إنّ الإشراف التربوي يُقصد به المجهود الذي يتم بذله لتوجيه النمو المستمر للمعلمين بشكل فردي أو جماعي، وهذا بهدف تأدية أدوراهم بالصورة المطلوبة بطريقة فعالة،[١] وفي هذا المقال ستتعرف على أهمية الإشراف التربوي.
النظرة الشمولية للموقف التعليمي
إنّ مهمة المرشد التربوي تتمثل في النظرة الشاملة للموقف التعليمي، إذ يعمل على إطلاق الطاقات الكامنة عند المعلمين وتوظيفها في الصف، وذلك باستعمال كفاياته وخبراته ومهاراته لخلق بيئة مناسبة للطلبة وتطوير قدراتهم الصفية، كما أنّ للإشراف مهام متعددة، منها؛ تطوير الأهداف الخاصة بالعملية التعليمية، والتطوير المهني للمعلمين، والتنسيق والرقابة، والدافعية، وحل المشكلات.[٢]
جدير بالذكر أنّ الإشراف التربوي الفعال لا يقتصر فقط على ما سبق من مهام، بل يُحاول أيضًا التنبؤ بالأوضاع المستقبلية الخاصة في العملية التعليمية، لذلك فهو يستبق الأحداث، ويُعالج المشكلات قبل أن تتفاقم آثارها السلبية بالاعتماد على النظم والقواعد، وبهذا فإنّ الإشراف التربوي يُوافق بين حاجات المؤسسة التعليمية وحاجات المعلمين، ويستمد الخصائص من مختلف الجهات والنماذج الإشرافية في ضوء الأهداف التي يسعى إليها.[٢]
المسؤولية عن القيادة التنظيمية
إنّ المشرف التربوي مسؤول عن القيادة التنظيمية والتربوية للعاملين والإداريين في المدرسة، فهو يشرف على تنفيذ البرامج والأنشطة التعليمية الصفية وغير الصفية، ويقوم بإدارتها وتنميتها وتقويمها اعتمادًا على السياسات واللوائح التي تضعها الجهات المسؤولة، فهو بذلك يختص في المجالات الآتية:[٣]
- مجال القيادة
ويتمثل فيما يأتي:
- الالتزام برؤية التعليم وأهدافه.
- تبني أسلوب إدارة عمليات التغيير التربوي.
- مجال التنمية المهنية
ويتمثل فيما يأتي:
- تفعيل العناصر الخاصة بالتنمية المهنية للكادر التعليمي.
- الاستفادة من البحوث التربوية.
- مجال تطوير المنهج التعليمي
ويتمثل فيما يأتي:
- ربط المناهج التعليمية بالبيئة والواقع.
- تحقيق التكامل بين المواد الدراسية المختلفة.
- مجال المتابعة والتقويم
ويتمثل فيما يأتي:
- تطوير النظم لتحقيق الفعالية في المتابعة والتقويم لتحسين الأداء العام.
- متابعة تنفيذ المناهج وتقويم النتائج التعليمية.
- مجال مجتمع التعلم
ويتمثل فيما يأتي:
- التوعية في مفهوم مجتمع التعلم وتفعيل الأساليب التنموية الخاصة بذلك.
- تنويع مصادر المعرفة والتعلم.
تنمية قدرات المعلمين
إنّ الإشراف التربوي يُساعد على تنمية قدرات المعلمين ورفع مستواهم وتمكين مهاراتهم، وذلك عن طريق ما يأتي:[٤]
- مساعدة المعلمين على تشخيص الطلاب؛ لتخطي صعوبات العملية التعليمية.
- رصد الواقع التربوي والدراسي والعمل على تحليله وإدراك الظروف المحيطة للتعامل مع محور العملية التعليمية.
- تعزيز الانتماء لمهنة التعليم والاعتزاز بعناصرها وإظهار دورها المحوري في المدرسة والمجتمع.
- تحقيق التعاون بين الكادر التعليمي في المدرسة لتحقيق الأهداف المشتركة.
- الوقوف على أحسن الطرق التعليمية والاستراتيجيات التربوية.
- تحفيز المعلمين على إجراء تجارب جديدة تُساعدهم على النمو المهني والمعرفي.
- التعرف على المصادر المادية والإنسانية في البيئة المحلية، مثل: الأماكن التاريخية والمتاحف وغيرها.
يظهر أنّ أهداف الإشراف التربوي متشابهة ومتداخلة تسعى إلى تحقيق التكامل الذي تدعو إليه التربية الحديثة والتوجهات التعليمية، وتكمن الأهمية الحقيقة للإشراف التربوي في مساعدة المعلمين على مواجهة المواقف التعليمية المختلفة وإتاحة الفرص لتوظيف هذه القدرات بالشكل المناسب.[٤]
المراجع
- ↑ منصور بن محمد القاسم ، دور مديري المدارس في تفعيل الإشراف التطويري بالمدارس الحكومية في محافظة جدة، صفحة 16. بتصرّف.
- ^ أ ب ناريمان يونس ، الإشراف التربوي ودرجة فاعليته في المدارس، صفحة 19-20. بتصرّف.
- ↑ حنان عبد االله مصطفى سالم ، الإشراف التربوي في المدرسة الابتدائية في ضوء إجراءات تطبيق قانون كادر المعلم، صفحة 451-452. بتصرّف.
- ^ أ ب منصور بن محمد القاسم ، دور مديري المدارس في تفعيل الإشراف التطويري بالمدارس الحكومية في محافظة جدة، صفحة 18-20. بتصرّف.