تعريف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

أدت الثورة الرقمية التي شهدها العالم إلى ظهور أنواعٍ عديدة من التكنولوجيا، ومن أهمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (بالإنجليزية: Information and Communications Technology)، والتي يمكن تعريفها على أنها مجموعة من الوسائل والأدوات الحديثة التي تتعامل مع المعلومات، من خلال نقلها، وحفظها، وإنشائها، وتبادلها، وقد جعلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) من العالم أشبه ما يكون بقريةٍ واحدة، بسبب تمكينها للناس من التواصل من مختلف المناطق، متجاوزين بذلك الحدود المكانية والزمانية التي تفصل بينهم.[١][٢]


دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحسين التعليم والتعلم

يمكن توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف مجالات الحياة، والتي من أهمها التعليم، ومن الأمثلة على أدوات هذه التكنولوجيا القابلة للتطبيق في العملية التعليمية: شبكة الإنترنت، وأجهزة الكمبيوتر، والبريد الإلكتروني، ومايكروسوفت وورد (Microsoft Word)، ومايكروسوفت باوربوينت (Microsoft PowerPoint) لإنشاء العروض التقديمية، والألعاب التعليمية، وبرامج تعديل الصور ومقاطع الفيديو،[٣][٤] وتساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال أدواتها في تحسين عملية التعلم ككل، بشقيها اللذان يشملان التعليم والتعلم، وتوضح النقاط التالية تفاصيل دورها في ذلك:[٥][٦]


إتاحة التعلم عن بعد

تُساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إيجاد طرق جديدة للتعليم، ومن أهمها التعليم عن بعد، المعروف أيضًا بالتعلم عبر الإنترنت، والذي يُمكن الطلاب من اكتساب المعلومات وحضور الدروس بشكل افتراضي بعيدًا عن البيئة المدرسية، ويتيح لهم الاستفادة منها كما لو كانوا حاضرين في الفصول بشكلٍ شخصي، كما يساعد التعليم عن بعد في إبقاء تواصل المعلم مع طلابه رغم الفروق المكانية والزمانية بينهم، والتفاعل معهم، وتقييم أدائهم ومدى استفادتهم من الدروس.


التغلب على الفروقات

يختلف الطلاب عن بعضهم في قدراتهم على فهم واستيعاب الدروس؛ الأمر الذي قد يشكل عائقًا وحملاً ثقيلاً على المعلم والطلاب في حالة التعليم التقليدي، بسبب احتمال ظهور الحاجة لتكرار المعلومات والدروس كي يفهمها الطلاب الذين تختلف قدراتهم عن الآخرين، لكن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أوجدت حلاً لهذه المشكلة، يتمثل في إمكانية تسجيل الدروس وتوفيرها للطلاب على المواقع والمنصات، كي يطلعوا عليها من أي مكانٍ وفي أي وقت؛ الأمر الذي يسمح لهم بالاطلاع على الشروحات كما يناسبهم ويناسب حاجتهم، بالإضافة إلى ذلك فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تسهم أيضًا في مساعدة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في الوصول إلى نفس المعلومات والمعرفة التي يصل إليها الطلاب الآخرون؛ مما يحقق المساواة في التعليم.


تعزيز مهارات التفكير

يستدعي التطور الذي يشهده العالم في مختلف المجالات في القرن الحادي والعشرين تطوير مهارات التفكير؛ وذلك من أجل مواكبة التغييرات والتحديثات التي تطال جميع جوانب الحياة تقريبًا، ومن الصعب على الطلاب والمعلمين التكيف مع هذا التطور بمهارات التفكير العادية، والمحصورة بكل ما هو تقليدي أو مُعتاد؛ لهذا فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تسعى من خلال أدواتها إلى إخراجهم من بوتقة الجهل إلى المعرفة، وتحفيز عقولهم على التفكير بشكلٍ يختلف عمّا هو مألوف، من خلال تشجيعهم على التفكير في طرق حل المشكلات والوصول إلى المعرفة باستخدام الأدوات الحديثة، إلى جانب تحفيزهم على الاستكشاف والبحث عن أنسب وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي يستطيعون توظيفها بما يتناسب مع متطلباتهم واحتياجاتهم التعليمية، ومقارنة هذه الوسائل، وتحليلها، وتقييمها، من أجل التوصل إلى أنسبها.


رفع جودة التعليم

تؤثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على جودة التعليم بشكلٍ إيجابي؛ بسبب تسهيلها مهمة المعلم في إعداد الدروس وعرضها للطلاب بشكلٍ يحفزهم على استيعابها ويزيد من إقبالهم عليها، حيث تتيح هذه التكنولوجيا للمعلم استخدام أدواتها، مثل محركات البحث ومقاطع الفيديو، لإنشاء مادة تعليمية تجمع بين الفائدة وبين العناصر الجاذبة لاهتمام الطلاب، كما تساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعزيز التعلم الذاتي عند الطلاب، وذلك من خلال توفير الموارد والمصادر التي يحتاجونها للحصول على المعلومات في أي وقتٍ ومكان؛ الأمر الذي يرفع من مستوى مخرجات العملية التعليمية ككل.[٧]


إرساء مبدأ التعاون

تعمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأدواتها على إشاعة ثقافة التعاون والمشاركة بين الطلاب؛ مما يُعزز من سير العملية التعليمية ونتائجها، حيث تمكن الوسائل التكنولوجية المتطورة الطلاب من التفاعل والتعاون مع بعضهم لمناقشة طرق توظيف هذه الأدوات بالشكل الصحيح، كما يُمكنهم استخدامها بشكل جماعي خلال الحصة الدراسية، وإنشاء المشاريع الجماعية مع بعضهم البعض باستخدامها، ومن فوائد هذا التعليم التعاوني القائم على أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنه يعزز من المهارات الاجتماعية عند الطلاب، ويُنمي مخزونهم المعرفي، ويطور مهارات اللغة عندهم، بالإضافة إلى مهارات اتخاذ القرارات، وحل المشكلات، والمهارات الإبداعية.[٨]


المراجع

  1. "ICT", techterms, Retrieved 20/7/2022. Edited.
  2. "INFORMATION AND COMMUNICATION TECHNOLOGIES (ICT)", learningportal.iiep.unesco, Retrieved 20/7/2022. Edited.
  3. د عوده سليمان عوده مراد، واقع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال وعوائق استخدامها في التدريس، صفحة 125-126. بتصرّف.
  4. "The Best ICT Tools to use in the Classroom", ictesolutions, Retrieved 20/7/2022. Edited.
  5. "Why schools should invest in ICT", ictesolutions, Retrieved 20/7/2022. Edited.
  6. "What are the uses of ICT in education?", pedagoo, Retrieved 20/7/2022. Edited.
  7. Baishakhi Bhattacharjee and Kamal Deb, Role of ICT in 21st Century s Teacher Education, Page 4-5. Edited.
  8. "What is ICT in Education and Its Importance", techprevue, Retrieved 20/7/2022. Edited.