إنّ النظريات التي حاولت تفسير سلوك الفرد وتطوره عديدة، وهذا بهدف تفسير العمليات العقلية وتطور طريقة التفكير وتفاعل الفرد مع محيطه، ومن هذه النظريات: نظرية بياجيه في النمو المعرفي، والتي ستتعرف عليها أكثر من خلال المقال الآتي.


مفهوم نظرية بياجيه في النمو المعرفي

نظرية بياجيه في النمو المعرفي؛ هي نظرية طوّرها عالم النفس والفيلسوف السويسري جان بياجيه، ينطلق من خلالها حول عدة افتراضات خاصة بالنمو، إذ إنّ هذه الفرضيات هي الأساس الذي يُمكن من خلاله فهم عمليات النمو، وأهم هذه الفرضيات تتضمن ما يأتي:[١]

  • يُولد الإنسان وهو مستعد للتفاعل مع البيئة

وهذا الأمر يُمثل البنية الأساسية التي يتمكن من خلالها النمو والتفاعل، فالطفل عندما يُولد يكون قادرًا على المص والرضاعة وسماع الأصوات المختلفة، فهذا الأمر يُشكل لديه نقطة البداية للتفكير والمعرفة.

  • تكون الاستعدادات عبارة عن أفعال انعكاسية

حيث إنّ الاستعدادت في بداية حياة الطفل والتي تُمكنه من التفاعل مع محيطه قابلة للسيطرة والضبط والتنوع عبر مراحل النمو المختلفة.

  • يلعب الاستكشاف دورًا محوريًا في عملية النمو

إذ يتشكل الاستكشاف وفق تسلسل منطقي، حيث لا يُدرك الطفل ما فجأةً، وإنّما يكون الاعتماد في ذلك على الخبرات التراكمية.

  • تُشكل المرحلة أحد المفاهيم الأساسية لعملية النمو

إذ يرى بياجيه أنّ النمو يسير من خلال أربعة مراحل متسلسلة، وتمتاز كل مرحلة من هذه المراحل بخصائص معرفية.

  • تكون نهاية كل مرحلة بداية تشكل المرحلة القادمة

إذ يتطور النمو المعرفي وفقًا للتسلسل الذي يتخذ المنحنى التكاملي، فالخبرات التي تتشكل في المرحلة السابقة تُصبح أحد خصائص المرحلة القادمة.

  • تُسيطر كل مرحلة على استراتيجيات تفكير محددة

إنّ كل مرحلة من المراحل يُسيطر عليها بنى معرفية معينة تتطور مع مرور الوقت إلى أساليب تفكير جديدة.

  • تسير المراحل وفقًا للعمر الزمني

أيّ أنّ كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الفرد خلال تطوره المعرفي ترتبط ببلوغه سن معين.


العوامل المؤثرة في نظرية بياجيه في النمو المعرفي

هناك عدة عوامل مؤثرة في نظرية بياجيه في النمو المعرفي تتضمن ما يأتي:[٢]

  • النضج

يرتبط النمو المعرفي بالجهاز العصبي والحركي لدى الفرد، لذلك يتطلب نضجًا في نمو العضلات والأعصاب.

  • التفاعل مع البيئة المادية

إنّ تفاعل الطفل مع المكونات المادية في محيطه يزيد من خبرته، وبالتالي يتمكن أكثر من التفكير المعقد.

  • التفاعل مع البيئة الاجتماعية

إنّ قدرة الفرد على توظيف اللغة والتواصل مع زملائه في الصف أو تفاعله مع المعلم مؤشر على تطوره المعرفي.

  • التوازن

إذ يرتبط التوازن بالتنظيم الذاتي والاستيعاب، فمثلًا حالة البكاء عند الطالب تكون تعبيرًا عن التوتر والقلق الذي يُعاني منه، وذلك له علاقة بقدرته على التوازن.


مراحل نظرية بياجيه في النمو المعرفي

تشمل مراحل النمو المعرفي ما يأتي:[٣]

  • المرحلة الأولى: مرحلة النمو الحسي الحركي

هذه المرحلة تمتد إلى سن الثانية، ويتميز بها النمو المعرفي على أنّه حسي حركي، ويلعب الجهاز العصبي دورًا كبيرًا في نمو الطفل، إذ يحتفظ بالصور الذهنية، وتتحول الأفعال الآلية إلى أفعال هادفة تمر بست مراحل، وهي كالآتي:

  • مرحلة الانعكاسات الأولية.
  • مرحلة ردود الأفعال الأولية.
  • مرحلة ردود الأفعال الثانوية.
  • مرحلة التنسيق بين ردود الأفعال الثانوية.
  • مرحلة ردود الأفعال الثلاثية.
  • مرحلة استدخال المفاهيم الأولية.
  • المرحلة الثانية: مرحلة ما قبل المفاهيم

تستمر هذه المرحلة من سن الثانية وحتى السابعة، وتتميز بالتفكير الرمزي، حيث يتمكن فيها الفرد من فهم الأحداث المنفصلة كوحدة واحدة، ويُصبح أكثر قدرةً على التعبير والتواصل الاجتماعي.

  • المرحلة الثالثة: مرحلة المفاهيم

وهذه المرحلة ترتبط بسن المراهقة، إذ يستطيع الفرد من خلالها التحرر من كونه طفلًا إلى التمركز حول الذات، ويستطيع تحليل المشكلات وإدراكها، إلى جانب القدرة على الحفظ والتصنيف والترتيب.

  • المرحلة الرابعة: مرحلة العمليات العقلية الشكلية

وهذه المرحلة تكون ما بعد سن المراهقة، حيث يصل فيها الفرد إلى أعلى ما يُمكن إنجازه وتحقيقه، ويُدرك خلالها العلاقات التبادلية والتفكير العياني.

المراجع

  1. عماد الزغول، نظريات التعلم، صفحة 242-243. بتصرّف.
  2. رافد قاسم هاشم، بياجيه والارتقاء المعرفي، صفحة 1016. بتصرّف.
  3. حسين عبد الفتاح الغامدي، نظرية بياجيه في النمو المعرفي، صفحة 2-4. بتصرّف.