ما هو التعلم بالاكتشاف؟

مفهوم التعلم بالاكتشاف

يُعرف التعلم بالاكتشاف (بالإنجليزية: Discovery learning) على أنه أسلوب تعليمي قائم على فكرة التعلم بدون تعليمات من المُعلم؛ حيث يتم فيه تشجيع المُتعلمين على توجيه عملية التعلم لديهم، وبناء المعرفة الخاصة بهم، واكتساب المعلومات، وتعلم كل ما هو جديد، بشكل ذاتي، وذلك عبر عمليات الاكتشاف، والبحث، وطرح الأسئلة والاستفسارات، وغيرها من الطرق التي تُحسن من فهمهم، وتساعدهم على حل المشكلات المطروحة، وإيجاد الحلول للأسئلة، وتكمن أهمية التعلم بالاكتشاف في أنه يجعل من عملية التعلم أكثر ابتكارًا، وأكثر إثارةً للاهتمام، إلى جانب تشجيعها المُتعلمين على التفكير، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ الفضل في ابتكار التعلم بالاكتشاف يُنسب إلى عالم النفس الأمريكي جيروم برونر (بالإنجليزية: Jerome Bruner)، الذي اعتبر أنّ هذه الأسلوب التعليمي يساعد المُتعلمين على اكتساب معرفةٍ عملية، يستفيدون منها لأقصى الحدود، كما أنّ التعلم بالاكتشاف يساعد في استبقاء هذه المعرفة عند المُتعلمين لفترة طويلة.^[١][٢]

أشكال التعلم بالاكتشاف

يتخذ التعلم بالاكتشاف ثلاثة أشكال عند تطبيقه في العملية التعليمية، وفيما يلي توضيح لأشكال وأنواع التعلم بالاكتشاف:^[٣]

• الاكتشاف المُوجه: يعتبر هذا الاكتشاف مناسبًا لطلاب الصف الأول وحتى الصف الرابع، ويقوم فيه المُعلم بتحديد كافة تفاصيل الخطوات التي على الطلاب القيام بها، ليقوموا بالمهمة التي عليهم تنفيذها، مما يُقيد من حرية الطلاب في عملية الاكتشاف مقارنةً بالأنواع الأخرى.
• الاكتشاف شبه الموجه: في هذا النوع من التعلم بالاكتشاف، يُزود المعلم الطلاب بتوجيهات عامة، أقل من التوجيهات الممنوحة في حالة الاكتشاف المُوجه؛ الأمر الذي يمنحهم قدرًا من الحرية في العملية التعليمية.
• الاكتشاف الحر: يعتمد هذا النوع من الاكتشاف على جهد المُتعلم بصورة كاملة، ولا يتم فيه توجيهه بأي شكلٍ من الأشكال، وبسبب تطلب الاكتشاف الحر خبرة ومستوى من الإتقان والفهم، يجب أن يكون المُتعلم قد سبق له ممارسة الاكتشاف المُوجه والاكتشاف شبه الموجه من قبل، واكتسب الخبرة اللازمة التي تساعده في عملية الاكتشاف في التعلم.

أهداف التعلم بالاكتشاف

هناك عدد من الأهداف والغايات، التي يُسعى من خلال تطبيق إستراتيجية التعلم بالاكتشاف في العملية التعليمية إلى تحقيقها، ومن الأمثلة على أبرز هذه الأهداف ما يلي:^[٤]

• تمكين الطلبة من اكتشاف القدرات والمهارات التي يتحلون بها.
• إتاحة الفرصة للطلاب بتجربة شعور الإنجاز وتحقيق الذات.
• إكساب الطلاب مهارات معالجة واكتساب المعلومات التي تفيدهم.
• تطوير مهارات البحث وحل المشكلات عند الطلاب.
• تعزيز المشاركة في عملية التعلم عند الطلاب.
• إشاعة العمل الجماعي بين المُتعلمين، وتعليمهم تقبل وجهات النظر المختلفة والاستفادة منها.

إيجابيات وسلبيات التعلم بالاكتشاف

وفيما يلي، استعراض لأهم إيجابيات وسلبيات تطبيق أسلوب التعلم بالاكتشاف:^[٥]

إيجابيات التعلم بالاكتشاف

تشمل أبرز هذه الإيجابيات ما يلي:

• يخلق التعلم بالاكتشاف لدى المُتعلم حافز لمواصلة عملية التعلم، ويزيد من ثقته من نفسه؛ بسبب قدرته على التعلم ذاتيًا.
• تعزيز قدرة المُتعلم على تذكر المعلومات التي يتوصل إليها لمدة طويلة.
• يُنمي التعلم بالاكتشاف لدى المُتعلم مبادئ الاعتماد على النفس، وعدم التبعية للغير في كل شيء.
• يُطور هذا الأسلوب التعليمي من المهارات العليا عند المُتعلم، والتي تشمل تحليل المعلومات، وتركيبها، وتقويمها.
• يُمكن التعلم بالاكتشاف المُتعلم من نقد أشكال المعرفة التي يتوصل إليها، وتطبيق مهارات التفكير الاستنتاجي والاستقرائي.

سلبيات التعلم بالاكتشاف

تشمل أبرز هذه السلبيات ما يلي:

• عدم إمكانية تطبيق استراتيجية التدريس على جميع المواضيع التعليمية.
• استغراق تطبيق التعلم بالاكتشاف وقت طويل، مما يعيق تطبيقها في البيئات التعليمية التي تحدد فترة زمنية معينة لتناول المواضيع.
• الافتقار في بعض الأحيان إلى الإمكانيات التي تسمح بتطبيق هذه الاستراتيجية في البيئات التعليمية.
• عدم ملائمة مستوى الطلاب التعليمي لتطبيق التعلم بالاكتشاف في بعض الأحيان، بسبب افتقارهم إلى المعرفة بالأساسيات والمفاهيم الضرورية المهمة لتطبيقها.