طرق التعامل مع الطفل الخجول في الصف

يعتبر الخجل من المشاكل التي قد يعاني منها الطلاب في المدرسة، وتؤثر هذه المشكلة على تلقيهم للتعليم من عدةٍ نواحٍ؛ فالخجل قد يرافقه افتقار الطفل للثقة بالنفس، فضلاً عن أنه كثيرًا ما يتردد في السؤال عن الأمور التي لا يفهمها، وقد يعيقه الخجل كذلك عن التعبير عن آرائه وأفكاره، ومشاركتها، ومن مهام وأدوار المعلم انتقاء الطرق والاستراتيجيات الصحيحة للتعامل مع الطفل الخجول في الغرفة الصفية، وفي النقاط التالية،[١] استعراضٌ لعدد منها:[٢][٣]

  • الجلوس في المقاعد الأمامية: يجب على المعلم عدم السماح للطالب الخجول باختيار مقعده، وجعله عوضًا عن ذلك يجلس في المقاعد الأمامية؛ لأنه قد يختار مكانًا منزويًا يُقصيه أكثر عن المشاركة والتفاعل، وتكمن أهمية هذه الطريقة بأنها تقرب الطالب الخجول من المعلم، وتشجعه على التفاعل مع الطلاب الآخرين.
  • التواصل غير اللفظي: هذه الطريقة هي من الخطوات الأولى التي تمهد لمساعدة الطفل على تجاوز خجله، ولا تتضمن تواصلاً لفظيًا قد يشعر الطالب بالتردد إزاءه، ولكنها مهمة للبدء في تكوين علاقة ثقة بين الطالب والمعلم، ومن الأمثلة على طرق التواصل غير اللفظي في هذه الحالة طلب المعلم من الطالب الخجول وضع ورقة ملاحظات لاصقة، أو ما يشبهها، على الدرج عندما يحتاج إلى المساعدة، بالإضافة إلى تشجيع الطلاب الآخرين في الفصل على المشاركة باستخدام طرقٍ ووسائل لا تتضمن تواصلاً لفظيًا، مثل بطاقات الإجابات، أو إيماءات الرأس.
  • اختيار الطالب الخجول للمشاركة: عندما يطرح المعلم سؤالاً، وتبدأ أيدي الطلاب بالارتفاع للمشاركة، قد يتردد الطالب الخجول بالقيام بذلك، وعلى المعلم في هذه الحالة تشجيعه على المشاركة والإجابة، حتى وإن لم يرفع يده، ومن إيجابيات هذه الطريقة أنها تشجع جميع الطلاب على التفكير في الأسئلة المطروحة، من خلال إظهار أنّ المعلم يختار جميع الطلاب للمشاركة؛ سواءً أكانت الأيدي مرفوعة أم لا.
  • تعيين المهام: من الطرق الأخرى للتعامل مع الطفل الخجول في الصف، طلب المعلم منه القيام بالمهام، فهذه الطريقة تمنحه فرصة التعبير عن قدراته، وتشجعه على التفاعل الاجتماعي.
  • تكوين مجموعات مع الأصدقاء: في هذه الطريقة، على المعلم أن يلاحظ مَن مِن الطلاب الآخرين يرتاح الطفل الخجول حوله، وبعدها يقوم بإشراكهما معًا ليتعاونا في مناقشةٍ أو مشروع ما، أو يمكن للمعلم إجلاس الطفل الخجول بجانب هذا الطالب؛ حيث يُشعر هذا الأمر الطالب الخجول بمزيدٍ من الراحة، ويشجعه على التحدث أمام الطلاب الآخرين.
  • بناء الثقة بين المعلم والطالب: يكون هذا من خلال قيام المعلم بتخصيص وقت للتحدث مع الطالب الخجول، وذلك لتعزيز علاقتهما، وعلى المعلم أن يدرك جيدًا أنّ خجل الطالب ليس متعمدًا؛ بل هو سمةٌ في شخصيته، أو سببه افتقاره إلى الثقة بالنفس، وعندما يتحدث معه على انفراد، فإنه يظهر أنه مهتمٌ به رغم خجله، ويساعده على علاج مشكلته هذه، عبر توضيح أنّ الخجل من الأمور الطبيعية، وأنه يمكن علاجه عبر المشاركة والتفاعل أكثر في الفصل الدراسي.
  • التحلي بالصبر: على المعلم أن يدرك جيدًا أنّ الطالب الخجول لا يستطيع حل مشكلته في ليلة وضحاها، وعليه التحلي بالصبر بخصوصه، ولا يستعجله، وذلك لكي يشعر بالراحة للمشاركة، ولا يشعر أنه مجبر على فعل الأشياء دون إرادةٍ منه.
  • طرق أخرى للتعامل مع الطفل الخجول: نذكر منها:
  • خلق بيئة صفية آمنة يمكن للطالب الخجول الانخراط فيها دون تردد أو خوف من الانتقادات.
  • إشراك الطالب الخجول في مجموعات صغيرة لتشجيعه على التعبير عن أفكاره بدايةً أمام عدد أقل من الطلاب.
  • منح الطلاب الخجولين الفرصة للاستعداد والتحضير قبل أن يشاركوا شيئًا أمام الفصل الدراسي بأكمله.
  • استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي عندما يبادر إلى المشاركة في الفصل، وذلك من خلال إظهار المعلم اهتمامه بما يقوم به الطالب، لتشجيعه على مواصلة السلوك.


