إنّ نظريات التعلم في علم النفس تُركز على السلوك البشري ونتاجاته وكيفية تنظيم الأفكار، والبحث في المثيرات والاستجابات، وفي هذا المقال ستتعرف على أهم نظريات التعلم في علم النفس وأسسها.
نظرية المحاولة والخطأ لثورندايك
هي نظرية وضعها عالم النفس الأمريكي ثورندايك، وتُسمى أيضًا: الانتقاء والربط، الإشراط الذرائعي أو الوسيلي، ويرى ثورندايك من خلال هذه النظرية أنّ التعلم عند الإنسان أو الحيوان هو تعلم يكون بناءً على المحاولة والخطأ، فعندما يُواجه المتعلم تحديًا أو مشكلةً أثناء سيره نحو هدف معين فإنّه يُحاول مرارًا وتكرارًا، ويُبقي استجابات معينة ويتخلص من أُخرى، وبفعل التعزيز تُصبح الاستجابات الصحيحة محتملةً للظهور.[١]
نظرية الإشراط الكلاسيكي لبافلوف
هي نظرية وضعها العالم الروسي بافلوف، حيث قام بإجراء عملية جراحية لكلب، لدراسة استجابته، عن طريق فتح ثقب في خد الكلب وإدخال أنبوبة زجاجية تصل ما بين فتحات الغدة اللعابية وبين وعاء يتم فيه تجميع اللعاب التي ينتجها ويُفرزها الكلب، وبعدها قام بافلوف بإضافة مثير محايد صناعي وهو صوت الجرس ولم تحدث أيّة استجابة، وبعد القيام بدق الجرس قُدّم للكلب طعامًا وسجّل جهاز جمع اللعاب الكمية التي سيلت.[٢]
من خلال التجربة السابقة أراد العالم الجمع بين المثيرات الطبيعية والمثيرات الصناعية للوصول إلى استجابة شرطية، وهي سيلان اللعاب من الكلب، ومفاد هذه النظرية هي التأثير في سلوك المتعلم حول تشكيل استجابات، والعوامل المؤثرة في ذلك تكون ما يأتي:[٢]
- شدة المثير المحايد أو الصناعي.
- شدة المثير الطبيعي.
- الفاصل الزمني.
- تسلسل تقديم المثيرات.
- عدد مرات الاقتران.
النظرية الإجرائية لسكنر
هي نظرية وضعها أخصائي علم النفس الأمريكي بورهوس فريدريك سكينر، حيث ركز فيها على تعزيز الاستجابات ولم يُركّز على المثير بحد ذاته، فالسلوك محكوم بالنتائج حسب رأيه، فالسلوك متعلم ولا يحدث بدون عوامل، وكونه متعلمًا يعني أنّ هناك احتمالية لتعديله، وتعديل السلوك يُعتبر اتجاهًا تربويًا وعلاجيًا يُساهم في التكيف.[٣]
بالإضافة إلى ما سبق، إنّ هذه النظرية تدعو إلى تجنب تصنيف الأفراد إلى فئات، فالجميع لديهم إمكانية تعديل السلوك، ويختلف ذلك في الدرجة من متعلم إلى آخر وليس بالكيفية، ولا تحتاج هذه العملية إلى أخصائي أو درجة علمية محددة، إذ تتم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أو بشكل فردي أو جماعي.[٣]
نظرية التعليم الجشطلتية
هي نظرية من أبرز روادها كوهلر، إذ يرى أصحاب هذه النظرية أنّ حل المشكلات يكون من خلال الاستبصار والإدراك، ويُوجه كوهلر نقدًا لفكرة المحاولة والخطأ في العملية التعليمية، ويُؤكد على أهمية تحقيق الفهم للظواهر بشكل كلي، وأدى ذلك إلى تحديد ما عُرف لاحقًا بالتعلم بالتبصر.[٤]
في ضوء ما سبق، يُعد الاستبصار من مقومات هذه النظرية، والتي يتضمن مجموعةً من الخصائص، وهي كالآتي:[٤]
- إعادة تنظيم العناصر.
- النظر إلى المجال الإدراكي.
- ظهور صفة الاستبصار فجأةً.
- معرفة عناصر المجال.
المراجع
- ↑ جامعة الأنبار، نظريات التعلم وقوانينه، صفحة 2. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الكريم الكبيسي، نظرية الاشتراط الكلاسيكي، صفحة 4-6. بتصرّف.
- ^ أ ب عصام النمر، تعديل السلوك، صفحة 22-23. بتصرّف.
- ^ أ ب رعد رزوقي وجميلة سهيل، سلسلة التفكير وانماطه، صفحة 46-47. بتصرّف.