كيفية تعليم القراءة والكتابة للكبار

طريقة تعليم القراءة للكبار

إنّ تعلم الكبار للقراءة ليس أمرًا مستحيلاً، لكنه يختلف في بعض إجراءاتهِ عن طريقة تعليم الأطفال لها، وندرج في النقاط التالية خطوات طريقة تعليم الكبار القراءة بالترتيب، إلى جانب أهم تفاصيل كل طريقة:^[١][٢]

تقييم مستوى القراءة

تمثل هذه الخطوة أساس عملية تعليم الكبار للقراءة، ويُهدف منها اكتشاف إلى أي حدٍ هم قادرون على قراءة الكلمات، وربط الجمل، وتمييز الحروف وأصواتها؛ فهناك كبارٌ يجهلون القراءة بشكلٍ كامل، بينما منهم آخرون مستواهم ضعيف جدًا، أو جلُ ما يعرفونه هو الأحرف فقط، وبناءً على نتيجة تقييم قدرتهم على القراءة يمكن معرفة نقطة البدء بالتعلم، والأمور التي يجب التركيز عليها، ويمكن تقييم مستوى القراءة عند الكبار بعدة طرق، نذكر منها الآتي:

• الطلب من الكبار الراغبين بتعلم القراءة ولديهم خلفية بسيطة جدًا عنها محاولة قراءة نص ما أو كلمات متفرقة، وسؤالهم عن أصوات الحروف فيها، مثل سؤالهم ما هو صوت الحرف الأول من كلمة "باب"، وما هو صوت الحرف الأخير من كلمة "عَلَم".
• عرض مجموعة كلمات مختلفة تشترك جميعها بوجود صوت معين، والطلب منهم تمييزه، ومن الأمثلة على هذه الكلمات: "سُلّم"، "مدرسة"، "كرسي"، والتي تشترك بصوت حرف السين.
• اكتشاف ما إذا كان الكبار الراغبين بتعلم القراءة قادرين على قراءة الكلمات التي تتغير معانيها مع تَغير التشكيل، مثل "كَتَبَ" و "كُتُب".

البدء بتعلم الحروف وأصواتها

الخطوة الثانية في تعليم الكبار القراءة البدء بتعليمهم الحروف وأصواتها، ولا يجب أبدًا الانتقال من مرحلة التقييم إلى مرحلة تعليمهم الكلمات دون المرور بهذه الخطوة؛ فتعلم الكلمات يعتمد بشكل أساسي على الحروف وأصواتها، ومن الأمور التي يمكن اتباعها لضمان نجاح هذه الخطوة:

• تعليم الكبار كل حرف وصوته كلٌ على حدة، وعدم الانتقال إلى الحرف الآخر قبل التأكد من إتقانهم للحرف الذي قبله أولاً، كما تجدر الإشارة إلى أنّه يجب عدم تعليم الكبار الذين لا يعرفون القراءة الحروف وأصواتها مرة واحدة؛ بل على مهلٍ وتروي.
• التركيز في عملية تعليم الحروف وأصواتها على حاسة السمع والبصر عند الكبار، من خلال عرض شكل كل حرف باستخدام البطاقات، وتكرار قول صوت الحرف في كل مرة.
• تدعيم عملية تعليم الحروف وأصواتها بعرض كلمات على بطاقات تتضمن الحرف الذي يتم تعلمه، وقراءة الكلمة ببطء مع التركيز على الصوت، حتى يتم استيعابه سماعيًا وبصريًا.
• إجراء اختبار بسيط بعد تعلم كل حرف وصوته، وقد يتضمن الاختبار كلماتٍ يكون المطلوب تمييز حرفٍ معينٍ فيها من خلال تحديده على الورقة، أو قراءة صوته.

البدء بتعلم الكلمات

في هذه الخطوة، يتم تعليم الكبار تمييز الحروف التي تعلموها، ونطق أصواتها بترتيبٍ معين لتشكيل كلمات ذات معنى، وعلى المعلم في هذه الخطوة مساعدتهم من خلال إعطاء الأمثلة، ونطق أصوات الحروف، ونطق الكلمات التي شكلتها الحروف ببطء، وممارسة نطقها معهم، كما يجب على المعلم تشجيع الكبار على متابعة التدرب لتشكيل الكلمات، وتصحيح أي أخطاء يقعون فيها، وتوضيحها لهم، ومن الجدير ذكره أنه يمكن في هذه الخطوة أيضًا الاستعانة بكتب الأطفال، وقراءة نصوصها، التي تمتاز بسهولة كلماتها ومناسبتها لمستوى القراءة عند الكبار الذين ما زالوا يتعلمون القراءة.

