تُعرّف الخرائط الذهنية على أنّها استراتيجية تقوم على ربط المعلومات المقروءة بشكل خريطة ممزوجة بالأشكال، والألوان، والصور، والعبارات، وتستخدم لتمثيل أفكار فرعية متّصلة بفكرة رئيسية واحدة تأخذ الحيّز الأكبر وسط هذا المخطط المشع، بهدف توضيح العلاقات والروابط القائمة بينها.[١]


أهمية الخرائط الذهنية للمتعلم

تنبع أهمية الخرائط الذهنية ممّا تحقّقه من نتائج إيجابية تنعكس على المتعلّم، ومنها:[٢][٣]

تبسيط الأفكار المعقدة

تُستخدم الخرائط الذهنية في فهم المواضيع المعقدة كثيرة الأجزاء؛ لأنّها تسهم في تبسيطها والتخطيط لها بشكل أكبر فاعلية كما أثبتت الدراسات، بالإضافة إلى تقديمها بجودة أكبر، وهيكل أكثر تناسقاً واتزاناً، لذا يُنصح باستخدام هذه التقنية قبل البدء بعملية الكتابة.


تعلّم المزيد من المفاهيم

كثيرة هي أنماط التعلم التي يتلقّاها الفرد في حياتها، فمنها ما هو نظري بحت يؤدي عدم ربطه بمفاهيم أخرى إلى نسيانه على الفور، ومنها ما هو هادف يُكتسب ويتم ربطه بمعارف ومفاهيم أخرى، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه الخرائط الذهنية التي تسعى إلى ربط معرفة الفرد الجديدة بمعرفته الحالية باعتبار ذلك لبّ العملية التعليمية الناجحة.


تحسين العروض التقديمية

إنّ التعبير عن مفهوم معيّن بالصور والرموز يتطلّب قدراً عالياً من فهم هذا المفهوم والتعمّق فيه، كما في الخرائط الذهنية، وهو ما يزيد من فرصة استيعاب المتعلّم للمفاهيم التي يرسمها بيده، وهذا الأمر يساعد الشخص على تقديم وجهة نظره بصورة أفضل أثناء العروض التقديمية، والإجابة على الأسئلة الموجّهة خلالها بكفاءة، بالإضافة إلى أنّه يسهّل فهم المادة المعروضة من قبل الجمهور.


أداء مجموعة متعدّدة من المهام

تصلح الخرائط الذهنية لمرونتها للاستخدام في مهام متعدّدة ومختلفة مثل الدراسة، وتصوّر المشاريع، والعصف الذهني، ومراجعة المواد وغيرها من الأمور.


حل المشاكل

إنّ النظر لموضوع ما نظرة فاحصة وشاملة يوضّح العلاقات والروابط بين جميع جزئياته، ويمكّن الفرد من استكشاف العلاقات بين الأفكار فيه، ويمنحه منظوراً جديداً للتعامل مع مشكلاته وحلّها بكفاءة أكبر، لا سيما أنّ تقنية الخرائط الذهنية تعزّز من مهارات التفكير النقدي، والتفكير الشامل للدماغ.


مراعاة أنماط التعلم المختلفة

يضمن استخدام تقنية الخرائط الذهنية مراعاة معظم أنماط التعلّم، فينسجم خلالها الطلبة البصريين الذين يتعلّمون بواسطة الصور والأشكال، والحركيين الذين يتعلّمون بواسطة أيديهم، وبطيئي التعلم، بالإضافة إلى الطلبة اللغويين الذين يتعلمون بواسطة الكلمات، مما يعني أنّ كل طالب سيجد فرصته في التعلّم في هذه التقنية.


تكوين بنية معرفية متكاملة

تساعد الخرائط الذهنية المتعلّم على تكوين بنية معرفية يقف فيها على تفاصيل المادة العلمية، ويحوّل فيها المفاهيم المجرّدة إلى مخططات ينظّمها بشكل يجد فيه كفايته، ممّا يسهّل تعامله مع مضامين هذه المادة، ويزيد من استيعابه لها.[٤]


تحسين الكفاءة

إنّ تأثّر بعض المهارات مثل العصف الذهني، والتخطيط، والتواصل، والاستيعاب إيجاباً نتيجة استخدام الخرائط الذهنية يترتب عليه تحسن عام في كفاءة الفرد وإنتاجيته، وذلك كونها مهارات حيوية مؤثرة.


تنمية التفكير الإبداعي

تعمل الخرائط الذهنية على تنمية التفكير الإبداعي لدى الفرد، ويكون ذلك بابتكاره للمخطط العام للخريطة الذهنية، وما تحويه من تفاصيل وروابط تساعد الفرد على تجاوز التفكير الخطي النمطي المتمثّل بالقفز من فكرة إلى أخرى، والاستعاضة عنه بتفكير متعدّد الوجهات.


زيادة قوة التركيز

يتطلّب تحويل المادة التعليمية المكتوبة إلى أخرى مرسومة وممثلة بمخطط تفاعلا كبيرة مع هذه المادة، وهو ما يوصل المتعلّم إلى درجات عليا من التركيز والانتباه، لا سيما مع حرصه على أن يكون مخططه هذا مادة منظّمة يسهل استيعابها.


الاحتفاظ بالمعلومات لمدة أطول

تشير الدراسات إلى أنّ قدرة الدماغ على التعامل مع الصور أكبر من قدرته على التعامل مع الكلمات، ولأن لخرائط الذهنية تعتمد على استخدام الرموز، والصور، والأسهم، والألوان بالإضافة إلى أنها معدّة بيد المتعلم نفسه، فإنّ ذلك يرسّخ المعلومة في ذهنه ويجعلها أقرب للتذكّر والاستدعاء.


تنشيط جانبي الدماغ

تعمل الخرائط الذهنية على ربط فصيّ الدماغ ببعضهما البعض، بل وعلى تنشيطهما باستخدام الصور، والألوان، والخيال (وهي مهارات الفص الأيمن) والمعلومات اللفظية، والأعداد، والمنطق (مهارات الفص الأيسر)


أهمية الخرائط الذهنية بالنسبة للمعلم

تنبع أهمية الخرائط الذهنية بالنسبة للمعلم فيما يأتي:[٤]

  • مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة.
  • تسهيل إعداد الاختبارات بالنظر إلى جزئياته وتفصيلات مواضيعه الواردة فيها.
  • توثيق البيانات والمعلومات من مصادر بحثية مختلفة.
  • اختزال الكلمات واختصارها بما يضمن التركيز لدى الطالب وسهولة الفهم.
  • توسيع فكرة الموضوع وزيادة إمكانية توليد أفكار جديدة تتعلّق به.








المراجع

  1. طارق عبد الرؤوف، الخرائط الذهنية ومهارات التعلم، صفحة 21.
  2. "8 science-backed benefits of mind mapping", cacoo, Retrieved 8/3/2022. Edited.
  3. "Why mind mapping works: the benefits of mind mapping", ayoa., Retrieved 8/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب طارق عبد الرؤوف، الخرائط الذهنية ومهارات التعلم، صفحة 40-43.