نظريات تعلم اللغة

نظريات تعلم اللغة

يُقصَد بنظريّات تَعلُّم اللغة الآراء والفرضيّات التي وضعها اللغويّون والفلاسفة في تفسير آليّة تعلُّم اللغة واكتسابها، وهي ثلاثة: النظريّات الفطريّة والبيئيّة والتفاعليّة.

النظريات الفطرية (Nativist Theories)

هي النظريّات التي تفترض أنّ الإنسان لديه قدرةٌ بيولوجيَّةٌ على تعلّم اللغة، حيث يعتقد منظِّروها أنّ أجزاءً من الدّماغ البشريّ مسؤولةٌ عن تعلُّم اللغة. وتنقسم هذه النظريّات إلى ثلاثة أقسام.^[١]

نظرية تشومسكي بخصوص القواعد العمومية Universal Grammar

يرى تشومسكي أنّ الطّفل يُولد وهو يمتلك معرفةً عامّة باللغة، وسمّى هذه المعرفة بـِ "القواعد العموميّة"، وهي عبارة عن مجموعةٍ من المبادئ والخصائص التي تشترك فيها اللغات الإنسانيّة كافّة، وقد استندَ في ذلك إلى دليلَيْن:^[٢]

• المصدر النظريّ (Driven-Theory): يرى أنّه من الضروريّ أن يكون هناك مخزونٌ معرفيّ كامن لدى كلّ إنسان يوضّح منطقيّة سرعة تعلّمه للغة بشكلٍ تراكميّ.
• المصدر التجريبيّ (Driven-Data): يركّز هذا المصدر على دراسة البُنى اللغوية للغات كافّة؛ بهدف استنتاج التباين الموجود بينَ كلٍّ منها، واستنباط مبادئ عامّة وخاصّة توضّح هذا الاختلاف.

نظرية كراشن: النموذج الموج Model Monitor The

تتلخّص نظريّة كراشن في خمسِ فرضيّات كالآتي:

• فرضية الاكتساب والتعلم: (The Acquisitio -Learning hypothesis): تعني نظرية الاكتساب أنّ المتعلم يتعلم اللغة بشكل لاواعي أثناء تواصله الاعتياديّ اليوميّ، أمّا نظرية التعلم فهي أن تتأتّى اللغة للمتعلّم بشكل مباشر وموجَّه بشكلٍ منظّم، مثل التعليم المدرسيّ.^[٣]
• فرضية التدرج الطبيعي في اكتساب اللغة (The Natural Order hypothesis): يرى كراشن أنّ تعلّم اللغة يتمّ بطريقة تراكميّة يمكن ملاحظتها، حيث يخزّن الدماغ التراكيب اللغوية ويكتسبُ أسهلها ثمّ أصعبها.^[٤]
• فرضية المر اقب اللغوي (The Monitor hypothesis): يُشير مصطلح المراقب اللغوي إلى عقل المتعلّم الواعي الذي يقوم بمراقبة المُخرجات اللغوية وتقويمها قبل النّطق بها.^[٥]
• فرضية المدخالت اللغوية (the input hypothesis): يشترط كراشن في التراكيب اللغوية أن تكون سهلة مفهومة ذات معنى واضح حتى تكونَ قابلة للتعلّم بسرعة.^[٦]
• فرضية الراشح الانفعالي (The Affective Filter hypothesis): تفترض هذه الفرضيّة وجود حاجز بين المتعلّم واللغة، فكلّما كانت دافعيّة المتعلم للتعلّم عالية، أمكنَه ذلك من تعلُّم اللغة أسرع من غيره.^[٧]

النظرية المعرفية (Theory Cognitive)

تقوم هذه النظريّة على مجموعةٍ من المبادئ، أهمُّها:^[٨]

• التعلّم عمليّة معقّدة تحتاج إلى أساليب مختلفة لتخزين المعلومات وتعزيز القدرة اللغويّة.
• إنّ تعلّم لغة ثانية يحتاج إلى أداء لغويّ عالٍ يسمحُ فيما بعد للمتعلّم بأن يؤدّيه بشكل آليّ.
• يقوم الدّماغ بإعادة تقويم التمثّلات اللغويّة الداخليّة تناسبًا مع تغيّر القدرة اللغويّة للمتعلّم.

النظريات البيئية (Environmentalist Theories)

تفترض هذه النظريّة أنّ تعلّم اللغة يحصل نِتاجًا عن بيئة الإنسان ومحيطه، وبذلك ترى أنّ اللغة هي شكل من أشكال السّلوك الذي يُمكن أن يُكتَسب مثله مثل غيره من السلوكيّات، ومن تلك النظريّات البيئيّة المعاصرة: نظريّة شومان، التي اتّجهت إلى دراسة آليّة تعلّم اللغة في ضوء العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة والنفسيّة، بدلًا من دراستها من منظور لغويّ تحليليّ.^[٩]

النظريات التفاعلية (Interactionist Theories)

ترى هذه النظريّة أنّ فَهم عمليّة التعلّم اللغويّ يحتاج إلى أكثر من نظريّة، لذلك فقد اتّجهت إلى الدّمج بين النظريّات البيئيّة والفطريّة لتفسير كيفيّة تعلّم اللغة واكتسابها، وإحدى أبرز هذه النظريّات: نظريّة قفون (Givon)، حيث طرحَ قفون منهجًا لغويًّا أسماه: "التحليل النحوي التصنيفي الوظيفي"، يقول إنّ الخطاب اللغويّ في اللغات جميعًا يُمكن أن يكون له نمط مشترك يُفسّر سبب سهولة تعلّم اللغة واكتسابها.^[١٠]