الفرق بين استراتيجية وطريقة التدريس

قد يخلط البعض بين بعض مفاهيم العملية الدراسية لا سيما تلك التي تتشابه في معناها، ويحصل اللبس الأكبر بين استراتيجية التدريس، وطريقة التدريس والأسلوب، مع وجود فوارق تتعلق بشمولية واعتماد إحداها عن الأخرى، فاستراتيجية التدريس هي المساحة الكبرى والأكثر شمولية التي تعتمد عليها كل من طريقة التدريس وأسلوبه، بالإضافة إلى أنّ الاستراتيجية هي ما يحدّد الطريقة والأسلوب الواجب اتّباعهما خلال الموقف التعليمي.^[١]

الفرق بين استراتيجية التدريس وطريقة التدريس

يكمن الفرق بين استراتيجية التدريس وطريقته في عدّة أمور توضّحها النقاط الآتية:^[١][٢]

تعريف كل منهما

• الاستراتيجية: تعرّف الاستراتيجية بأنّها خطة شاملة مكونة من مجموعة إجراءات ترمي إلى تحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف.
• الطريقة: تعرّف الطريقة بأنّها الإجراء العملي المتّبع، أو التحرّكات التي يقوم بها المعلّم للوصول للهدف.

ولتوضيح ذلك يمكنك تخيل كون الخطة الشاملة التي يضعها المعلم لإنجاز منهج معين بوصفها "استراتيجية"، أمّا ما يطبّقه من خطوات عملية يقدّم بها هذا المنهج فهي "طرق التدريس".

هدف كل منهما

ترمي الاستراتيجية لرسم خطة متكاملة لعملية التدريس كما يتصورها المعلم، أمّا الطريقة فتهدف إلى تنفيذ عملية التدريس بجميع دقائقه وتفاصيله داخل الغرفة الصفية.

مكوّنات كل منهما

تتكوّن الاستراتيجية بشكل عام من أربعة عناصر رئيسية وهي: الأهداف التدريسية، والإجراءات التي يقوم بها المعلم وينظّمها ويسيِّر بها الحصة، والجو التعليمي العام وتنظيم الحصة، واستجابات التلاميذ الناتجة كردود فعل لإجراءاته.

أمّا طرق التدريس فتتكون من إجراءات مختلفة لا يمكن حصرها ومن الأمثلة عليها: الكتابة على السبورة، مناقشة فكرة ما مع التلاميذ، إثارة دافعية الطلبة...إلخ^[١]

مدى كل منهما

يمتد مدى الاستراتيجية ليصل إلى أسبوع، أو شهر، أو فصل كامل، أمّا الطريقة فتُعنى بموضوع مجزّأ يقدّم في حصة واحدة، أو مجموعة حصص، أو جزء من الحصة.

الشمولية

تُعد استراتيجية التدريس أكثر شمولية بما تحويه من طريقة التدريس، فالطريقة إنّما هي جزء من الاستراتيجية لا أكثر.

أمثلة على كل منهما

أمثلة على استراتيجيات التدريس

لتلافي الخلط بين المذكورتين أعلاه ترد في النقاط الآتية مجموعة من الأمثلة على استراتيجيات التدريس على تنوّعها:^[١][٣]

• استراتيجية المناقشة والحوار
• استراتيجية المحاضرة
• استراتيجية القصص والحكايات
• استراتيجية العروض العملية
• استراتيجية التدريس بالاستكشاف

أمثلة على طريقة الدريس

فيما يلي أمثلة على اطرق تدريس معلّم موضوع الدائرة بعد تحديد الأهداف المرجوة من تدريسها:^[١]

• رسم بعض المنحنيات المغلقة التي تمثّل الدائرة، وأخرى لا تمثّلها.
• سؤال الطلبة عن أي من هذه المنحنيات يمثّل الدائرة.
• الطلب من التلاميذ تعداد أشياء تمثّل الدوائر من حولهم.
• مناقشة صفات الأشياء الدائرية التي اختاروها حتى يتوصلوا إلى تعريف الدائرة.

القواسم المشتركة بين الاستراتيجية والطريقة

رغم الفوارق التي سلف ذكرها بين الاستراتيجية والطريقة إلّا أنّهما تتطلبان من المعلم أن يكون في كلتا الحالتين ميسّراً للعملية التعليمية، حريصاً على إتاحة الفرصة للمتعلمين للتعلم الذاتي والتعاوني، وحريصاً على تنمية جميع جوانب شخصيّات طلبته.^[١]