تعزيز القدرة على القراءة بطلاقة

يمكن مساعدة الطلاب الكبار على القراءة بسرعة وبطلاقة بعدة طرق، نذكر منها الآتي:

• في البداية، لتحقيق الطلاقة في القراءة، يجب تشجيع الكبار على قراءة فقرة تتضمن عدة كلمات يستطيعون قراءة معظمها بصوتٍ مسموعٍ، وعلى المعلم تقديم ملاحظاته لهم وتصحيح أخطائهم، إلى جانب مساعدتهم في قراءة الكلمات التي يجدون صعوبة في تمييز أصواتها.
• لتوضيح مفهوم الطلاقة للكبار، يمكن للمعلم قراءة الفقرة بالشكل الذي يجب أن يتم فيه قراءتها، وخلال ذلك يصغي الكبار لقراءة المعلم بتركيز لاستيعاب اللفظ الصحيح للكلمات وأصوات الحروف فيها.
• يُنصح أيضًا أن يشجع المعلم الكبار على إعادة قراءة الفقرة عدة مرات وبصوتٍ عالٍ؛ حيث يعتبر هذا من أشكال التدرب التي يوصل الاستمرار عليها إلى مستوى الطلاقة.

زيادة المفردات والقدرة على فهم النصوص

لتعزيز قدرة الكبار الذين يتعلمون القراءة على فهم النصوص التي تقع بين أيديهم، إلى جانب زيادة مخزونهم من الكلمات والتعابير، يمكن اتباع الخطوات التالية:

• تزويد الكبار بكلمات جديدة في كل حصة، ويمكن أن يتراوح عددها من 6 إلى 10 كلمات في كل مرة، ولا يجب أن يكتفي المعلم بعرضها لهم فقط؛ بل يجب عليه توضيح معانيها، وتشجيعهم على توظيفها في جمل من إنشائهم.
• تشجيع الكبار على استخدام القاموس لمعرفة معاني الكلمات الجديدة التي يصادفونها في حياتهم اليومية، أو في أثناء تدربهم على القراءة من نصوص المصادر المختلفة.
• أما فيما يتعلق بزيادة قدرة الكبار على فهم النصوص، فيمكن لتحقيق هذا الطلب منهم إعادة صياغة النصوص التي يقرؤونها بكلماتهم الخاصة، ويمكن للمعلم مناقشتهم فيها، وطرح الأسئلة عليهم.

طريقة تعليم الكتابة للكبار

لا تختلف طريقة تعليم الكتابة للكبار كثيرًا عن طريقة تعليمهم القراءة، فكلتا الطريقتين تقومان على مبدأ التدرج في الخطوات، والتي تشمل كلاً من تعليم الكبار للحروف، ثم تعليمهم ربطها ببعضها لتشكيل الكلمات، ثم تمييز نصٍ أو فقرة مكونة من عدة كلمات وإدراك معانيها، وتاليًا توضيح لأهم خطوات تعليم الكبار الكتابة:^[٣][٤]

• تعريف الكبار أولاً بالحروف الأبجدية، من خلال عرض أشكالها عليهم ليقوموا بتمييزها، وتعريفهم على صوت كل حرف، وطريقة كتابته، وعلى المعلم في هذه المرحلة التركيز على جعل الكبار يدركون الفرق بين طريقة كتابة الحروف المتشابهة، مثل: "ت/ث" و "ج/ح/خ" و "ر/ز"، إلى جانب ضرورة تشجيعهم على التدرب على كتابة كل حرف.
• بعد إتقان الكبار للحروف، وتمكنهم من التمييز بينها، يتم الانتقال إلى مرحلة ربط الحروف ببعضها لكتابة كلمات ذات معنى، ومن المهم أن تكون الكلمات التي يتعلم الكبار كتابتها سهلة وقصيرة في البداية، وبعد إتقانها يتم الانتقال للكلمات متوسطة الصعوبة والطول، وأخيرًا إلى الكلمات الصعبة والطويلة.
• الخطوة التالية بعد التأكد من أنّ الكبار أصبحوا قادرين على ربط الحروف لكتابة الكلمات هي الانتقال لربط الكلمات ببعضها لتشكيل الفقرات، وتتطلب هذه الخطوة صبرًا من المعلم واستمراره بتشجيع المتعلمين الكبار على التدرب، إلى جانب تصحيح أخطائهم، وإخبارهم بالاستراتيجيات التي يمكنهم اتباعها لتلافي الوقوع في الأخطاء مرة أخرى في المرات القادمة.
• من المهم أن يمارس المتعلمون الكبار الكتابة بشكلٍ مستمر وألا ينقطعوا عنها، ومن صور هذه الممارسة "الإملاء"، والذي يشبه إلى حدٍ كبير الاختبار التقييمي الذي يلقن فيه المعلم الكبار كلماتٍ لكتابتها، واكتشاف نقاط القوة لديهم لتعزيزها، ونقاط الضعف لإصلاحها.