محظورات التعامل مع الطفل الخجول في الصف

هناك عددٌ من الأمور التي على المعلم تجنب القيام بها عند تعامله مع الطفل الخجول في الغرفة الصفية،[٤] وفيما يلي استعراضٌ لعدد منها:[١][٥]

  • عدم الاعتقاد أنّ خجل الطالب هو أمر متعمد من طرفه، وأنه من أشكال التمرد، وعليه يتم معاملة الطفل كما لو كان من الطلاب الأشقياء؛ حيث قد يسبب هذا تفاقمًا في المشكلة التي يعاني منها الطالب الخجول.
  • عدم وصم الطالب بالخجل، وإسماعه تعليقات، مثل "لا تخجل"، أو "لماذا أنت خجول للغاية"، فوصمه يزيد من شعوره بالإحراج، ويفاقم مشكلته أيضًا.
  • عدم إجبار الطالب رغمًا عنه على المشاركة أو القراءة بصوتٍ عالٍ أمام الفصل.
  • عدم توقع أن يتخلى الطالب الخجول عن سمته هذه في وقتٍ قصير.
  • عدم طرح أسئلة صعبة على الطلاب الخجولين.


أسباب الخجل عند الطلاب

هناك عددٌ من الأمور التي تساهم في جعل الطالب خجولاً في الصف، ومن أبرزها الآتي ذكره:[٦]

  • الوراثة: بمعنى أن يرث الطالب الخجل من أفراد أسرته.
  • التعرض للانتقادات: الانتقادات، والمضايقات، والتنمر؛ جميعها قد تكون من أسباب خجل الطفل، إذا كان مصدرها الأهل والأصدقاء.
  • الخجل كسلوك مكتسب: قد يكتسب الطفل الخجل من خلال تعلمه إياه من والديه.
  • طبيعة الشخصية: قد يكون الطفل الخجول حساسًا وعاطفيًا بطبيعة شخصيته، ويتعرض للترهيب بسهولة.
  • الخوف من الفشل: يصبح الخوف من الفشل من أسباب الخجل عند الأطفال عندما يتم تحميلهم أمورًا تفوق قدرتهم، ويفشلون بها، ثم يتعرضون إلى اللوم بسبب ذلك.
  • قلة التفاعل الاجتماعي: قد يميل الأطفال الذين يفتقرون إلى التفاعل مع الآخرين خلال السنوات الأولى من حياتهم إلى أن يتسموا بالخجل.
  • عوامل أسرية: يمكن أن يكون الطفل خجولاً بسبب افتقارهِ إلى اهتمام ورعاية أهله، أو بسبب إفراطهم ومبالغتهم في حمايته.


المراجع

  1. ^ أ ب "Supporting Shy Students: 10 Ways Elementary Teachers Can Help", teachstarter, Retrieved 23/5/2023. Edited.
  2. "7 Great Strategies for Dealing With Shy Students", boredteachers, Retrieved 23/5/2023. Edited.
  3. "Encouraging Students to Participate: How to Help Shy Students Speak Up", wgu, Retrieved 23/5/2023. Edited.
  4. "Do’s and Don’t’s with Quiet Students", tefl-iberia, Retrieved 23/5/2023. Edited.
  5. "How to Deal with SHY STUDENTS in the English Class", manwrites, Retrieved 23/5/2023. Edited.
  6. "Children and shyness", betterhealth, Retrieved 23/5/2023. Edited.