طريقة التدريس بأسلوب القصة

تتخذ عملية التعليم في كثيرٍ من الأحيان شكل أساليب تدريس ممتعة، تمتاز باستقطابها لاهتمام الطلاب وانتباههم، وتركيزه على الموضوع الذي يتم تناولهُ في الحصة الدراسية، ويُعتبر أسلوب القصة (بالإنجليزية: Storytelling) أحدها، والذي يُعرف على أنه طريقة تدريس قائمة على سرد القصص، وتوظيفها في العملية التعليمية، لجعلها أكثر جاذبية للمتعلمين، ولتحقيق أفضل المخرجات التعليمية، المتمثلة باكتساب معلومات ومهارات جديدة ومفيدة،[١][٢] أما طريقة تطبيق أسلوب القصة في التدريس، فتتم عبر ثلاث خطوات، نستعرض أبرز تفاصيلها في النقاط التالية:[٣]

  • مرحلة اختيار القصة: تمثل هذه المرحلة أول مراحل التدريس بأسلوب القصة، وهي المرحلة التي تسبق عرض القصة وسردها على الطلاب، ويقوم المعلم خلالها بتجهيز القصة، واختيارها من بين مجموعة قصصٍ أخرى، بناءً على عدة معايير، تشمل كلاً من مناسبتها للموضوع المراد تناوله خلال الحصة الدراسية، بالإضافة إلى مناسبتها للطلاب ومستواهم، وامتيازها بالتشويق، وبعد قيام المعلم باختيار القصة، يقوم بقراءتها قراءةً عميقة، وذلك لفهمها أكثر، وفهم ما تتضمنه من أفكار، ووقائع، وشخصيات، ومعانٍ، مما يساعده على تحديد الأسلوب المناسب لعرضها وعرض ما تتضمنه على الطلاب.
  • مرحلة سرد القصة: المرحلة الثانية من مراحل التدريس بأسلوب القصة هي سردها على الطلاب خلال وقت الحصة الدراسية، ويُراعي المعلم في هذه المرحلة عددًا من الأمور، وهي: (أولاً) استهلال القصة عبر تهيئة الطلاب لعرضها، والتمهيد لها، (ثانيًا) والبدء بسرد القصة وأحداثها بأسلوب مشوق، ومن خلال استخدام لغة الجسد المناسبة، (ثالثًا) والحرص على سرد القصة باستخدام نبرة صوت مثيرة للاهتمام، وبلغة تناسب الطلاب ومستواهم.
  • مرحلة ما بعد الانتهاء من سرد القصة: تأتي هذه المرحلة الأخيرة بعد انتهاء المعلم من سرد القصة التعليمية لطلابه، ويقوم خلالها بتقييم مدى استفادة الطلاب منها، عبر طرح الأسئلة عليهم بخصوص ما يتعلق بها، من أحداث، وشخصيات، وعبر، وغيرها، كما يمكن أن يطلب المعلم من الطلاب تلخيص القصة، أو كتابة تعبير عن إحدى أفكارها.


مزايا التدريس بأسلوب القصة

إنّ لتطبيق أسلوب القصة العديد من المزايا والفوائد التي تنعكس بالإيجاب على العملية التعليمية، والتي من أهمها ما يلي:[٤]

  • تعليم الطلاب عدد من المهارات المهمة، التي تُفيدهم في مسيرتهم التعليمية، وفي حياتهم الشخصية، والتي من أهمها مهارتي الإصغاء والمحادثة.
  • إضفاء طابع تفاعلي على بيئة التعلم، من خلال المناقشات والحوارات التي يجري تداولها عن القصة التي تمّ سردها ومضمونها.
  • تعزيز العلاقة بين المُتعلمين والمُعلم، ولا سيما إذا قام المعلم بسرد خبراته وتجاربه الشخصية للطلاب على شكل قصة، يمكنهم من خلالها أخذ العبر.
  • تحفيز الطلاب على المشاركة في العملية التعليمية والاستفادة منها، باعتبار أنّ أسلوب القصة من أساليب التدريس المُشوقة، التي تثير اهتمام الطلاب، وتجذبهم للتعلم وموضوعاته.
  • مناسبة أسلوب القصة لمستويات وقدرات الطلاب المختلفة، عبر تسهيل المواضيع الدراسية، وجعلها أقل تعقيدًا، مما يُسهل من فهمها.


