ما هي طريقة تدريس الفهم القرائي؟

يُعرف الفهم القرائي (بالإنجليزية: Reading comprehension) على أنه الاستيعاب والفهم الكامل لما يجري قراءته من نصوص بمختلف أنواعها، إضافة إلى أنه القدرة على تحليل هذه النصوص، والمعاني الكامنة فيها، وربطها بالمعرفة الموجودة أصلاً عند الفرد، واستخلاص الآراء، ووجهات النظر، والاستنتاجات بخصوصها، ويعتبر الفهم القرائي من المهارات التي يتم تدريسها للطلاب، أما عن طريقة تدريسها، فهي تجري عبر عددٍ من الخطوات، والتي نوضحها في العناوين التالية:^[١][٢]

إلقاء نظرة عامة على النص

أولى خطوات تدريس الفهم القرائي للطلاب هي جعلهم في كل مرة، يقرأون فيها نصًا ما، يعاينونه أولاً، من خلال إلقاء نظرةٍ عامةٍ عليه، تُمهد لهم بداية عملية القراءة، وتجعلهم يتعرفون على طبيعة النص الذي بين أيديهم، ولا يجب أن يستغرق هذا مدة طويلةً من الوقت، وخلال إلقاء النظرة العامة على النص، هناك عددٌ من الأمور التي على الطلاب مراعاتها والانتباه إليها، لضمان شمولية النظرة العامة، والاستفادة منها إلى أقصى حد، وتشمل هذه الأمور الآتي:

• النصوص المكتوبة على الغلاف الخلفي.
• تصميم الغلاف، وأي نصوص موجودة عليه.
• عنوان النص.
• الرسوم التوضيحية الموجودة في النص.

ربط النص بالمعرفة السابقة

ثاني خطوة من خطوات تدريس الفهم القرائي للطلاب هي جعلهم يربطون ما استنتجوه من معرفة، تكونت لديهم من خلال النظرة العامة على النص، بالمعرفة التي يعرفونها مسبقًا، مهما كانت بسيطةً أو قليلة، ولمساعدة الطلاب في هذه الخطوة، التي تهيئهم كذلك لعملية القراءة، يمكن الطلب منهم طرح الأسئلة التالية على أنفسهم:

• ماذا أعرف عن موضوع النص؟
• هل أعلم شيئًا عن عنوان النص؟
• هل اسم المؤلف مألوفٌ لدي؟
• هل لديّ أي معلومات عن الشخصيات المذكورة في النص؟

قراءة النص والتفكير فيه

الخطوة الثالثة من خطوات تدريس الفهم القرائي هي أهم خطوة، ويقوم فيها الطلاب بالقراءة والتفكير بالنص الذي بين أيديهم في آنٍ واحد؛ أي بتجنب القراءة دون تمعنٍ وتفكير، وذلك كي يفهموه، ويستوعبوا ما فيه من معلوماتٍ ومعرفة، ويبقون متذكرينه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفهم القرائي أساسهُ تطبيق هذه الخطوة، ولا سيما أنها تساعد الطلاب في عدم نسيان النص الذي قاموا بقراءته.

التعبير عن فهم النص المقروء

رابع خطوات تدريس الفهم القرائي للطلاب هي منح الطلاب فرصة للتعبير عن فهمهم للنص الذي قاموا بقراءتهِ بتمعن، وبطرقهم الخاصة، ومن الأمثلة على الطرق التي يمكن اقتراحها على الطلاب في هذا السياق ما يلي:

• تمثيل النص، وما فيه من معرفة ومعلومات، على شكل خريطة مفاهيم.
• تنفيذ عمل إبداعي فني، يعبر في مضمونه عن أفكار النص.
• كتابة ملخص للنص، أو تدوين أهم أفكاره.
• مناقشة النص المقروء، وطرح الأفكار ووجهات النظر بخصوصه.

تقييم النص المقروء

يجري في الخطوة الخامسة والأخيرة من خطوات تدريس الفهم القرائي للطلاب تعليمهم التفكر بالنص الذي قاموا بقراءتهِ وتقييمه من عدة جوانب، وتكمن أهمية هذه الخطوة في أنها تساهم في تكوين ذوق القراءة الخاص بكل طالب، إضافة إلى جعل القراءة في أعينهم أكبر من كونها مهمة من مهام العملية التعليمية، وجعلها عوضًا عن ذلك أسلوب حياةٍ، وجزءًا أساسيًا من نشاطاتهم، إضافة إلى ذلك، يساعد تقييم النص المقروء الطلاب في توسيع مداركهم الفكرية، وجعلهم يستفيدون مما يقرؤونه، ولأجل تقييم النص المقروء، يمكن اقتراح الأسئلة التالية على الطلاب ليطرحوها على أنفسهم، لمساعدتهم في هذه الخطوة، ومن أبرزها الآتي:

• هل أعجبني النوع الأدبي الذي ينتمي له هذا النص؟
• ما هو رأيي في النص الذي قمت بقراءته؟
• هل أحداث النص مفهومة بالنسبة لي؟
• هل استمتعت بقراءة النص؟
• هل سأبحث عن نصٍ آخر لنفس المؤلف وأقرأه؟
• هل أعجبتني كتابة هذا المؤلف؟

أهمية الفهم القرائي

إنّ للفهم القرائي، وتدريسه للطلاب، أهمية كبيرة، تتمثل في عددٍ من الفوائد، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:^[٣][٤]

• تطوير مهارة النقد البناء عند الطالب، وإتاحة الفرصة له للتعبير على آرائه الخاصة بشأن ما يطلع عليه من نصوص.
• رفع المستوى الدراسي للطالب، عبر تعزيز مهارة القراءة لديه، والتي يستفيد منها في الدراسة بوجه عام.
• جعل الطالب قادرًا على تحليل المواقف وحل المشكلات، وفهم تفاصيلها.
• السماح للطالب بالاحتفاظ بالمعلومات في ذاكرته لأطول مدة ممكنة.
• تقوية المهارات اللغوية عند الطالب.
• تعزيز قدرة الطالب على القراءة دون أخطاء.
• إفادة الطالب بمعلومات ومعرفة جديدة.
• تمكين الطالب من القراءة بين السطور، والتعمق في معاني النصوص.
• تنمية شخصية الطالب، والسماح له بالتفوق، مما ينعكس عليه بالإيجاب في المستقبل.
• توفير الوقت والجهد على الطالب.