إنّ الطالب يمر بعدد من المراحل التعليمية التطورية، إذ تتميز كل مرحلة بخصائص فريدة عن المراحل الأخرى، ولكنها تبقى مكملةً لبعضها البعض، وفي هذا المقال ستتعرف على مراحل التعليم وما يتصل بها.


المرحلة المعرفية

هي المرحلة الأولى حسب تقسيم عالم النفس بول فيتس، وفيها يتم بيان مدى قدرة الطلاب على تطوير مفاهيمهم المعرفية، والتي يُبنى من خلالها استجابات المتعلم الحركية،[١] وفي هذه المرحلة يكون دور المعلم تزويد الطلبة بالمعلومات الأساسية لتنمية المثيرات الرئيسة لديهم، وجذب انتباههم عن طريق التنويع في الأساليب والاستراتيجيات التعليمية.[٢]


على سبيل المثال؛ عندما يُقرر المعلم تعليم الطلبة الكتابة والقراءة، فإنّه يبدأ بتعليمهم الأبجدية وطريقة نطقها، فهُنا يُعرف المعلم الطلاب بأساسيات البدء بإتقان القراءة والكتابة،[٢] وتتميز هذه المرحلة من التعلم بكثرة أخطاء المتعلم، لذلك يجب على المعلم تكثيف جهوده بتقديم تغذية راجعة ومستمرة تُراعي تسلسل الطلاب في التعلم.[٣]


يظهر على المتعلم في هذه المرحلة القلق، إذ تدور في ذهنه العديد من الأسئلة، وتكون الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال المعلم، وما يُقدمه للطلاب من توجيهات وأساليب تعليمية متنوعة، فالتعلم البصري واللفظي يكون حاضرًا بقوة، ويُؤثر بشكل مباشر على المتعلم.[٣]


المرحلة الترابطية

هي ثاني مراحل التعلم، ويتم فيها التركيز على صقل وتهذيب المهارات البارزة في شخصية المتعلم، إذ يُظهر الطلاب في هذه المرحلة سلاسة وانسيابية، والخطأ يستمر في هذه المرحلة بصورة أقل من المرحلة المعرفية، ولكن ما يبدو واضحًا هو قدرة الطلاب على تحديد أخطائهم بأنفسهم وتصحيحها اعتمادًا على المهارات التي يكتسبونها.[٣]


على سبيل المثال؛ عندما يبدأ المتعلم بإتقان الحروف الأبجدية، ويتعلم كيفية كتابة الكلمات وتهجئتها، سيتعرض في البداية إلى صعوبة في القراءة أو الكتابة، ولكن مع مرور الوقت يبدأ بإيجاد الطرق الصحيحة وتصويب الخطأ لنفسه بسلاسة ويسر، حتى يصل لمرحلة قادرًا فيها على ربط المعلومات القديمة بما يتعلمه ويكتسبه من معلومات وأفكار جديدة.[٣]


بالإضافة إلى ما سبق، يُلاحظ أيضًا في هذه المرحلة بروز الجانب الإدراكي لدى المتعلم، وهذا مؤشر على تطور الطالب، وفي هذا الصدد يجب أن يمنح المعلم الطلاب الوقت للتطور بشكل جيد، ومنح الطلاب التغذية الراجعة عن طريق التنويع في أساليب التقويم، وملاحظة المهارات التي تجعل كل طالب مميزًا لتعزيزها.[٢]


المرحلة الذاتية

تُسمى هذه المرحلة أيضًا بالمرحلة الاستقلالية، إذ يصل المتعلم إلى مرحلة إتقان المهارات والمعلومات وتوظيفها بشكل صحيح وتلقائي وانسيابي دون أخطاء وبدقة عالية،[١] ويعتمد المتعلم في هذه المرحلة على الخبرات التي اكتسبها، فمثلًا يُصبح قادرًا على قراءة أيّ نص على نحو تلقائي دون تلعثم أو حل أيّة مسألة رياضية بشكل مباشر.[٢]


في ضوء ما سبق، إنّ المرحلة الذاتية أو الاستقلالية تتميز أيضًا بأنّها أكثر ديناميكيةً من المراحل الأخرى، فسرعة الاستجابة فيها عالية ولا إرادية، تكون بصورة متتابعة، ويظهر على الطلاب الثبات والقدرة على فهم الهدف من التعلم، فمهارة التركيز حاضرة بقوة والوعي بالنتائج أيضًا.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب مازن عبد الهادي أحمد ومازن هادي كزار، قراءات متقدمة في التعلم والتفكير مدخل في علوم الحركة لطلبة كليات ومعاهد، صفحة 34-35. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج يوسف لازم كماش، نايف زهدي الشاويش، التعلم الحركي و النمو الإنساني، صفحة 191-193. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث وسام عبد الحسين وسامر متعب، التعلم الحركي وتطبيقاته في التربية البدنية والرياضية، صفحة 20-22. بتصرّف.