ما دور المعلم في إدارة الصف؟

دور المعلم في إدارة الصف

تُعرف إدارة الصف (بالإنجليزية: Classroom management)، أو كما تُسمى أيضًا بالإدارة الصفية، على أنها مجموعةٌ متنوعة من المهارات والأساليب التي يقوم المعلم بتطبيقها في الفصل الدراسي، لتهيئة بيئة تكون مناسبة للتعلم، وعندما يلتزم المعلم بالإدارة الصفية، فإنه في هذه الحالة يحدد لطلابه توقعاتٍ عليهم الالتزام بها، وتتضمن هذه التوقعات قواعد، يترتب عليها إجراءات وعواقب، يتم اتخاذها بناءً على ما يصدر عن الطلاب من سلوكيات، والغرض من كل هذه الإجراءات التي يقوم بها المعلم ضمن إطار الإدارة الصفية هو خلق بيئة تعليمية، تنعكس بشكلٍ إيجابي على الطلاب، ويحققون فيها أفضل النتائج، وبناءً على ما سبق ذكره، يصح القول إن دور المعلم في إدارة الصف أساسي ومحوريٌ، ويتطلب هذا منه بذل جهدٍ كبير للقيام بها على أحسن وجه؛ فإلى جانب الجهد المطلوب من المعلم بذله لإدارة الصف، يجب أن يتحلى بعددٍ من السمات التي تساعده في ذلك، مثل الصبر، وإدارة الوقت، والالتزام بالقواعد، فضلاً عن ذلك، يتم الاعتماد على المعلم في الإدارة الصفية لتحقيق عددٍ من الأهداف، التي تصب في مصلحة العملية التعليمية وأطرافها، ومن أهم هذه الأهداف: غرس النظام عند الطلاب بالشكل الذي ينعكس إيجابيًا على البيئة التعليمية، وتعزيز النمو الاجتماعي والنفسي عند الطلاب، بالإضافة إلى الحد من السلوكيات السيئة والتخريبية،^[١] وبالتالي منع تأثيرها السلبي على وقت الحصص الدراسية.^[٢][٣]

استراتيجيات إدارة الصف للمعلم

إنّ نجاح المعلم في إدارة الصف يعتمد على الطرق والاستراتيجيات التي يتبعها لتحقيق ذلك، وفيما يلي،^[٤] استعراضٌ لعدد منها:^[٥][٦]

• بناء علاقة قوية مع الطلاب: يكون هذا من خلال التعرف على الطلاب، كل واحد على حدة، وتكوين علاقة معهم قائمة على الثقة والتفاهم؛ الأمر الذي يساهم في تقليل سلوكياتهم السيئة، وتحسين مستوى تحصيلهم الدراسي.
• تجنب معاقبة الصف بأكمله: عند ظهور أيٍ من السلوكيات السلبية في الفصل الدراسي، يجب محاسبة الطلاب المعنيين، وتجنب معاقبة الطلاب الذين لن يرتكبوا أي مخالفات، لأن القيام بهذا الأمر قد يفاقم من مثل هذه السلوكيات.
• التعاون مع الطلاب: يمكن التأسيس للتعاون مع الطلاب من خلال مناقشة أهداف التعلم التي يرغبون بتحقيقها في الفصل الدراسي، وأخذها بعين الاعتبار، والعمل على تحقيقها معهم.
• تحديد القواعد في الفصل الدراسي: من المهم مراجعة قواعد الفصل الدراسي مع الطلاب، وتوزيعها عليهم، كما يجب أيضًا الحرص على أن تكون هذه القواعد واضحة وبسيطة، ومناسبة في أسلوبها؛ بمعنى أنه بدلاً من استخدام أسلوب النهي والأمر في عرض هذه القواعد للطلاب، يتم عرضها على شكل تعليمات مباشرة، مثل: بدلاً من إخبار الطالب "لا تتبادل الأحاديث الجانبية"، يتم الطلب منه: "ارفع يدك للمشاركة في المناقشات من فضلك".
• السماح للطلاب بالاختيار: عند منح الخيارات للطلاب، فإنّ هذا يعزز من تقبلهم لما يتم طرحه في الفصل الدراسي، ومن الأمثلة على الخيارات التي يستطيع المعلم منحها لهم تخييرهم بين القيام بالمهام في الفصل، أو في المنزل، أو تخييرهم بين المشاريع الجماعية والمشاريع الفردية، وهكذا.
• مدح الطلاب: بدلاً من اقتصار التعامل مع الطلاب الذين تصدر عنهم سلوكيات سيئة على تصحيح أفعالهم، على المعلم اغتنام الفرصة في كل مرة يظهرون فيها سلوكًا مقبولاً لمدحهم، وتتمثل أهمية هذه الطريقة في أنها تعزز من تكرارهم للسلوكيات الإيجابية، كما أنها تشعرهم بأنهم موضع اهتمامٍ وتقدير من طرف المعلم.
• الإعلان عن أسباب العقاب: عندما يقوم المعلم بمعاقبة طالبٍ ما، عليه ألا يترك بقية الطلاب في حيرة بخصوص الأسباب التي استوجبت ذلك، وعلى المعلم في هذه الحالة الإعلان لهم بصراحة عن السبب الذي أدى إلى ذلك (المخالفة التي قام بها الطالب)، ومن ثم يخبرهم عن تأثير ما حصل عليه، أي أنّ الأمر أشعره بالإحباط أو الحزن، وبعدها يتابع شرح الدرس، ويدعو الطلاب للتركيز في ما يجري تعلمه.
• عدم شخصنة الأمور: على المعلم ألا يأخذ سلوكيات الطلاب على محملٍ شخصي، وألا يجعلها تؤثر فيه سلبيًا، والقيام بدلاً من ذلك بالتجاوب معها عبر القيام بتحديد أسبابها، إلى جانب البحث عن الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الطالب المعني (الذي تصدر عنه السلوكيات التخريبية).
• التفاعل مع الطلاب: ذكرنا أنّ تأسيس علاقاتٍ متينة مع الطلاب مهم لإدارة الصف، ومن الأساليب الأخرى المشابهة التفاعل مع الطلاب، من خلال قضاء أوقات معهم خارج الفصل الدراسي، مثل تناول الغداء معهم في فترة الاستراحة، ولهذا الأسلوب انعكاساتٌ إيجابية، من أبرزها أنها تقوي العلاقة بين المعلم وطلابه، كما أنها تعزز شعور الطرفين بالراحة تجاه التواجد معًا.
• مشاركة التجارب الشخصية: عندما يشارك المعلم تجاربه الشخصية مع الطلاب، فإنّ هذا الأمر هو الآخر يعزز من علاقتهما، ويجعل الطلاب يدركون أنّ معلمهم هو كأي شخص آخر، يمتلك أفكارًا وخبرات، كما أنّ هذا الأمر يجعل الطلاب أكثر انفتاحًا مع المعلم، وقد يشاركون معه الأمور الخاصة بهم.