أشكال القصة في العملية التعليمية

تتخذ القصة التعليمة ثلاثة أشكال رئيسية، تُصنف بناءً على اختلافها عن بعضها من ناحية المحتوى، والأسلوب، وطول القصة، وتاليًا توضيحٌ لكل واحدةٍ منها:[٥]


أشكال القصة حسب المحتوى

تختلف القصص المستخدمة في عملية التعليم عن بعضها في محتواها ومضمونها، ويمكن تقسيم القصة بناءً على ذلك إلى أربعة أنواع، تشمل ما يلي:

  • القصص ذات المحتوى التاريخي.
  • القصص ذات المحتوى الديني.
  • القصص التي تمثل فيها الحيوانات دور الشخصيات.
  • قصص المغامرات الواقعية.


أشكال القصة حسب الأسلوب

تنقسم القصص بناءً على اختلافها فيما بينها في الأسلوب إلى عدة أنواع، وهي كالآتي:

  • المقامات القصصية: تعتمد هذه المقامات على المحسنات البديعية، مثل: المبالغة، والطباق، والسجع، والجناس، وهي من الأشكال الأدبية التي يعود تاريخها للعصر العباسي.
  • الملاحم الشعرية: يتم فيها استخدام أسلوبي النثر والشعر معًا.
  • القصص النثرية: تتناول هذه القصص، بأسلوب نثري، مختلف القضايا التي تخص الحياة.
  • القصص الشعرية: يتم سرد أحداث هذه القصص عن طريق الشعر.


أشكال القصة حسب اختلاف الطول

تختلف القصص عن بعضها البعض بالطول وحجم المحتوى، وينتج عن هذا عدة أنواع، تشمل ما يلي:

  • القصة القصيرة: تتناول أحداثًا محدودةً للغاية، في نطاقٍ زمني محدد.
  • الرواية: تتناول الكثير من الأحداث، التي تجري خلال وقتٍ طويل، وفيها الكثير من الشخصيات.
  • القصة: تتناول القصة أحداثًا أقل محدودية من تلك التي تتناولها القصة القصيرة، وهي في طبيعتها بين الرواية والقصة القصيرة.
  • الحكاية: يسرد راوي الحكاية الأحداث بأسلوبه الخاص، الذي لا يلتزم بقواعد القصص، وكثيرًا ما يكون سردًا محكيًا.
  • الأقصوصة: تتناول الأقصوصة حادثةً واحدة، وشخصيةً واحدة، ومسارًا واحدًا للأحداث.


المراجع

  1. "Storytelling in the Classroom as a Teaching Strategy", teachhub, Retrieved 26/9/2022. Edited.
  2. is a teaching method,process more easily and effortlessly. "Storytelling as a Teaching Tool: Why Teach Story-based Lessons?", robowunderkind, Retrieved 26/9/2022. Edited.
  3. شيماء محمد حسن صلاح، Salah.pdf أثر استخدام القصة والأنشطة العلمية في التحصيل العلمي والاتجاهات لدى طالبات الصف الخامس الأساسي، صفحة 20. بتصرّف.
  4. علي عبد الظاهر علي، التدريس.pdf فن التدريس بالقصة، صفحة 194-197. بتصرّف.
  5. مترك بن مطحس بن بادي الدوسري، فاعلية الأسلوب القصصي في تدريس مقرر الحديث على تنمية القيم الأخلاقية الفردية لدى طلاب الصف الأول، صفحة 386-387. بتصرّف.