مفهوم استراتيجية القبعات الست
في العام 1985، نشر عالم النفس والطبيب المالطي إدوارد دي بونو (بالإنجليزية: Edward de Bono) كتابًا بعنوان قبعات التفكير الست (بالإنجليزية: Six Thinking Hats)، عرض فيه استراتيجيةً تحمل نفس عنوان الكتاب، عمل على تطبيقها في مجال عمله كمستشارٍ للوكالات الحكومية، وقد أراد من التطرق لهذه الاستراتيجية ونشر الكتاب عنها الترويج لها، باعتبارها واحدةً من أكثر استراتيجيات حل المشكلات الجماعية فعاليةً، والتي يمكن تطبيقها في جميع جوانب الحياة، بما فيها التعليم؛ الأمر الذي أدى لتبنيها كإحدى أساليب التدريس، وتُعرف استراتيجية القبعات الست على أنها طريقة تستخدم لحل المشكلات، من خلال النظر إليها من وجهات نظرٍ مختلفة، والتفكير بأساليب جديدة تخالف الأساليب المعتادة، وتجربة طرق جديدة أيضًا لحل المشاكل، بغرض التوصل إلى الحلول المناسبة، ويتمثل كل نمطٍ من أنماط التفكير بلون قبعةٍ معين، وعلى من يرتديها تبني هذا النمط، والتفكير والمشاركة على أساسه.[١][٢]
دلالات القبعات الست للتفكير
كما ذكرنا سابقًا؛ فإن كل قبعة من القبعات الست، لها لونٌ معين، وكل لونٍ من هذه الألوان يشير إلى نمط تفكيرٍ محددٍ كذلك، والغاية من تنوع ألوان القبعات جعل المُتعلمين في المجموعات التي تهدف لحل المشكلات يفكرون بطرقٍ مختلفة، ويشاركون آراءهم مع الآخرين، وتاليًا توضيحٌ لدلالات القبعات الست للتفكير:[٣][٤]
- القبعة البيضاء: يرمز لون هذه القبعة إلى التفكير الحيادي، ويجب أن يتسم من يرتديها بالموضوعية، من خلال عدم تبني أي موقف أو رأي معين، بخصوص الموضوع المطروح، وعدم الشعور بأي شكل من المشاعر بخصوصهِ أيضًا، ويتولى الشخص الذي يرتدي القبعة البيضاء مهمة البحث على المعلومات، وعرضها، ولا سيما تلك التي تتعلق بالأرقام والإحصاءات.
- القبعة السوداء: ترمز القبعة السوداء إلى التفكير السلبي، ويتولى صاحبها مهمة انتقاد كل فكرة ورأي، وعرض سلبياتها، بالإضافة إلى اتباع نهجٍ قائم على التشاؤم بشكل كامل، يجعله يفند كل ما يتم طرحه منطقيًا، والتفكير بالخسائر والأخطار، واحتمالية عدم النجاح، دون السماح للتفاؤل بالتدخل في تفكيرهِ بأي شكلٍ كان.
- القبعة الصفراء: ترمز القبعة الصفراء إلى التفكير الإيجابي، ويركز صاحب هذه القبعة على الإيجابيات، ويدحض السلبيات، وأي شكلٍ من أشكال التشاؤم، ويمتاز بتفاؤله، واعتماده على المنطق لدعم وقبول الآراء والأفكار، ويسعى بشكلٍ عام إلى تقليل احتمالية عدم النجاح، ورفع احتمالية عدم الفشل.
- القبعة الخضراء: ترمز القبعة الخضراء إلى التفكير الإبداعي، ولا يهاب من يرتديها خوض المجازفات في سبيل الخروج بأفكار جديدة؛ فمهمته تتمثل في توظيف إبداعه بشتى الطرق وباستخدام مختلف الوسائل حتى يأتي بتجارب، ومفاهيم، وأفكار غير مألوفة يمكن الاستفادة منها.
- القبعة الحمراء: ترمز القبعة الحمراء إلى التفكير العاطفي، ولا ينظر من يرتديها إلى الموضوع من منظور المعلومات والحقائق المثبتة، وينظر بدلاً من ذلك إليه من منظور المشاعر، والعواطف، والانفعالات؛ بمعنى أنّه يتناول الموضوع وجوانبه عاطفيًا وإنسانيًا، وليس منطقيًا، وتكون مهمته التعبير عنه حسب ما تُمليه مشاعرهُ عليه.
- القبعة الزرقاء: ترمز القبعة الزرقاء إلى التفكير المُوجه، أو الشمولي، أو المُنظم، ويتولى من يرتدي القبعة الزرقاء مسؤولية إدارة نشاطات التفكير التي تجري بين أصحاب القبعات وتحديدها، كما يتولى أيضًا مهمة تحديد المشكلة من الأساس، وما الذي سيتم القيام به لحلها.
