يُقصد بالدافعية في التعلم هي بذل جهد كبير في سبيل نشاط تعليمي له معنى، فهي جهود يبذلها الطالب لتحقيق مستوى عالي من النجاح والوصول إلى الأهداف المنشودة، إذ إنّ الدافعية في التعلم تُحرر الطاقة الانفعالية وتُحفز على النشاط،[١] وفي هذا المقال ستتعرف على أهم النظريات المرتبطة بالدافعية في التعلم وأهميتها وأنواعها.


أهم نظريات الدافعية في التعلم

من أهم نظريات الدافعية في التعلم ما يأتي:


النظرية الارتباطية (Association theory)

تهتم هذه النظرية في شرح الدافعية في ضوء السلوك البشري ومكوناته، أيّ المثير والاستجابة، وقد كان ثورنديك من أوائل العلماء الذين أشاروا لقانون الأثر، فهذه النظرية ترى بأنّ البحث عن الإشباع أحد دوافع تعلم الاستجابات في أثناء حدوث موقف معين، فالمتعلم لديه دافع للتعلم يتمثل في تحقيق الإشباع والابتعاد عن الألم.[٢]


النظرية المعرفية (Cognitive theory)

تُؤكد هذه النظرية على أنّ الإنسان كائن عاقل يمتلك إرادة حرة يستطيع من خلالها اتخاذ القرار المناسب، فهو لا يستجيب للحوادث الخارجية والمثيرات بشكل تلقائي، بل هناك عوامل أخرى تُؤثر في السلوك، مثل: المقصد، والنية، والتوقع، كما يُوجد عند الإنسان دوافع تتمثل في سعيه لفهم البيئة الخاصة به وحب الاستطلاع والفضول.[٣]


نظرية التحليل النفسي (Psychoanalysis theory)

تفترض هذه النظرية بأنّ هناك ثلاثة أمور منظمة داخل المتعلم، وهي: الهو، الأنا، الأنا العليا، وهذه المنظمات هي ما تدفعه لتحقيق رغباته، وتُحفزه للمضي قدمًا، فهي تتصل بالمجتمع المحيط بالفرد ودوره فيه، والأنا تُمثل الجهاز التنفيذي له، والأنا العليا ترتبط بنشأته ونموه.[٤]


أهمية الدافعية في التعلم

تكمن أهمية الدافعية في التعلم فيما يأتي:[٥]

  • معرفة الدوافع الأولية والثانوية

تُساعد الدافعية في التعلم على معرفة الفرد دوافعه الأولية والثانوية؛ لتفسير السلوكيات وزيادة الفهم للقرارات، وهذا من شأنه أن يُساهم في معرفة المعلمين أيضًا لشخصيات الطلبة وفهمها.

  • تعديل سلوك الأفراد

ويكون ذلك من خلال الوصول إلى السلوك المرغوب به بعد التحكم بالدوافع، ويتم ذلك عادةً من خلال مبدأ بريماك الذي ينص على إقران السلوك غير المرغوب به عند الطالب بسلوك لا يرغبه الطالب، مثل: إقران مشاهدة التلفاز بتحضير الواجب المدرسي.

  • إيجاد حل للمشكلات

إنّ الدافعية في التعلم تُساعد على تحديد المشكلات، والسعي لإيجاد حل لها بطريقة مثالية.

  • اختصار الوقت في التعلم

إنّ معرفة الدوافع تختصر الوقت والجهد الخاص في التعلم، لوضوح الرؤية، مما يُمكّن الطالب من تعلم مهارات جديدة.


أنواع الدافعية في التعلم

يُقسم العلماء الدافعية إلى نوعين، هما كالآتي:[٥]

  • الدافعية الداخلية

إذ إنّ طاقات الطلبة وتوجهاتهم النابعة من رغباتهم الذاتية هي التي تدفعهم إلى العمل والسعي للتقدم والنجاح.

  • الدافعية الخارجية

إذ إنّ المصادر الخارجية هي التي تدفع الطلبة في بعض الأحيان إلى سلوك معين، مثل: الظروف الخارجية والبيئة المحيطة، وهنا يكون التعلم سطحيًا وغالبًا ما يكون الطالب متدني التحصيل.

المراجع

  1. أريج ناصر الرويثي، دافعية التعلّم لدى طالبات المرحلة المتوسطة في مدارس التعليم العام بالمدينة المنورة، صفحة 5. بتصرّف.
  2. فاطمة عبد الرحيم النوايسة، أساسيات علم النفس، صفحة 266. بتصرّف.
  3. مبراك موسى ، الدافعية تعاريفها، أنواعها، أهميتها، وظائفها، نظرياتها، وعلاقتها بالتعلم المدرسي، صفحة 338. بتصرّف.
  4. أسماء عبد الرحمن حسين ، مجلات الأطفال وتنمية القيم الأخلاقية للأطفال، صفحة 91-92. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مبراك موسى ، الدافعية، تعاريفها، أنواعها، أهميتها، وظائفها، نظرياتها وعلاقتها بالتعلم المدرسي، صفحة 332-333. بتصرّف.