إنّ عملية التدريس عملية تبادلية بطبعها تعتمد على أسس عدّة وهي المعلم، والطالب، والمادة التعليمية، والبيئة الصفية وغيرها من أمور، ويعتمد نجاح هذه العملية التعليمية على التفاعل القائم بين هذه العناصر بشكل متوازن، بالإضافة إلى اختيار طريقة التدريس المناسبة لإيصال ما يريد المعلم من معلومات، وتحقيقه للأهداف المرجوّة من العملية التعليمية بأسرها، ولاختيار الطريقة المناسبة أسس سيناقشها هذا المقال.[١]


العوامل المؤثرة في اختيار طريقة التدريس

تؤثر العديد من العوامل في اختيار المعلّم طريقة التدريس المناسبة، وهذه العوامل هي:[٢][٣]

قدرة المعلم وكفاءته

تختلف الطرائق التي يستخدمها المعلمون من معلم إلى آخر تبعاً لشخصية المعلم نفسه، ونظرته للعملية التعليمية، وما يمتلكه من خبرة في المادة التعليمية، وقدرته على تكييف الطرائق لعرضها، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة التي تربطه بالمتعلمين، ومهاراته الشخصية.[٤]


طبيعة المادة التعليمية

يجب على المعلّم دراسة طبيعة المادة التعليمية وتفاصيلها الدقيقة لتحديد ما يناسبها من طريقة تدريس، ففي الحين الذي قد تنجح فيه بعض الطرائق في إيصال معلومات مادة ما، وتحقيق أهدافها تفشل طرائق أخرى، إذ ليس من المنطقي مثلاً الاقتصار على طريقة المحاضرة في شرح بعض التمرينات البدنية، أو المسائل الرياضية.


طبيعة الأهداف التعليمية المرجوّة

تتنوّع الأهداف المرجوّ تحقيقها من كل مادة تعليمية ما بين أهداف تربوية وسلوكية، وهو ما يتحكم بطريقة التدريس المعتمدة من قبل المعلم، فإن كان الهدف إدراكياً مثلاً قد يلجأ المعلم لاتّباع طريقة إدراكية مثل المحاضرة في عرض المادة، أمّا إن كان الهدف ذا طبيعة شعورية فيحبّذ أن يلجأ لطريقة المناقشة والحوار.


توفّر الوقت

يتحكم الوقت ومدى اتّساعه باختيار الطريقة التدريسية المناسبة، إذ تحتاج بعض طرائق التدريس -التفاعلية على الأغلب- إلى وقت كبير، فيما لا تحتاج طرائق أخرى مثل المحاضرة إلى وقت طويل، وهذا ما يحدّده الوقت المتاح للمعلم.


العمر الزمني للمتعلمين

يتوجب على المعلم الذكي مراعاة العمر الزمني لمتعلّميه أثناء اختيار الطريقة المناسبة لعرض مادته، ففي الحين الذي قد تلقى فيه بعض الوسائل جذب انتباه المتعلمين الكبار تبدو هذه الطرائق نفسها مملّة ومشتتة للتركيز للمتعلمين الصغار، ومن الأمثلة على ذلك نجاح استخدام طريقة المحاضرة مع طلبة التعليم العالي، وفشلها على الأغلب مع طلبة الابتدائية، إذ يُنصح المعلم في الحالة الثانية باختيار طرق تدريس أخرى مثل العرض، وحل المشكلات، والتعليم التعاوني وغيرها.


عدد المتعلمين في الصف

يلعب عدد المتعلمين المتواجدين في الفصل دوراً مهماً في اختيار طريقة مناسبة للتدريس، إذ قد يعيق العدد الكبير منهم تطبيق طرق معيّنة فيما قد تعين قلّة عددهم على استخدام طرق أخرى، وينصح باللجوء إلى طريقة المناقشة والحوار في حال كان عدد المتعلمين 25 متعلّماً كحد أقصى، أمّا إن زاد عن ذلك فينصح باستخدام طريقة المحاضرة مثلاً أو حل المشكلات.


الوسائل المتاحة

تشكّل الوسائل التعليمية حجر الأساس في طريقة التدريس، إذ قد يحول عدم توفّر وسائل تعليمية معيّنة بين المعلّم وبين قدرته على تطبيقه طريقة تدريس ما رغم مناسبتها، وبالتالي فإنّ وفرة الوسائل التعليمية تُعتبر عاملاً مهمّاً في اختيار المعلم لواحدة من طرائق التدريس المتّبعة.


المراجع

  1. "العوامل المؤثرة في اختيار طريقة التدريس"، كيو يو، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022.
  2. أ.العالية حبار، "دور المعلم في اختيار الطرائق التعليمية الناجحة في التدريس"، جامعة أبي بكر بلقايد، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022.
  3. د. إسراء حامد، "مفهوم طريقة التدريس ومعايير اختيارها"، يوبابيلون، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022. بتصرّف.
  4. فاطيمة ميروخ، هالة بوغابة، التدريس الحديثة.pdf?sequence=1&isAllowed=y طرق التدريس الحديثة، صفحة 22-23.