أخطاء يرتكبها المعلم في إدارة الصف

هناك أخطاءٌ قد يرتكبها المعلم في الإدارة الصفية، ومعرفة هذه الأخطاء هي السبيل إلى تجنبها، وبالتالي تحقيق نتائج جيدة في إدارة الصف، ومن الأمثلة على هذه الأخطاء الآتي ذكره:^[٧][٨]

• ضعف التواصل مع الطلاب، مما يعيق إيصال توقعات المعلم والأهداف المرجو تحقيقها في الفصل الدراسي بشكل سليم وواضح إليهم.
• عدم وضع جدول يساعد الطلاب على الالتزام بروتين محدد فيما يخص مهامهم في الفصل الدراسي؛ الأمر الذي قد ينجم عنه حالة من الفوضى والارتباك في الصف.
• ضعف الروابط الاجتماعية بين الطلاب أنفسهم، وعدم اهتمام المعلم بتقويتها.
• الاعتماد بشكل كامل على المكافآت الملموسة لتحفيز الطلاب على التعلم والانضباط في الفصل الدراسي؛ الأمر الذي قد يجعلهم لا يلتزمون بمثل هذه الأمور دون مكافآت.
• عدم تنظيم الغرفة الصفية وترتيبها، وإبقائها في حالة فوضوية.
• عدم إقامة علاقات مع الطلاب؛ الأمر الذي يؤثر بشكلٍ سلبي على علاقتهم مع المعلم، وعلى تحصيلهم الدراسي.
• عدم استخدام الموارد والأدوات المناسبة في الفصل الدراسي لإيصال المعلومات إلى الطلاب وتوضيحها.
• اختيار المعلم إما أن يكون ذا شخصية لطيفة، أو ذا شخصية صارمة بالكامل، دون أن يفكر في أن يجمع بين هاتين الصفتين معًا، بما يتناسب مع طبيعة المواقف التي يواجهها.
• عدم الاكتراث لمخالفات السلوك الصغيرة التي تصدر عن الطلاب؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقمها مع مرور الوقت.
• معاقبة الطلاب على أخطائهم بطرق غير منطقية أو مفيدة، لا تسمح لهم بالتعلم من أخطائهم.
• اقتصار التركيز فقط على السلوكيات السلبية التي تصدر عن الطلاب، دون الاهتمام بما يصدر عنهم من سلوكيات إيجابية، أو حتى الاهتمام بتشجيعها.