تعريف نظريات التعلم
تعد نظريات التعلم (بالإنجليزية: Learning theories) من الأمور الأساسية في العملية التعليمية، ويمكن تعريفها على أنها مجموعة من المفاهيم المتنوعة التي تتمحور حول عملية التعلم، وتقوم بمراقبة، ووصف، وشرح، وتوجيه هذه العملية، وتعرف نظريات التعلم أيضًا على أنها العمليات التي تتم من خلالها عملية التعلم، والتي تزود المعلمين بأنماط/نماذج للتعلم، لاستخدامها في الفصول الدراسية لتحقيق أفضل المخرجات التعليمية.[١]
ومن التعريفات الأخرى التي تتناول مفهوم نظريات التعلم، تلك التي تصفها على أنها أفكار ومبادئ تتعلق بطرق تعلم الطلاب للمعلومات، وحفظهم لها، وتقدم هذه المبادئ للمعلمين أطرًا تعليمية مختلفة يمكنهم استخدامها للتكيف مع التنوع في احتياجات الطلاب وأنماط تعلمهم، بالإضافة إلى الاحتياجات الأكاديمية؛ أي أنّ نظريات التعلم تساعد الطلاب، مهما اختلفت قدراتهم على التعلم، على استيعاب الدروس، كما تساعد المعلم على ضبط سلوكهم، مما يساعد على خلق بيئة تعليمية مناسبة.[٢][٣]
أنواع نظريات التعلم
هناك العديد من أنواع نظريات التعلم التي يمكن تطبيقها في الفصل الدراسي، إلا أنّ هناك نظريات تعد الأبرز والأكثر تطبيقًا، وفيما يلي استعراضٌ لها:[٤]
النظرية المعرفية (Cognitive theory)
تركز على تفعيل مشاركة الطلاب في عملية التعلم بشكلٍ كامل، وجعلها مشاركة بناءة وطويلة الأمد، مما يسهل عليهم عملية التعلم، والتفكير، تذكر المعلومات، خاصةً أنّ هناك من جوانبها ما يركز أيضًا تقوية الذاكرة عند الطلاب، من خلال ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات التي يعرفونها مسبقًا؛ أي أنّ النظرية المعرفية تهدف لجعل التعليم هادفًا وفعالاً، بعيدًا عن أسلوبي التكرار والحفظ.[٥]
النظرية السلوكية (Behavioral theory)
تقوم النظرية السلوكية على فكرة أن تعلم الطلاب يتأثر بالقوى الخارجية في بيئة التعلم، وتتمثل هذه القوى في هذه الحالة بالتعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي؛ حيث يمكن تعليمهم المعلومات والسلوكيات من خلال منحهم المكافآت (التعزيز الإيجابي) عندما ينجحون في تعلم شيءٍ ما، أو استخدام التعزيز السلبي معهم (العقاب) لجعلهم يغيرون سلوكهم للأفضل.[٦][٧]
النظرية البنائية (Constructivism theory)
تنص النظرية البنائية على أنّ الطالب يبني معرفته الخاصة، ويتعلم المفاهيم الجديدة، بناءً على المعرفة السابقة الموجودة لديه؛ أي أنّ المعارف الجديدة عند الطلاب تُبنى على أساس المعارف السابقة، ويمكن للطلاب في هذه الحالة اكتشاف الروابط التي تجمع بين المعلومات القديمة السابقة وتلك الجديدة، وذلك لتوسيع فهمهم للعالم دائم التغير.[٨]
النظرية الترابطية (Connectivism theory)
تعتبر من النظريات المبتكرة، وتقوم على فكرة أنّ الطلاب يتعلمون بشكلٍ أفضل من خلال التنقل بين الشبكات الرقمية باستخدام التكنولوجيا لتعلم المعلومات؛ حيث تعزز طريقة التعلم هذه من مخرجات العملية التعليمية، وتجعل عملية التعلم أكثر استقلالية، كما تتيح مجالاً أكبر للطلاب للتعاون، والحوار، وتبادل مختلف وجهات النظر، مما يعزز لديهم مهارات صنع القرار، وحل المشكلات، واستيعاب المفاهيم المعقدة.
