أسلوب المحاضرة في التدريس

تعتبر طريقة المحاضرة (بالإنجليزية: Lecture Method) إحدى أساليب التعليم التقليدية، التي تتبع طرق التدريس القديمة، والتي تتمركز حول المعلم، الذي يتولى فيها مهمة تسيير الحصة الدراسية بشكلٍ أساسي، ويُمثل مصدر المعلومات والشرح المُوجه للطلاب، الذين يقتصر دورهم على تلقي هذه المعلومات، دون وجودٍ لأي تفاعلٍ بينهم وبين المعلم، وعادةً ما تقتصر الأدوات التعليمية المُستخدمة في أسلوب المحاضرة على الطباشير والسبورة،^[١][٢] ويقف وراء استخدام هذه الأسلوب في الفصول الدراسية العديد من الأسباب، والتي من أهمها: افتقار الطلاب إلى الدوافع الذاتية التي تحفزهم للمشاركة في العملية التعليمية، وحرص المعلم على الالتزام بما يرد في الكتاب الدراسي من محتوىً، والتحكم بسلوك الطلاب في الصف، وتَضمّن المواد الدراسية مفرداتٍ تقليدية تحتاج لعرضها وشرحها بأسلوب المحاضرة، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الطلاب في الفصل الدراسي.^[٣]

أشكال أسلوب المحاضرة في التدريس

يتخذ تطبيق أسلوب المحاضرة في عملية التعليم العديد من الأشكال، والتي تشمل الآتي:^[٤]

• الوصف: يعمل المعلم في هذه الطريقة على شرح المعلومات وتوضيحها لفظيًا للطلاب، مع التطرق لتفاصيلها.
• المحاكاة: في هذه الطريقة، يتعلم الطلاب معلومةً ما، عبر قيامهم بترديدها وراء المعلم، بنفس الطريقة التي ذكرها فيها، ويمكن أن يتعلم الطلاب من المعلم بنفس الأسلوب مهارةً ما، من خلال تقليدهم له بعد تنفيذهِ لها.
• الشرح: يلجأ المعلم لطريقة الشرح عندما يواجه الطلاب خلال الحصة الدراسية معلومةً صعبة أو غير مفهومة، ويقوم بشرحها لهم باستخدام لغةٍ واضحة، ومن خلال تسلسلٍ يُسهل عليهم الأمور، يبدأ فيه بالتطرق لما يعرفونه، ولما يعتبر سهلاً، وبسيطًا، ثم ينتقل شيئًا فشيئًا إلى ما هو مجهولٌ وصعب.
• القصص: قد يستخدم المعلم خلال الحصة الدراسة، القائمة على أسلوب المحاضرة، طرقًا لاستقطاب انتباه الطلاب وجذب انتباههم، مثل طريقة القصص، التي يتم من خلالها إيصال المعلومات للطلاب بأسلوبٍ مشوق.

خطوات التدريس بأسلوب المحاضرة

هناك عددٌ من الخطوات المُتدرجة في الترتيب، التي يُطبق من خلالها أسلوب المحاضرة في العملية التعليمية، وتاليًا استعراضٌ لها:^[٥]

• بدء الحصة الدراسية بمخاطبة الطلاب بخصوص الموضوع الذي سيتم التطرق له وطرحه، وما هي أوجه الارتباط بينه وبين المواضيع التي تمّ طرحها في الحصص السابقة.
• استقطاب اهتمام الطلاب لموضوع الدرس، عبر استعراض مقدمة مثيرة للاهتمام، لها علاقة بالموضوع.
• استخدام لغة مفهومة ومناسبة لعرض موضوع الدرس، ولا يجب أن تكون هذه اللغة دون المستوى، فيمل منها الطلاب، ولا أن تكون صعبة للغاية، فتنفر الطلاب، كما يجب أن يتحدث المعلم بصوت مسموع، وغير خافت.
• التطرق لموضوع الدرس، وشرح جميع الأفكار والمعلومات التي لها علاقة به، والحرص على عدم الوقوف عند معلومة أو فكرة معينة، وتجاهل البقية، أو تكرارها؛ لأن هذا قد يؤدي لإعاقة قدرة الطلاب على الفهم والاستيعاب.
• تغطية محتوى الدرس خلال وقت الحصة الدراسية، دون إهمالٍ لبعض النقاط على حساب نقاط أخرى.
• بعد انتهاء المعلم من شرح وإلقاء المعلومات والأفكار، يتيح لطلابه الفرصة للسؤال وإجراء النقاش، وتكمن أهمية هذه الخطوة في أنها تساعد المعلم في تقييم فهم الطلاب، والتأكد منه.

إيجابيات وسلبيات أسلوب المحاضرة في التدريس

إنّ لتطبيق أسلوب المحاضرة في التعليم عددٌ من الإيجابيات والسلبيات، والتي نذكرها في النقاط التالية:^[٦]

إيجابيات أسلوب المحاضرة

من أهم هذه الإيجابيات التي تميز أسلوب المحاضرة عن أساليب التدريس الأخرى:

• تخفيف الجهد الذي يقع على عاتق المعلم في العملية التعليمية، بسبب عدم حاجته لتطبيق أنشطةٍ تعليمية في أسلوب المحاضرة، تحتاج إلى متابعةٍ مستمرة، للتأكد من إتقان الطلاب لها.
• انخفاض التكلفة المادية، والتي قد تشكل عبئًا عند الحاجة لإجراء أنشطة تعليمية.
• تحقيق المرونة في الوقت، من خلال إمكانية اللجوء لأسلوب المحاضرة في الحالات التي لا يوجد فيها وقتٌ كافٍ للشرح، وفي الحالات التي يكون فيها زخمٌ في المعلومات.

سلبيات أسلوب المحاضرة

من سلبيات هذه الطريقة ما يلي:

• حرمان الطلاب من المشاركة الفعالة في العملية التعليمية، ولا سيما من خلال إجراء المناقشات خلال الحصة الدراسية.
• احتمالية افتقار المعلم إلى المهارات التي تساعده في تحقيق التوازن بين طبيعة أسلوب المحاضرة، وبين تحقيق الأهداف التعليمية.
• زيادة فرصة شعور الطلاب بالملل من الدرس عند تطبيق أسلوب المحاضرة.
• عدم مناسبة أسلوب المحاضرة لطريقة فهم جميع الطلاب، ومستوياتهم، والفروقات الفردية بينهم.