تطبيق استراتيجية القبعات الست في التدريس
لتطبيق استراتيجية القبعات الست في الفصل الدراسي، لا بدّ من اتباع عددٍ من الخطوات، والتي تشمل ما يلي:[٥]
- تحديد المشكلة أو الموضوع لمناقشته: أول خطوة من خطوات تطبيق استراتيجية القبعات الست هي قيام المعلم بتحديد المسألة أو القضية التي سيتم مناقشتها في النشاط الجماعي، وعليه اختيارُ مشكلة مناسبة، ليس لها إجابة معينة أو إجابة واحدة؛ بمعنى أن تقبل المشكلة طرح أكثر من إجابة مختلفة بخصوصها، حتى تتناسب مع التنوع في أنماط التفكير الذي تتضمنه هذه الاستراتيجية.
- تشكيل المجموعات: يجب أن تتضمن كل مجموعة 6 طلاب، وذلك كي تتناسب مع عدد القبعات، ولكن في حال كان عدد الطلاب قليلاً، فيمكن في هذه الحالة الطلب من بعض الطلاب استخدام أكثر من قبعة تفكير واحدة في كل مجموعة، أما في حال كان عدد الطلاب كبيرًا، فيمكن أن يستخدم القبعة الواحدة أكثر من طالب.
- توضيح الاستراتيجية: من المهم للغاية ألا يبدأ الطلاب بتطبيق استراتيجية القبعات الست دون أن تكون كل تفاصيلها واضحة ومفهومة لهم، ولهذا على المعلم الحرص قبل بدئهم النشاط شرحه لهم، وشرح نمط تفكير كل قبعة.
- تحديد تسلسل القبعات: هناك تسلسل معين يُنصح المعلم بتحديده للطلاب فيما يتعلق بتسلسل أنماط التفكير التي تدل عليها القبعات وألوانها، ويمتاز بأنه يساعد في تسيير النشاط بشكلٍ مُنظم، وتحفيز النقاش بين الطلاب، ويشمل ترتيب هذه التسلسل ما يلي: القبعة الزرقاء- القبعة البيضاء-القبعة الخضراء-القبعة الصفراء-القبعة الحمراء-القبعة السوداء.
- متابعة نشاط الطلاب: لا يجب على المعلم الوقوف بعيدًا عن طلابه عند تطبيق استراتيجية القبعات الست؛ بل عليه التجول بين المجموعات وملاحظة تفاعلها، ومساعدتها في حال ظهور أي مشكلة تجد صعوبة في حلها، أو جزئية غير مفهومة.
مزايا استراتيجية القبعات الست في التدريس
إنّ لتطبيق استراتيجية القبعات الست في العملية التعليمية العديد من الفوائد والإيجابيات، والتي من أهمها الآتي:[٦]
- تعزيز قدرة الطلاب على اتخاذ القرارات الجماعية.
- تشجيع الطلاب على التفكير خارج الصندوق، وتوليد أفكار جديدة.
- تحسين الأداء المدرسي للطلاب.
- تعليم الطلاب مهارات القيادة.
- منح الطلاب فرصاً متساوية للمشاركة في الفصل الدراسي عند تطبيق هذه الاستراتيجية.
- تعليم الطلاب التفكير الشامل، الذي لا يقتصر على جوانب معينة دون الأخرى.
- تعليم الطلاب احترام الآراء الأخرى والمخالفة.
- تمكين الطلاب من تطوير مهارات التفكير الناقد لديهم.
المراجع
- ↑ [https://www.mindtools.com/pages/article/newTED_07.htm#:~:text="Six Thinking Hats" is a,about how to move forward. "Six Thinking Hats"], mindtools, Retrieved 26/9/2022. Edited.
- ↑ "Put On Your (Six) Thinking Hats", educationworld, Retrieved 26/9/2022. Edited.
- ↑ منال عبد الجبار السماك، وبشار عز الدين السماك، فاعلية استراتيجيات القبعات الست في تحسين جودة الأداء لعضو هيئة التدريس في التعليم العالي، صفحة 589-591. بتصرّف.
- ↑ هـالة محمد عيسى عبد الدايم دياب ، ستراتيجية قبعات التفكير الست كمدخل لتعليم مفاهيم التعبير والتواصل لأطفال المؤسسات الإيوائية، صفحة 398-399. بتصرّف.
- ↑ "How To Use Six Thinking Hats In The Classroom?", edugage, Retrieved 26/9/2022. Edited.
- ↑ "HOW TO USE SIX THINKING HATS IN THE CLASSROOM", proessaywriter, Retrieved 26/9/2022. Edited.