إنّ النظريات التي درست السلوك الإنساني كثيرة، حيث إنّ السلوك المتعلق بالإنسان هو ناتج عن التعلم وأثره، ومن هذه النظريات التي تدرس السلوك البشري هي نظرية بافلوف في التعلم، وفي هذا المقال ستتعرف عليها أكثر.


تعريف حول نظرية بافلوف في التعلم

نظرية بافلوف في التعلم؛ تُسمى أيضًا بنظرية الارتباط الشرطي، وهي نظرية وضعها العالم الروسي إيفان بافلوف، ويقوم أساسها على عملية الارتباط الشرطي، والتي تتخلص بأنّه يُمكن لأيّ مثير محايد التأثير في جسم الإنسان ونفسيته، وذلك في حال عدم وجود مثير آخر يُثير استجابة منعكسة وطبيعية،[١] وهذه النظرية ساهمت في التأثير ببعض المواقف التعليمية والتربوية.[٢]


بالإضافة إلى ما سبق، تُعد نظرية بافلوف في التعلم نقطة الانطلاق للتجارب والبحوث الأخرى في مجالات التربية وعلم النفس، حيث اعتمد فيها بافلوف على التجريب على الحيوانات؛ وذلك بهدف التمييز بين المثيرات،[٢] حيث أجرى عملية جراحيةً لكلب فتح من خلالها ثقبًا في خده، وأدخل أنبوبة زجاجية، وتصل بين فتحات الغدة ووعاء يتجمع فيه اللعاب.[١]


بعد أن قام بهذه العملية قدّم مثيرًا محايدًا وهو صوت الجرس، ولكن لم تحدث أيّة استجابة لهذا المثير أيّ لم يحدث إفراز باللعاب، وبعد بضع ثوانٍ قدّم له الطعام، وسجّل جهاز فرز اللعاب كمية اللعاب المسالة، وبهذا حدث مزاوجة بين المثير الصناعي والطبيعي، بحيث عندما يتم تقديم هذه المثيرات للكلب سيُدرك بأنّ الطعام قادم إليه.[١]


المفاهيم الأساسية في نظرية بافلوف في التعلم

أهم المفاهيم الأساسية في نظرية بافلوف في التعلم ما يأتي:[٣]

  • المثير غير الشرطي

هو المثير الذي ينتج عنه استجابة غير منظمة أو متعلمة.

  • الاستجابة غير الشرطية

هي الاستجابة الطبيعية التي ينتج عنها المثير غير الشرطي.

  • المثير الشرطي

هو المثير المحايد القادر على إحداث استجابة شرطية.

  • الاستجابة الشرطية

هو نتيجة اقتران المثير الشرطي مع المثير غير الشرطي.

  • التنبيه

ويُسمى أيضًا: الكف أو الاستثارة، وهو اقتران المثير المحايد مع المثير غير الشرطي، وأصبح مثيرًا شرطيًا.

  • تعميم المثير

هو الاستجابة للمثيرات المتشابهة دون أن يكون المتعلم قادرًا على الاختيار بين المثيرات.

  • الانطفاء

هو التوقف عن الاستجابة للمثيرات التي لم تعد تُعطي تعزيزات.


التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف في التعلم

من التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف في التعلم ما يأتي:[٢]

  • استخدام عملية الاقتران في التعليم

وذلك من خلال تعليم الأطفال بعض الكلمات والمصطلحات، من خلال إحداث اقتران بين الأشكال والكلمات الدالة، حيث إنّ المثير الطبيعي هو الشكل المألوف، والكلمات الدالة تكون المثير الشرطي.

  • استخدام مبادئ التمييز والتعميم

وذلك لتفسير مظاهر التعلم عند الإنسان؛ كاستخدام أسئلة اختيار من متعدد في الامتحانات، فيُميز الطالب بين الإجابات المختلفة وأشكالها.

  • استخدام مبدأ التعزيز الجزئي والكلي

وهذا المبدأ يفيد الطلاب الذي يُعانون من التأخر الدراسي.

  • استخدام مبدأ الاشتراط المضاد

وذلك لتكوين استجابات مرغوبة مكان الاستجابات غير المرغوبة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت عبد الكريم الكبيسي، نظرية الاشتراط الكلاسيكي، صفحة 3-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت أيوب دخل الله، التعلم ونظرياته، صفحة 152-154. بتصرّف.
  3. علي حسين حجاج، نظريات التعلم، صفحة 69-72. بتصرّف.