النظرية الإنسانية (Humanistic theory)
تنص هذه النظرية على إشراك الجوانب الإنسانية للطالب في العملية التعليمية، بما في ذلك المشاعر، والفكر، والمهارات الاجتماعية، والمهارات العملية، بالشكل الذي يساهم في تلبية احتياجات الطلاب باعتبارها أولوية قصوى، وتنمية الدافع للتعلم لديهم، باعتبار أنّ التعلم من الأمور الفطرية عند الإنسان.[٩]
أهمية نظريات التعلم
تتمثل أهمية نظريات التعلم وتطبيقها في عدد من الأمور، مثل:[٣][٤]
- تحسين قدرة الطلاب على تعلم المهارات والمفاهيم الجديدة.
- توفير أساليب تعلم مختلفة، تساعد المعلمين على تحقيق فهم أفضل لطريقة تعلم طلابهم.
- مساعدة المعلمين على تطوير أساليب تعليمية أكثر شمولية، تساعد الطلاب على تحقيق النجاح الأكاديمي.
- تحسين مخرجات العملية التعليمية بشكل ينعكس إيجابًا على الطلاب، ويساهم في زيادة الثقة بالنفس واحترام الذات.
- مراعاة الفروقات بين الطلاب، والتكيف معها بشكل يلبي متطلباتهم التعليمية، ومن الأمثلة على هذه الفروقات الوقت الذي يستغرقه الطالب في التعلم، والتحديات التعليمية التي يواجهها.
- تمكين أطراف العملية التعليمية من التواصل مع بعضهم بشكل أكثر فعالية، بما في ذلك المعلمون، والطلاب، وحتى أولياء أمورهم، ومدراء المدارس.
تطبيق نظريات التعلم
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تطبيق نظريات التعلم، وفيما يلي استعراضٌ لعددٍ منها:[٥][١٠]
- تشجيع العمل التعاوني بين الطلاب، لإتاحة المجال لهم لتعلم الأشياء من وجهات نظر مختلفة، ومن أشكال العمل التعاوني بين الطلاب المشاريع الجماعية، والعمل في مجموعات لحل المشكلات.
- مساعدة الطلاب على فهم الدروس، وربط المعلومات التي يتعلمونها بحياتهم، ومن الطرق التي تساعد على ذلك طلب المعلم منهم بعد انتهاء الدرس أن يضعوا أهدافًا خاصة بهم لنفس اليوم الذي تعلموا فيه الدرس بناءً على ما تعلموه.
- إبقاء الطلاب على اطلاع بخصوص تقدمهم وتقييمه، من خلال إطلاعهم على درجاتهم الدراسية، مما يجعلهم على علمٍ بنقاط القوة، ونقاط الضعف التي عليهم العمل لتحسينها.
- تشجيع الطلاب على التعلم من خلال تجارب العالم الحقيقي، مثل الرحلات الميدانية الافتراضية، واختبار الأشياء في الفصل الدراسي، بالإضافة إلى تعليمهم طريقة توظيف ما يتعلمونه خارج الفصل الدراسي.
المراجع
- ↑ "Learning Theories: Understanding How People Learn", Illinois Open Publishing Network, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ↑ "Learning theories: Definition and characteristics every educator should know.", learningbp, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ^ أ ب "Learning Theories: Theories of Learning in Education", National University, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ^ أ ب "What Is a Learning Theory? 5 Types for the Classroom", indeed, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ^ أ ب learning involves long-lasting,not involve repetition or memorization. "Cognitivism Learning Theories: A Teachers Guide", structural-learning, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ↑ "What is Behaviourism and How to Use it in the Classroom?", blog.teamsatchel, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ↑ in education, or behavioral,process of reinforcement and punishment. "Behaviorism in Education: What Is Behavioral Learning Theory?", National University, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ↑ "What is constructivism?", Western Governors University , Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ↑ In the humanistic approach,must come from the learner. "Learning Theories", The National Center for Biotechnology Information, Retrieved 25/11/2023. Edited.
- ↑ "5 educational learning theories and how to apply them", University of Phoenix, Retrieved 25/11/2023. Edited.