوبة التوفيق بين الحياة والعمل، كما أنّ الإفراط في العمل يمكن أن يؤثر في جميع مستويات المعلمين، بما في ذلك أكثرهم نشاطًا، وكل هذا يؤثر في أدائهم وتعاملهم مع الفصل الدراسي.


المراجع

  1. "Classroom management for learning", University of Colorado Boulder, Retrieved 25/6/2023. Edited.
  2. "5 Common Classroom Management Problems (With Solutions)", leadschool, Retrieved 25/6/2023. Edited.
  3. "Some Classroom Management Problems, their Reasons and Solutions", teachingenglish.org, Retrieved 25/6/2023. Edited.
  4. "Top 21 Classroom Challenges, According to Teachers", edsys, Retrieved 25/6/2023. Edited.
  5. "7 Classroom Management Challenges and How to Overcome Them", busyteacher, Retrieved 25/6/2023. Edited.
  6. burned out means feeling,of being all dried up. "Burnout Prevention and Treatment", helpguide, Retrieved 25/6/2023. Edited.