تتعدد أساليب التدريس وطرائقه التي تهدف بالنهاية إلى إيصال المعلومة للطالب المتلقي بطريقة أكثر سهولة ومرونة ممّا كانت عليه في السابق، فيما يعتمد اختيار طرائق التدريس المناسبة على عوامل عدّة مثل مستويات الطلبة وأعدادهم، وشخصية المعلم وعلاقته بالتلاميذ، وطبيعة المادة الدراسية نفسها، وغيرها من الأمور التي تُعنى جميعها بالنهاية بانتهاج الطريق المختصر والأنسب للوصول للهدف المذكور سابقاً، ومن الاستراتيجيات المتّبعة استراتيجية التدريس التبادلي التي سيناقشها هذا المقال.


مفهوم استراتيجية التدريس التبادلي

تأخذ هذه الاستراتيجية اسمها من طبيعة النشاطات القائمة عليها، والمعتمدة على التبادل بين المعلم وتلاميذه، أو التلاميذ أنفسهم، إذ يُقصد بها تبادل النقاش حول موضوع ما وقضاياه بطرح الأسئلة، وتحصيل الإجابات، ومناقشتها للحصول على معرفة أوسع وأعمق بين كل من أطراف العملية التعليمية الأساسية –المعلم والطلبة-، ويكون ذلك من خلال النشاطات التي يمارسها المتعلم من تنبؤ، وتلخيص، وتساؤل ذاتي، وتوضيح وهي الأمور التي ستؤدي بالنهاية لا محالة إلى فهم القضية المطروحة، والإفادة منها بشكل حقيقي بعيد عن الحفظ والتذكّر، والإفادة ممّا تعلّمه في الفصل في أموره الحياتية.[١]


أثر تطبيق استراتيجية التدريس التبادلي على المتعلم

طوّر العالمين بالينكسار، وبراون هذه الاستراتيجية للوصول بالمتعلمين لنقاط عدّة من خلال العملية التعليمية، وهي كالآتي:[٢]

  • دعم الثقة بالذات: يشعر الطالب بالثقة في نفسه عند قيامه بمناقشة معلمه وزملائه، وطرح الأسئلة، والوصول إلى استنتاجاته الخاصة لا سيما إن كان صحيحة.
  • تنمية المهارات الذاتية: يستطيع الناظر للطالب أن يلمح كيف تطوّر هذه الاستراتيجية من مهارات الطالب الذاتية لا سيما عند تطبيقها بشكل متكرر، إذ تنمي هذه الاستراتيجية قدرة الطلاب على صياغة الأسئلة، والتلخيص، واستخلاص الأفكار الرئيسية، والحوار والمناقشة، والفهم القرائي وغيرها.
  • تنمية القدرة على ضبط التفكير: يصل الطالب من خلال هذه الاستراتيجية إلى مرحلة يكون فيها قادراً على ضبط تفكيره وتوجيهه لحل مشكلة معيّنة بما يتناسب مع معطياتهاو حيثياتها.
  • زيادة الدافعية للتعلم: لا شكّ أنّ دافعية الطالب للتعلم في فصل يحس فيه أنّه محو النقاش، وأساس العملية التعليمية ستكون أكبر منها في فصل يشعر به بأنّه مجرد متلق.
  • إضفاء جو من التعاون والمرح: تخرج هذه الاستراتيجية بالطلبة ومعلّمهم من جو الروتين الممل إلى جو من المرح، والتعاون بما تخلقه من نقاشات بين الطلاب ومعلّمهم.



طريقة تطبيق استراتيجية التعلم التبادلي

على المعلم اتباع الخطوات التالية لتطبيق استراتيجة التعلم التبادلي على وجهها الصحيح:[٣]

  • تقسيم الطلبة لمجموعات متجانسة فيما بينها.
  • توزيع بطاقات على كل طالب لتوضيح دوره في هذه المجموعة وفقاً لما ذُكر سابقا (متنبّئ، سائل، موضّح، ملخّص)
  • عرض النص المطلوب العمل عليه، والطلب من المجموعات قراءته.
  • متابعة الطلبة والتأكد من أن كل طالب يقوم بدوره، فالسائل يطرح الأسئلة المتعلقة بالنص مثل كيف ما هي المادة الناتجة عن التفاعل، كم كمية كلوريد الصوديوم المضافة..إلخ، فيما يحاول الموضح الإجابة على الأسئلة، ويوقم المتنبّئ بتقديم فرضية ما نتيجة لذلك، ليأتي دور الملخّص الذي سيقوم بتلخيص التجربة برمّتها.
  • الحرص على تبادل الطلبة للأدوار حتى يتسنى لكل طالب ممارسة دوره كمعلّم صغير بطريقة فريدة في كل مرة.


مزايا استراتيجية التعليم التبادلي

لاستراتيجية التعليم التبادلي العديد من الميزات، وهي:[٤]

  • سهولة تطبيقها في معظم المواد بعد تكييفها مع ما يتناسب مع هذه المواد، وفي كافة الصفوف.
  • زيادة تحصيل الطلبة دراسياً.
  • إمكانية تطبيقها على الفصول ذات الأعداد الكبيرة.
  • تفعيل معاني المناقشة والحوار.
  • تشجيع انخراط الطلبة الخجولين ومشاركتهم في الصف.


مجالات استخدام استراتيجية التعلم التبادلي

تصلح هذه الاستراتيجية لاستخدامها في شتّى المواد المعرفية والإنسانية على أن يقوم المعلم بتكييفها بالطريقة المناسبة، ومن هذه المجالات:[٣]

  • الرياضيات.
  • العلوم
  • اللغة والقراءة
  • العلوم الاجتماعية






المراجع

  1. "What Is Reciprocal Teaching?", teachthought, Retrieved 14/3/2022. Edited.
  2. صباح عبدالحكم، استخدام استراتيجية التدريس التبادلي وأثرها في تنمية مهارات تصميم المواقف التعليمية، صفحة 393. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "Reciprocal Teaching", strategiesforspecialinterventions, Retrieved 14/3/2022. Edited.
  4. روعة عارف جناد، أثر استخدام استراتيجية التـدريس التبـادلي في تنميـة مهـارات مـا وراء المعرفة، صفحة 31. بتصرّف.