إنّ الهدف من التعليم عند برونر هو نقل المعرفة إلى الطلاب من خلال تنمية الاتجاهات الإيجابية والاستقصاء والاكتشاف، وهذا يُؤثر في التفاعل الإيجابي في البيئة التعليمية والنمو العقلي،[١] وفي هذا المقال ستتعرف على أبرز التطبيقات التربوية لنظرية برونر.


التعلم بالاكتشاف

يرى برونر أنّ التعلم لا يعتمد فقط على اكتساب الحقائق وحفظها، بل يتطلب تشجيعًا على الاستبصار والبحث وتعزيزه، وهذا الأمر يدفع الطالب إلى التوصل للمفاهيم والتعميمات الشاملة والكلية، ويكون دور المعلم في ذلك تحويل العملية التعليمية من الاكتساب إلى التفكير، والاعتماد على الاكتشاف هو السبيل الأمثل لتحقيق هذا الانتقال، والذي يكون جوهره في إعادة تنظيم الأفكار وترتيبها وتناسقها.[٢]


في ضوء ما سبق، تتمثل طرق التعلم بالاكتشاف في طريقتين، هُما كالآتي:[٣]

  • التعلم بالاكتشاف الاستقرائي

ويعني الوصول إلى مفهوم بعد أن يكون الطالب قد اطلع على أمثلة وحالات خاصة، إذ تُؤدي هذه الأمثلة إلى اكتشاف المفاهيم واستيعابها، ويتميز هذا النوع من التعلم بما يأتي:

  • تحفيز قدرة الطالب على التفكير.
  • بقاء المفاهيم والتعميمات التي توصل لها الطالب عالقةً في ذهنه.
  • إثارة النشاط الذهني الذي يعتمد على التفاعل بين المعلم والطالب.
  • كشف المجهول، من خلال الانتقال من الجزيئات إلى الكليات.
  • الوصول للتفكير السليم، مثل: دقة الملاحظة.
  • التعلم بالاكتشاف الاستنباطي

ويعني قدرة الطالب على تطبيق القواعد الكلية، أيّ أنّه يتم التوصل إلى التعميم أو القاعدة من خلال الاستنتاج المنطقي والمعلومات السابقة، إذ يتم فيها الانتقال من الكل إلى الجزء، وتُسمى هذه الطريقة أحيانًا بالطريقة القياسية، ويتميز هذا النوع من التعلم فيما يأتي:

  • سهولة استخدامها وتوظيفها في المواد العملية والعلمية، مثل: الرياضيات والعلوم.
  • مساعدة المعلم في إنجاز المنهج التعليمي في الوقت المحدد.
  • مناسبتها عندما يكون عدد الطلاب في الصف كبيرًا.


المنهج الحلزوني

تقوم فكرة المنهج الحلزوني عند برونز على تكرار المادة التعليمية في المراحل المختلفة ومراعاة التدرج في التعقيد، وفقًا لما يسمح به النمو العقلي، وهذا من شأنه يبني صورةً متكاملةً لبنية العلم، وبالتالي يجب أن يُراعي المعلم تبسيط المفاهيم وفهم المستويات المعرفية الثلاثة،[٣] وهي كالآتي:[١]

  • التمثيل العياني الملموس

إذ يتم استهداف خبرة الطلاب عن طريق الملموسات والمحسوسات، والتي تتمثل بالعمل والنشاط والأفعال والمهارات الحركية، مثل: استراتيجيات التعلم النشط.

  • التمثيل الأيقوني

إذ يتم استهداف تنمية خبرات الطلاب وتعلمهم من خلال الصور والمخططات والرسوم، مثل: الخرائط الذهنية.

  • التمثيل الرمزي

إذ يتم استهداف تنمية خبرات الطلاب عن طريق اللغة بهدف حل المشكلات، مثل: النقاش والحوار.


تنظيم المادة الدراسية

من أبرز التطبيقات التربوية لنظرية برونز هي تنظيم المادة الدراسية، وذلك من خلال التخطيط الجيد للمادة الدراسية عبر تبسيط المفاهيم للطلاب وتدريبهم على الحدس والتخمين، وتقييم التعلم البنائي من خلال استخدام الوسائل والأدوات السمعية والبصرية، وهذا يُساهم في تطوير الجوانب الحسية والرمزية.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ميرفت محمود محمد، مصادر تطوير تعليم الرياضيات، صفحة 21. بتصرّف.
  2. ميرفت محمود محمد، مصادر تطوير تعليم الرياضيات، صفحة 22-24. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سحر عبده، التعلم بالاكتشاف، صفحة 3-5. بتصرّف.
  4. عبد الكريم الكبيسي، نظرية جيروم برونر، صفحة 11-12. بتصرّف.