يُعرف التعلم التعاوني (بالإنجليزية: Cooperative Learning) على أنه أحد استراتيجيات وأساليب التدريس، التي تتخذ شكل نشاطٍ يتعاون فيه الطلاب من مختلف المستويات الدراسية فيما بينهم، من خلال العمل على شكل مجموعات، يتم فيها تقسيم المهام فيما بينهم، لتحقيق عدد من الأهداف المرتبطة بعملية التعلم،[١] وللتعلم التعاوني العديد من الفوائد، والتي من أهمها: تعزيز التعاون بين الطلاب، وتمكينهم من الاستفادة من معارف وخبرات بعضهم البعض، وتعليمهم مهارات مهمة كالتفكير الإبداعي وحل المشكلات، بالإضافة إلى تعليمهم تقبل وجهات النظر المختلفة واحترامها،[٢] ولتطبيق استراتيجية التعلم التعاوني، لا بدّ من اتباع ثلاث خطوات رئيسية، نستعرض أهم تفاصيلها في النقاط التالية:[٣][٤]
الاستعداد والتجهيز
الخطوة الأولى من خطوات تطبيق استراتيجية التعلم التعاوني هي الاستعداد والتجهيز، ويتولى المعلم جميع إجراءاتها، لضمان أن تُنفذ الاستراتيجية على أفضل وجه، ولتحقيق هذه الغاية، يقوم بما يلي:
- تنظيم المقاعد في الفصل الدراسي على شكل مجموعات منفصلة، كي يجلس عليها طلاب كل مجموعة، وُيجروا عمليات الحوار والمناقشة وغيرهما من أنشطة العمل الجماعي فيما بينهم، ويحرص المعلم في هذه الخطوة على ترك مساحة بين كل مجموعة وأخرى، بالشكل الذي يتيح له التجول بينها، والاطلاع على ما تقوم به.
- تكوين مجموعات الطلاب من خلال توزيعهم فيها، وبأعداد مناسبة، تتراوح بين 4 إلى 6 طلاب في المجموعة الواحدة، بالإضافة إلى التأكد من أنّ الطلاب في كل مجموعة يتفاوتون في مستواهم الدراسي، بين الضعيف، والمتوسط، والمتفوق.
- التوضيح للطلاب الأهداف المطلوب منهم تحقيقها خلال عملهم التعاوني، وتحديد طريقة التعاون فيما بينهم، وتزويدهم بأي أدوات قد يحتاجون إليها.
- قيام المعلم بتحديد مسؤولية ودور معين لكل طالب في المجموعة، وتكمن أهمية هذه الخطوة في أنها تضمن مشاركة جميع الطلاب في التعلم التعاوني، وتحفز من تفاعلهم وتواصلهم مع بعضهم البعض، ومن الأمثلة على المسؤوليات التي يمكن توزيعها على الطلاب:
- مراقبة الوقت، وتحديد المدة الزمنية لتنفيذ المهام المطلوبة.
- تدوين النتائج التي تمّ التوصل إليها.
- عرض التعليمات الخاصة بالنشاط التعاوني.
- تولي مسؤولية الحفاظ على الأدوات والمواد المستخدمة.
- التحدث باسم المجموعة وعرض عملها بعد انتهاء النشاط الجماعي أمام بقية المجموعات.
التطبيق العملي للنشاط التعاوني
الخطوة الثانية بعد مرحلة التجهيز والاستعداد هي التنفيذ والتطبيق العملي للنشاط المطلوب من المجموعات القيام به، لتحقيق الأهداف التي حددها المُعلم مُسبقًا، ويعتمد هذا التطبيق على عدد من الأمور، والتي من أهمها ما يلي:
- متابعة وتقييم المعلم لسير التعاون بين أفراد المجموعات، والتأكد من تعاونهم فيما بينهم، وأنّ جميع الطلاب يقومون بأدوارهم.
- الثناء على المجموعات المتعاونة فيما بينها، والتي تقوم بعملها بشكلٍ صحيح.
- التأكيد على أهمية بذل الجهد الفردي بما بنصب بمصلحة المجموعة، ويحقق الأهداف المطلوبة.
- توجيه الطلاب للتعاون فيما بينهم، وشرح أهمية ذلك لهم.
- مساعدة الطلاب وتوجيههم لطرق حل المشكلات، في حال استدعى الأمر ذلك.
- التأكد من فهم الطلاب واستيعابهم للمطلوب تنفيذه بشكلٍ كامل، والإجابة على أي تساؤلات تراودهم بخصوصهِ.
التقويم والتغذية الراجعة
بعد انتهاء الطلاب من الأنشطة الجماعية، وتحقيقهم للأهداف المطلوبة من خلالها، يتم الانتقال للخطوة الثالثة والأخيرة من خطوات التعلم التعاوني؛ ألا وهي التقويم والتغذية الراجعة، والتي تتضمن بدورها عددًا من الإجراءات، والتي تشمل الآتي:
- عرض كل مجموعة النتائج التي توصلت إليها أمام الفصل الدراسي، ومناقشتها مع المجموعات الأخرى.
- تقييم طلاب المجموعة، عبر مناقشتهم بنتائج العمل الجماعي التي توصلوا إليها، بالإضافة إلى تقييم أسلوب مشاركتهم ومدة تفاعلهم وتعاونهم ضمن المجموعة، وعملهم مع الطلاب الآخرين.
- منح الطلاب تغذية راجعة بناءً على تطبيقهم استراتيجية التعلم التعاوني؛ وذلك كي يستفيدوا منها، ويتجنبوا أي أخطاء أو سلوكيات غير فعالة في المرات القادمة.
المراجع
- ↑ "Cooperative Learning – Meaning, Definition, and Types", toppr, Retrieved 19/9/2022. Edited.
- ↑ عائشة جاسم العلي، الاقتصاد المنزلي/دورة المعلم المتجدد 2013 2014-/التعلم التعاوني.pdf التعلم التعاوني، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ نهاد ساجد عبود السامرائي، اسرتاتيجية التعلم التعاوني، صفحة 501-504. بتصرّف.
- ↑ خالد مطهر العدواني، شامل عن التعلم التعاوني.pdf التعــلـــــم التعـــاونــــي، صفحة 29. بتصرّف.